يعرف الكثير من أصحاب المصالح في النظام الإيكولوجي للعملات المشفرة أن الإيثريوم (ETH) بصدد إجراء تطوير متعدد المراحل في العام القادم، ويمكن لأصحاب المصالح شرح تفاصيل ذلك التحول بشكل دقيق.

إلا أن هناك البعض ممن يعرفون الكثير عن الإيثريوم وعن العملات المشفرة بشكل عام ولكنهم لا يملكون صورة واضحة لشكل “الإيثريوم 2.0” وعمّا سيحدث لتكنولوجيا إثبات العمل الخاصة بالإيثريوم.

يمكن لهؤلاء الاطمئنان، لأن فيتاليك بوتيرين سيشرح لهم الأمر.

وبرغم انشغاله في مؤتمر ديفكون الخامس Devcon 5، المنعقد في أوساكا باليابان، فإن مخترع الإيثريوم والمشارك المؤسس له قد وجد وقتاً لكتابة منشورين منفصلين على منتدى الإيثريوم البحثي من أجل توضيح شكل التطور المرتقب للإيثريوم للمستخدمين وما الذي يمكنهم توقعه بشأن أكبر تطور في تاريخ الشركة.

وفي أول تلك المنشورات، حدد بوتيرين الإطار العام للكيفية التي سيجري بها التحول إلى الإيثريوم 2.0 بسلاسة بالنسبة للمستخدمين، وبدأ كلامه قائلاً: “إذا كنت مطور تطبيقات أو مستخدم، وكانت خارطة الطريق الموضحة في هذا المنشور مستخدمة لإكمال التحول من الإيثريوم 1 إلى الإيثريوم 2، فإن التغيرات التي ستشعر بها ستكون محدودة بدرجة كبيرة. فستعمل التطبيقات الموجودة بالفعل بدون انقطاع أو تغيير. وستنتقل أرصدة الحسابات، وكود العقود، وتخزين العقد (يشمل ذلك أرصدة بروتوكول ERC20 القياسي، ومنصة بيانات العميل، إلخ..) إلى النظام الجديد”.

ومع قول ذلك، فقد أشار المبرمج إلى أن إحدى نقاط الضغط ستكون الزيادة في أسعار الوقود لبعض الأكواد التشغيلية، إلا أنه قال إن تلك الدينامية يمكن تلافيها إذا تجنبت مشاريع التطبيقات اللامركزية إنشاء تطبيقات ذات “أحجام شهود مرتفعة”.

وأضاف بوتيرين: “هب أن المراحل من 0 إلى 2 حدثت بالفعل، في مرحلة الانتقال إلى ترقية سيرينيتي Serenity وأن “بلوكتشين الإيثريوم 2 تعمل بشكل مستقر”. وشرح أن في تلك المرحلة فإن بلوكتشين الإيثريوم 1 ستظل تعمل أيضاً، إلا أنه مع حلول الوقت فإن مدققي الإيثريوم 2.0 سيختارون البلوك النهائي للإيثريوم 1.0. وسيتحول هذا البلوك وكل ما قبله إلى نظام فرعي، أو بيئة تنفيذ، داخل الإيثريوم 2.0.

ويعني ذلك أن السلسلة الأصلية للإيثريوم “ستموت في نهاية المطاف”، وسيحيا نظام الإيثريوم 1.0 بداخل الإيثريوم 2.0 للأبد.

ومن وجهة نظر المستخدم، فلن يشعر المستخدم باختلاف الإيثريوم قبل أو بعد التحول، بحسب بوتيرين، وقدم المثال التالي: “انظر للديون المعززة بضمانات (CDP)، على ميكر داو MakerDAO. تذهب للنوم، ومع استيقاظك يكون التحول قد اكتمل. يمكنك التعامل مع وتسييل ديونك المعززة بضمانات، بإرسال المعاملات كما كنت تفعل، باستثناء أن كود العميل سيعرف أنك تجاوزت مرحلة الانتقال وسيضيف بيانات الشهود إلى معاملاتك، ويرسلها إلى شبكة الإيثريوم 2 بدلاً من شبكة الإيثريوم 1”.

ماذا عن القدرة على التآلف؟

وبانطلاق مؤتمر ديفكون الخامس، فقد أعرب بعض مرتاديه عن قلقهم من أن الإيثريوم 2.0 سيعطل القدرة على التآلف الموجودة على الإيثريوم 1.0. ورداً على ذلك، أجاب بوتيرين في المنشور الثاني على ذلك السؤال، وجادل بأن القدرة على التآلف ستظل “سليمة”، قائلاً: “أحد دواعي القلق هو إذا ما كانت القدرة على التآلف، وهي خاصية للإيثريوم، وتعني ببساطة قدرة التطبيقات المختلفة على الكلام مع بعضها البعض، ستستمر بداخل السياق المتشظي للإيثريوم 2.0. ويجادل هذا المنشور بأن تلك الخاصية ستظل مستمرة بالفعل”.

ومع دخول تطوير سيرينيتي في مراحله المتقدمة، فإن التشظي سيحدث، وسيترتب على ذلك أن شبكة الإيثريوم ستنقسم إلى شظايا لها حالاتها المميزة. وفي هذا الصدد، جادل بوتيرين في منشوره الجديد أن التآلف لن يتغير إذ أن التطبيقات اللامركزية يمكنها التواجد على شظايا منفصلة وأن تعتمد على المعاملات العابرة للشظايا.

وباستعماله مثالاً يخص تطبيق الإقراض اللامركزي كومباوند Compound، قال بوتيرين:”يمكن لكومباوند أن يتواجد على شظية منفصلة، ويمكن للمستخدمين المالكين للتوكنات أن يحركوا التوكنات خاصتهم إلى الشظية الذي تتواجد عليه حالة كومباوند، وإنشاء أو ملء أو إمساك صفقة برافعة مالية، كما كان يحدث سابقاً”..

وبالطبع، هناك الكثير من الأشياء التي لا زالت قيد البحث بخصوص النظام الإيكولوجي للإيثريوم، إلا أنه، وفي ذلك السياق، فإن بوتيرين ليس منزعجاً بشأن إمكانية أن تتسبب الإيثريوم 2.0 في إحداث اضطراب أو إعطاب القدرة على التآلف بشكل كبير.