أتمَّت شركة السكك الحديدية الفيدرالية السويسرية (SBB) وضع إثباتٍ للمفهوم (PoC) لنظام إدارة وثائق اعتمادٍ قائمٍ على البلوكتشين للعاملين في مواقع البناء التابعة للشركة.

استمرَّ المشروع منذ مايو/أيار الماضي حتى نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وكان يهدف إلى تحسين العمليات الحالية اليدوية القائمة على الأوراق في “بيئة عملٍ مرنةٍ ذات حلٍّ رقميٍّ ممتثلٍ لقواعد التدقيق ويعمل بالبلوكتشين”، على حد قول دانييل باليتشي، المتحدثة الرسمية باسم شركة السكك الحديدية القومية السويسرية، في بريدٍ إلكترونيٍّ مُرسَلٍ إلى موقع كوين ديسك CoinDesk.

وتابعت دانييل، موضحةً الحاجة إلى نظامٍ قويٍّ للتعرف على الهويات: “غالباً ما تحتوي مواقع البناء في شبكة سكك الحديد الفيدرالية السويسرية على أطرافٍ خارجيةٍ. ولأجل دواعي أمنيةٍ، هناك التزاماتٌ صارمةٌ حيال تأهيل كوادر الموظفين”.

وقد طوَّرت هذا الحل شركة البلوكتشين الناشئة لاينوم لابز Linum Labs باستخدام تكنولوجيا يوبورت uPort مفتوحة المصدر، وهو مشروعٌ بدأ تحت مظلة استوديو كونسنسيس ConsenSys لتصاميم الإيثريوم في نيويورك.

وفي إثبات المفهوم، وضع العاملون هوياتهم الرقمية في تطبيق يوبورت على هواتفهم المحمولة، وأصدرت السكك الحديدية الفيدرالية شهاداتٍ تؤكد أنهم قد خضعوا لتدريباتٍ لائقةٍ.

ثم استعمل العاملون بعد ذلك تلك الهويات الرقمية عند تسجيل الدخول والخروج من وإلى مواقع البناء التي يعملون بها. ولأجل دخول الموقع، على العامل إجراء مسجٍ لكود كيو آر QR code بواسطة التطبيق على هواتفهم الخلوية.

وفي منشورٍ على موقع ميديام Medium الإخباري، كتبت شركة لاينوم لابز: “باستعمال يوبورت، يستطيع عاملو السكك الحديدية وسلطات التحقق والمشرفون أن يملكوا هوياتٍ رقميةً فريدةً خاصةً بهم ومربوطةً بهوياتهم على يوبورت، والتي بدورها تُثَبَّت على هويةٍ على البلوكتشين. ثم ينشر هاش لأنشطة تسجيل دخول العاملين وخروجهم على البلوكتشين بحيث يمكن التدقيق في قاعدة البيانات الداخلية”.

ويمكن أيضاً توصيل التطبيق بأنظمة التحقق من الهويات المُصَدَّق عليها من إدارات المدن، مثل زوغ آي دي Zug ID، الذي يستعمل هو الآخر تكنولوجيا يوبورت. وقد جرت فترة اختبارٍ له هذا الصيف في مدينة زوغ السويسرية لأجل إجازة التصويت الإلكتروني بواسطة البلوكتشين، ويُستَخدَم الآن في مشروعٍ رياديٍّ آخر: يمكن للسكان المحليين استخدام نظام زوغ آي دي في إلغاء أقفال الدراجات التي يوفرها تطبيق آيرباي AirBie، وهي شركةٌ ناشئةٌ من زيورخ تقدِّم خدمات تقاسم الدراجات.

ورفضت دانييل باليتشي المتحدثة باسم السكك الحديدية الفيدرالية إعطاء أية تفاصيل محدَّدةٍ عن الخطوات التالية، مضيفةً أن الشركة “قد تملك معلوماتٍ أكثر ثباتاً” في مطلع العام الجديد 2019.

نهجٌ جديدٌ

لم يكن لشركة يوبورت دورٌ مباشرٌ في مشروع السكك الحديدية، بما يتماشى مع المواصفات مفتوحة المصدر للشركة الناشئة، حسب تصريحات تييري بونفانت، مسؤول الإنتاج في الشركة، إلى موقع كوين ديسك. إذ قال: “إن شركاءنا يمثلون نظامنا في السوق. سنحرص فقط على أن يحصلوا على كل ما يحتاجون إليه منا”.

ومع ذلك، أثناء سريان المشروع الريادي في أغسطس/ آب، جرى تحديثٌ لبنية يوبورت لأجل مخاطبة المخاوف المتعلقة بقابلية التوسع والخصوصية، عن طريق نقل مزيدٍ من العمليات إلى خارج البلوكتشين. وعلَّل بونفانت ذلك إلى أن تكنولوجيا يوبورت تعمل بالإيثريوم، الذي قد واجه مشاكل من قبلُ في التوسع، لذلك كان لتنفيذ جميع العمليات على البلوكتشين آثارٌ سلبيةٌ على النظام، إذ جعله بطيئاً وغير فعَّالٍ.

ومن المشاكل الأخرى التي أسفرت عن إحداث التغيير في يوبورت صعوبة الالتزام باللائحة الأوروبية العامة لحماية البيانات (GDPR) المُطَبَّقة في شهر مايو/أيار الماضي. وتتضمن اللائحة “الحق في النسيان”، والذي معناه المطالبة بمحو بيانات الأفراد من الأملاك العامة حسب الطلب.

وتابع بونفانت: “إذا وضعت بياناتك دوماً على البلوكتشين، فهي غير قابلةٍ للإلغاء. لذا تكون قد فقدت الحق في أن تُنسَى”.

ومع إقرار البنية الجديدة ليوبورت، تُخَزَّن البيانات الشخصية للمستخدمين خارج البلوكتشين، على هواتفهم المحمولة. وأوضح بونفانت أن في حالة السكك الحديدية السويسرية، “لا تُستَخدَم البلوكتشين إلا لأغراضٍ إضافيةٍ متعلقةٍ بإدارة المفاتيح، مثل تدوير المفاتيح، وإلغائها، وتوكيلها إلى أطرافٍ خارجيةٍ”.

وفي السياق ذاته، صرَّحت مديرة عمليات تشغيل يوبورت آليس نوفال إلى موقع كوين ديسك بأن النظام يعمل بكفاءةٍ مع الكميات المحدودة من البيانات. لكن في المستقبل، ومع وصول السوق إلى المرحلة التي يزيد فيها الطلب على التطبيقات الأكثر تعقيداً للتعرف على الهويات، “على الأرجح لن تعمل على الهواتف”، على حد قول آليس نوفال، لذا تدرس يوبورت إنشاء حلٍّ يتمثًّل في محور تخزين storage hub.

وأضافت أن السكك الحديدية الفيدرالية “قد استوعبت بحقٍّ” إمكانيات تكنولوجيا التحقُّق من وثائق الاعتماد.

وأردفت آليس نوفال في تصريحاتها: “قبلئذٍ، كانت حالات الاستخدام -على سبيل المثال- أن يستطيع الناس التعرُّف على أنهم من سكان مدينةٍ بعينها. وتتوجه السكك الحديدية نحو تطبيقٍ أكثر تعقيداً يعتمد على التحقق ووثائق الاعتماد المتعددة”.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.