تدرس وكالة الفضاء الأميركي ناسا NASA استخدام تكنولوجيا البلوكتشين كوسيلةٍ لضمان خصوصية بيانات رحلات الطائرات وأمنها.

وقد نشر رونالد رايزمان، مهندس حاسوب الطائرات بمركز ناسا آيمز NASA Ames للبحوث، ورقةً بحثيةً يوم الاثنين 7 يناير/كانون الثاني يقترح فيها إمكانية شبكات البلوكتشين والعقود الذكية على المساعدة في علاج بعض المشاكل الأمنية.

واعتباراً من 1 يناير/كانون الثاني، 2020، أمرت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) الحكومة الأميركية باستخدام نظامٍ جديدٍ للرقابة -المراقبة التلقائية المعتمدة على البث (إيه دي إس بي ADS-B)- سيبثُّ على الملأ هويات الطائرات ومواقعها ومعلوماتٍ أخرى عنها.

وقال رايزمان في ورقته إن ذلك أثار ذلك مخاوف أمنيةً لدى ملَّاك الأسهم، موضِّحاً أن نظام إيه دي إس بي “لا يشتمل على بنودٍ للحفاظ على خيارات خصوصية الطائرات ذاتها، ولا يتناول إمكانية الانتحال، ولا الحرمان من الخدمة، ولا عوامل خطر موثَّقةٍ أخرى”.

ويكتب رايزمان أن شركات الطيران المدنية تفضِّل الحفاظ على خصوصية بعض البيانات، على سبيل المثال، لمنع متابعة المديرين التنفيذيين كجزءٍ من عمليات الجاسوسية المؤسَّسية.

بينما تُعَرِّف وزارة الدفاع الأميركية بيانات مرور الطائرات العسكرية بأنها “معلوماتٌ، إذا أُفصِح عنها، من شأنها الكشف عن نقاط ضعفٍ في البنية التحتية الحساسة لوزارة الدفاع، وإذا استُغِلَّت، من المرجَّح أن تفضي إلى تعطيلٍ، أو تدميرٍ، أو إضرارٍ بالغٍ بعمليات وزارة الدفاع، أو ممتلكاتها، أو منشآتها”.

ويُكمِل رايزمان في ورقته أنه بالنظر إلى حساسية البيانات المرتبطة بالمرور الجوي، فإن احتياج القوات المسلحة للسرية “من المرجَّح أن يظلَّ حاسماً في مسألة تبنِّيهم لنظام إيه دي إس بي واستخدامه”.

ويخاطب الباحث هذه المشاكل إلى جانب مشاكل أخرى، إذ يقدِّم نموذجاً أولياً في الورقة يحمل اسم “البنية التحتية لبلوكتشين الطيران” (ABI)، وهو نموذجٌ مبنيٌّ على نسيج مجموعة السجلات الموزعة والعقود الذكية، ويتيح التحكم في تحديد البيانات المقدَّمة سراً أو علانيةً لدى الجهات المخوَّلة.

على سبيل المثال، “بيانات حالة” الطائرات، مثل الارتفاع، والسرعة الديناميكية الهوائية المبيَّنة، والاتجاه، إلخ، يمكن تأمينها بواسطة قناةٍ خاصةٍ، بينما معلومات مخطط الرحلة، مثل نوع الطائرة، وأصلها، وجهة وصولها، ومسارها المحفوظ، إلخ، يمكن نشرها على قناةٍ عامةٍ متاحةٍ للأعضاء المصرَّح لهم.

ويقول رايزمان: “نقترح استخدام إطار عملٍ ذي ترخيصاتٍ محددةٍ” قائمٍ على البلوكتشين لتمكين أنظمة إيه دي إس بي من تحقيق مستويات الخصوصية والأمن ذاتها التي توفِّرها حالياً الأنظمة القائمة على الرادار في نظام المجال الجوي الوطني (NAS) أو تخطِّي تلك المستويات”.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تسعى فيها وكالة ناسا إلى استكشاف البلوكتشين بحثاً عن تحسيناتٍ تكنولوجيةٍ. إذ منحت الوكالة في فبراير/شباط الماضي 330 ألف دولار لأستاذٍ بجامعة أكرون في ولاية أوهايو الأميركية بهدف دعم بحوثٍ عن تكنولوجيا بلوكتشين الإيثريوم لأجل التعرُّف تلقائياً على الحطام العائم.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.