عمر دناني، الرجل الذي قُبض عليه بتهم انتحال هوية والاحتيال لسرقة معلومات بنكية، ليُحكم عليه بالحبس لمدة 18 شهراً في سجن أميركي فيدرالي، ويُرَحل بعد ذلك إلى كندا، فينتحل هوية جديدة تحت اسم مايكل باترين، ويدخل باستخدامها إلى عالم العملات المشفرة المثير، قبل أن ينقلب عالمه رأساً على عقب من جديد.
كان دناني، أو مايكل باترين، عنصراً مبهماً في القضية الغريبة لشركة كوادريغا Quadriga لحلول التكنولوجيا المالية، باعتباره مالك الشركة الذي فقد ما يعادل 195 مليون دولار أمريكي من النقود السائلة والعملات المشفرة الخاصة بعملاء شركته. أسس باترين شركة كوادريغا منذ خمسة أعوام، مع شريكه جيري كوتن، قبل أن يتوفى الأخير في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، ويترك الشركة في فوضى تامة.
في تقارير منشورة يوم الثامن من فبراير/شباط بجريدتي غلوب والميل الكنديتين، أنكر باترين أنه هو نفسه عمر دناني، وشكك في صحة التقارير التي كشفت عن محتوى سجله الجنائي. لكن موقع بلومبيرغ الإخباري قد تمكن من الحصول على وثائق كندية تؤكد أن باترين قد خاض مرتين الإجراءات القانونية لتغيير اسمه: الأولى عام 2003، والثانية في 2008.
باتت قضية كوادريغا أكثر غموضاً عقب هذا الكشف، وهي القضية التي يتابعها 115 ألف عميلاً للشركة، في محاولة التكهن بمصير أموالهم المجهول منذ إغلاق الشركة في يناير/كانون الثاني. كان كوتن هو المسؤول عن إدارة عمليات الشركة، مؤدياً مهمته باستخدام حاسبه الشخصي أغلب الوقت. لذلك، أدى موته أثناء زيارته للهند إلى سقوط الشركة في فوضى عارمة. لا زالت الشركة تحت حماية الدائنين منذ فبراير/شباط، بينما تحاول شركة إيرنست آند يونغ كشف خبايا كوادريغا، وقد صرحت الأولى أن حسابات كوادريغا الرقمية الخاصة بحفظ أنصبة العملاء من عملات البتكوين (BTC) خاوية منذ شهور حتى قبل موت كوتن، الرئيس التنفيذي للشركة.
جدير بالذكر أن باترين قد رفض التعليق على سجله الجنائي وعلى تغييره لاسمه.
وفقاً لسجلات حكومة مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا، غيّر عمر دناني اسمه إلى عمر باترين في مارس/آذار عام 2003، وبعدها بخمسة أعوام تقدم بطلب تغيير اسمه من جديد ليصبح مايكل باترين.
كان دناني قد تورط في العديد من الجرائم أثناء إقامته في الولايات المتحدة. فوفقاً لوزراة العدل الأمريكية، اعترف دناني بالفعل بالاشتراك في عمليات احتيال لسرقة معلومات بنكية وبيانات بطاقات ائتمان، عن طريق إدارته لموقع شادو كرو shadowcrew.com الذي كان يُستخدم لتجارة بطاقات الائتمان والبطاقات البنكية المسروقة، وذلك في عام 2005 حينما كان دناني يبلغ 22 عاماً. كما اعترف دناني أيضاً عام 2007 بارتكابه جرائم مختلفة مثل النصب والاختلاس والاحتيال الإلكتروني، ذلك وفقاً لسجلات محكمة مقاطعة كاليفورنيا الأميركية.
بعد انتهاء مدة سجنه في الولايات المتحدة، رُحِّل دناني إلى كندا، حيث أعاد تقديم نفسه باعتباره رائد أعمال في مجال العملات المشفرة. ووفقاً لما هو مذكور على صفحته الخاصة على موقع لينكدإن، فقد كان يعرّف نفسه بأنه مستشار لشركات التكنولوجيا المالية، وأنه مدير محافظ أوراق، كما أنه مؤسس ورئيس مجموعة فِن تِك الاستثمارية في فانكوفر منذ عام 2015، واصفاً إياها بأنها: “أول حاضنة أعمال كندية للشركات الناشئة المتخصصة في البلوكتشين”.
حاول باترين بالفعل إخفاء ماضيه، ففي شهر يوليو/تموز من العام الماضي، استأجر شركة لمحو صفحات الإنترنت التي تذكر معلوماتٍ لا يرغب في انتشارها. إحدى هذه الصفحات كانت تحتوي على شكوى من عمر دناني ومن شركة تدعى ميداس غولد للتداول، وهي الشركة التي كان دناني مديرها الوحيد وفقاً للحكومة الكندية، قبل أن تُغلَق. وذكرت وثيقة في أوراق قضية أخرى أن الشركة التي استأجرها باترين مسحت تعليق على موقع ريدت يربط بين باترين وكوادريغا.
كان باترين شريكاً لكوتن في تأسيس أول شركة تداول للبتكوين في كندا، تحت اسم كوادريغا. وقد تحدث باترين لبلومبرغ عبر البريد الإلكتروني عن بداية علاقته بشريكه يقول باترين أنه وكوتن قد عملا معاً في منظمات غير هادفة للربح، مثل تعاونية فانكوفر للبتكوين، وقاما في هذه المنظمات بأدوار تدريبية واستشارية فيما يتعلق بجذب المستخدمين.
حكى كوتن أيضاً في بودكاست صدر عام 2014، أنه وشريكه – الذي لم يسميه حينها – قد عملا معاً على تطوير فكرة كوادريغا منذ أغسطس/آب عام 2013، ليطلقا المنصة في يوم 26 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، ويضعا ماكينة ATM للبتكوين في مدينة على الساحل الغربي لاستهداف سكانها من رائدي استخدام العملات المشفرة والبلوكتشين.
يقول باترين أنه ترك الشركة منذ ثلاثة أعوام لخلاف كبير مع كوتن، لوقف الأخير عملية إدراج الشركة.
وأضاف: “في نفس اليوم الذي حدث فيه الخلاف، غادرت الشركة، وتوقفت عن أن أتدخل شخصياً في أيٍ من القرارات الخاصة بالعمليات (…) ومنذ ذلك اليوم، لم يعد لدي علاقة بإدارة أيٍ من شركات كوادريغا أو عملياتها”.
ويوضح باترين أنه بعد ذلك، لم يعد مقرباً من كوتن، وكان آخر اتصال بينهما قبل أسابيع من وفاة الأخير.
يقول باترين: “تحدثت إليه في نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن تلقيت رسالة منه في عيد ميلادي (…) لم أكن أعرف أنه متزوج أو أنه كان في الهند قبل الإعلان الرسمي عن وفاته”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.