منذ الإعلان عن منصة باكت Bakkt، مبادرة العملة المشفرة التي تدعمها شركة إنتركونتيننتال إكستشينج Intercontinental Exchange مالكة بورصة نيويورك، كانت منتظرة على نطاق واسع. وفي الواقع، زعم المثقفون على جميع المستويات أن الشركة الناشئة التي من المزمع أن تكون أول منصة توفر عقود بتكوين (BTC) آجلة مؤمنة مادياً، سوف تخرج سوق العملات المشفرة من حالة الكساد.

ولاحظ برايان كيلي محلل قناة سي إن بي سي CNBC ومستثمر العملات المشفرة أن باكت هي “أهم خبر في عالم العملات المشفرة لعام 2018”.

ومع ذلك، يزعم تقرير صدر مؤخراً أن باكت تمر بأوقات عصيبة، إذ أن الهيئات التنظيمية ليست راضية بشكل كامل عن ما تراه.

وأشارت مؤخراً وكالة بلومبرغ Bloomberg، مستشهدة بمن لديهم إلمام بعمليات باكت أن لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية (CFTC) ليست متحمسة كثيراً لعرض باكت. وهذه ليست مجرد إشاعة. إذ أنه عندما أعلنت شركة إنتركونتيننتال إكستشينج وشركائها عن باكت في الربع الثالث من السنة الماضية 2018، حددوا تاريخاً مبدئياً لإطلاق عقود البتكوين الآجلة لمنصة باكت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني أو ديسمبر/كانون الأول عام 2018.

وكما يعلم الجميع، مر الموعد شبه النهائي ولم تطلق باكت بعد، وحدث تأخير آخر، هذه المرة بعد تحديد الموعد النهائي في يناير/كانون الثاني 2019. ولم تفِ الشركة هذا الموعد النهائي أيضاً. والآن، الموعد المتوقع لجلسة التداول الافتتاحية لباكت غير معروف.

وعلى الرغم من أن كيلي لويفلر، الرئيسة التنفيذية لمنصة باكت، لم تلق باللوم بشكل واضح على لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية في تعطيل انطلاق شركتها، إلا أنها أشارت هي والمصادر أن الشركة ما زالت تعمل مع هيئة التنظيم المالية. ويعني ذلك ضمنياً بالتأكيد أن هناك مخاوف من تفاصيل العقود الآجلة لباكت وعروضها.

وتؤكد مصادر بلومبرغ المطلعة هذا التخمين. وقالت الأشخاص الملمة بالأمر إن لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية مهتمة في المقام الأول بكيفية حفظ العملات المشفرة لعملاء باكت ضمن آلية العقود الآجلة المادية المقترحة، إذ ينبغي تخزين البتكوين (BTC) لدعم العقود.

وليس واضحاً سبب اعتراض لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية على نظام إدارة الأصول من باكت، إذ أن لها بالفعل داعمين من الرموز الكبيرة في شركة إنتركونتيننتال إكستشينج نفسها، وصندوق الصناعة والبنك التجاري غالاكسي ديجيتال Galaxy Digital، والذراع الاستثمارية لشركة مايكروسوفت Microsoft، وأسماء أخرى بارزة في مجال التقنية، والشئون المالية والبلوكتشين.

وهناك احتمالية أن تعرض المنصات للاختراق، مثل حالات الاختراق الحديثة لمنصة دراغون إكس DragonEx، وبتثام Bithumb، وكريبتوبيا Cryptopia، هو ما يزعج الهيئة الحكومية، إذ ذكرت مصادر بلومبرغ بالفعل أن طريقة تخزين البتكوين (BTC) ستكون محمية “من السرقة والتلاعب المحتمل”.

ومع ذلك، يزعم أن باكت، التي على الأرجح يداهمها الوقت حالياً (إذ تفيد التقارير بأن ممولي الشركة متاح لهم بند “الخروج” لسحب استثمارهم) تحاول تجنب هذه المخاوف إلى حد ما.

وزعم أنه بدلاً من سعي باكت وراء الحصول على الضوء الأخضر من لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية، فهي تبحث عن ختم موافقة الهيئات التنظيمية بنيويورك، التي كانت على مدار التاريخ صارمة تجاه المشروعات المتعلقة بالبتكوين، لكنها ودودة تجاهها بحذر شديد. مما سيتيح لباكت تأمين البتكوين والأصول المشفرة الأخرى لعملائها، بل وربما يمهد الطريق لموافقة مكتملة الأركان من جانب لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية.

سبب الأهمية البالغة لباكت

وهذا كله يطرح السؤال: ما سبب الأهمية البالغة لباكت بالضبط؟ حسناً، كما أوضح مايك ستراتون الرئيس التنفيذي السابق لشركة آيرون وود ريسيرش غروب Ironwood Research Group في منشور على اليوتيوب Youtube العام الماضي: “عقود البتكوين الآجلة المرتقبة من باكت مدعومة مادياً، مما يعني أنه ستجرى عمليات شراء البتكوين وإزالتها من السوق وتخزينها في منصتها طوال مدة هذه العقود. وهي تجري هذه (العقود) من خلال معاملات اليوم الواحد ولن تقوم بأي رفع مالي أو تداول على الهامش عليها”.

يعني هذا أنه إذا اكتسبت العقود الآجلة لباكت زخماً في إطار المستثمرين الأفراد ومع المؤسسات أيضاً، ستبدأ آلاف إن لم تكن عشرات الآلاف من عملات البتكوين في ترك السوق المفتوحة بالجملة. ويعد هذا الأمر منذراً بارتفاع الأسعار بحسب المحللين على جميع المستويات، ببساطة بسبب العرض والطلب.