عند الحديث عن العملات الرقمية المشفرة لا بد من ذكر تقنية البلوكتشين، أو “سلسلة الكتل” التي تمثل إحدى أهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، إضافة إلى أنها عالم ما بعد الإنترنت، بدورها ستغير شكل العالم بجميع مجالاته خلال السنوات المقبلة، تحديداً النظام المالي، إذ تعتبر القلب النابض للنظام المالي العالمي، وكذلك هي فعلاً العمود الفقري للعملات الرقمية المشفرة”.

من مميزاتها الواجبة الذكر والرئيسية خفض الرسوم في جميع المجالات، وخفض الرسوم البنكية، وتقليل الأخطاء البشرية، ما يوفر المال والوقت والجهد المؤدي لتحسين الاقتصاد العالمي.

ومن المتوقع أيضاً في غضون عام 2028 أن نحو 10% من الدخل المحلي الإجمالي في العالم سيكون مسجلاً من خلال تقنية بلوكتشين، أي ما يقدر بنحو 9 تريليونات دولار من أصل 90 تريليون دولار من إجمالي الدخل العالمي.

حالياً تقدر القيمة السوقية للعملات الرقمية المشفرة التي تستند على تقنية بلوكتشين بحوالي 2.8 تريليون دولار، حسب موقع coinmarketcap، أي أن هناك مؤشرات واضحة على أن تحقيق الرقم سيكون قبل المتوقع للعام المذكور، وحالياً تم تحقيق ثلث المتوقع منه، ناهيك عن المجالات الأخرى كالعقارات والزراعة إلخ.

ما هي تقنية بلوكتشين-blockchain؟

دعني قبل الدخول في صلب الموضوع أقدم شرحاً مبسطاً عن هذه التقنية وطبيعة عملها، حيث تعني سلسلة الكتل، وهي نظام لسجل عام إلكتروني مشترك وآني ومشفر وقواعد بيانات لا مركزية، من خلالها يكون إتمام التعاملات دون وسيط ثالث، وتؤدي لتقليل التكاليف المادية والمدة الزمنية، وكل كتلة مرتبطة مع غيرها بسلاسل.

تقنية بلوكتشين تستخدم في مجالات عديدة، ليس فقط في العملات الرقمية المشفرة، وظهرت هذه التقنية في عام 1991 لأول مرة، وفي تقنية بلوكتشين تكون كل كتلة مشفرة، حيث إن هذه التقنية تعتمد على عنصر الأمان وتشفير الهوية، ولا يستطيع أي شخص معرفة من هو صاحب هذه الكتلة (بلوك)، ولكن فقط تكتب على هيئة رموز مشفرة وكل كتلة تحتوي في داخلها على مجموعة من البيانات.

مثلاً “صاحب كتلة x1” يرسل بيانات مشفرة إلى صاحب “كتلة x2″، ولكن هذه بيانات مشفرة لا يعلم أحد ما في داخلها غير هاتين الكتلتين، ولكن تتم هذه العملية أمام أصحاب جميع الكتل في شبكة بلوكتشين حول العالم، والكل سوف يعلم بأن هذه العملية تمت، لكن بدون معرفة ما في داخل هذه البيانات المشفرة، وتكون كل كتلة لديها بصمة إلكترونية تشفيرية وتسمى “Hash”، ويكون لديها كود خاص، ما يضمن الخصوصية، فمن الصعب اختراقها، وتكون نسبة الشفافية فيها عالية جداً، لأن البيانات تنتقل بأمان من دون فك شفرتها وعملية اختراق البيانات ستكون شبه مستحيلة.

كيف تنشأ؟

في مجال العملات الرقمية المشفرة يتم إنشاء العملات الرقمية المشفرة باستخدام تقنية بلوكتشين (blockchain)، ويتم تداولها إلكترونياً عبر منصات عديدة.

في عام 2009 أنشأ شخص مجهول باسم مستعار يدعى ساتوشي ناكاموتو أول عملة رقمية مشفرة، وهي بيتكوين، التي تعد بمثابة شرارة للانطلاق هذه التقنية المبهرة التي تم الاعتماد عليها في إنشاء العديد من العملات الرقمية المشفرة.

كذلك استخدام تقنية بلوكتشين لا يقتصر فقط على العملات الرقمية المشفرة، بل يشمل عدة مجالات أخرى كالعقارات والتعاملات التجارية والقانونية، وفي مجال الاستثمار والزراعة والرعاية الصحية وعدة مجالات أخرى. وتعتبر تقنية بلوكتشين في الوقت الراهن العمود الفقري للعملات الرقمية المشفرة، لأن إنشاءها يكون عبر تقنية “بلوكتشين”.

العملات الرقمية المشفرة كيف أنهت دور الوسيط (البنوك)؟

العملات الرقمية المشفرة أنهت دور الوسيط وهمشت البنوك كوسيط عبر تقنية بلوكتشين، ومن أهم الأهداف التي ستحققها تقنية بلوكتشين في المستقبل القريب، أنها سوف تلغي دور الوسيط، ومنع التلاعب في سجل البيانات، وتحقق التبادل الآمن للمواد القيمة، وذلك لقدرتها الفائقة على تسريع العمليات بأقل تكلفة وأقل جهد وبفترة زمنية قياسية.

لهذا تعتبر تقنية بلوكتشين تهديدا مباشراً للبنوك المركزية، كونها قادرة على تحقيق تغير في شكل المؤسسات المالية من مؤسسات مالية تقليدية إلى مؤسسات مالية رقمية خلال السنوات المقبلة، ولأنها تعتمد على التشفير لتأكيد المصداقية والأمن وإدارتها اللامركزية وإلغاء دور الوسيط.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.