في ٢٣ مارس/آذار، كان حساب البتكوين @bitcoin على موقع تويتر محل جدل كبير بعد شكوى مناصري البتكوين من الحساب ومحاولتهم إغلاقه. ولكن مدير الحساب على موقع تويتر اتهم موقع التواصل الاجتماعي بالتلاعب بالحساب والتضييق عليه وتقييد معدلات الوصول إليه.

 

محاولات دؤوبة لإسكات حساب تويتر

 

يؤمن مالك الحساب الذي عنوانه @bitcoin على موقع تويتر أن الموقع يضيّق على حسابه نظراً لموقفه الناقد لعملة البتكوين (BTC) وشبكة لايتننغ (LN). فعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، أيد العديد من مناصري البتكوين غلق الحساب أو تعيين فريق جديد من المطورين لإدارته.

 

نتج الخلاف عن دعم حساب @Bitcoin للبتكوين لشبكة البتكوين كاش (BCH). إذ يعتقد كل من الراديكاليين ومؤيدي شبكة لايتننغ أنه بما أن هذا الحساب يسمي نفسه “بتكوين”، فإنه بالتالي يحتكر بالكذب المعنى “الأصيل” للبتكوين. في 15 مارس/آذار، اقترح أحد مستخدمي موقع تويتر تحت حساب يسمّى @Moonoverlord نقل إدارة الحساب إلى مجموعة من مطوري البتكوين.

 

قال الحساب في تغريدته على موقع تويتر:” إنه من المشين جداً أن يتصرف حساب بتكوين هكذا. يجب تكليف فريق البتكوين بإدارته بدلاً من استخدامه لخلق نزاعات تافهة وتضليل الناس”.

 

وأعلن المدير السابق لصفحة البتكوين r/bitcoin على موقع ريديت Reddit، وهي معروفة برقابتها المتغولة، تأييده لهذه الفكرة، إذ أيد تكليف أيٍ من مطوري البتكوين لإدارته. في تغريدة لحساب يسمى “Stop and Decrypt”، شرح قائلاً:” لا يُشترط أن يدير الحساب مطورو البتكوين، فمن الممكن تكليف مجموعة من المطورين الممولين من سكوير كريبتو @sqcrypto والذين لديهم محتوى مفيد وإيجابي”. ثم رد وارن توغامي، نائب مدير شركة بلوكستريم Blockstream على تغريدة ستوب أند ديكربت قائلاً:” من الأفضل تجميد هذا الاسم إلى الأبد- لأنه لطالما مارس هذا الحساب أعمالاً احتيالية- وهذا بالتأكيد خرق لشروط الاستخدام”.

 

التعليق والحجب على تويتر

 

تبعاً للجدل والمشاحنات التي دارت حول الحساب هذا الأسبوع، علّق حساب @Bitcoin على هذا الأمر قائلاً أنه يتعرض لعملية تضييق ظالمة. ففي تغريدة نشرها حساب بتكوين يوم 23 مارس/آذار تساءل:” أيريد أيٌ من الصحافيين كتابة مقال عن الحجب الذي يفرضه جاك دورسي (المدير التنفيذي لتويتر) على الحسابات التي في موقف حرج مع شركاته؟”. واتهم العديد من النقاد أيضاً موقع تويتر بفرض الرقابة والحجب في بعض الأحيان.

 

من المعروف عن مؤسس موقع تويتر أنه أحد المستثمرين في شبكة لايتننغ وقد ساعد في تمويل الشركة الناشئة لايتننغ لابز Lightning Labs. سبق لحساب بتكوين أن واجه مشاكل مع موقع تويتر في أبريل/نيسان 2018، بعد أن عُلِّق الحساب لأسباب مجهولة. وبعد تعليق الحساب، احتفى رواد صفحة بتكوين على موقع ريدت بينما كان يعتقد آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي أن ذلك التعليق لم يكن أخلاقياً. فعلى سبيل المثال، نشر موقع أخبار وأبحاث العملة المشفرة كوينفور Coinvore تغريدة على موقع تويتر مطالباً فيها جاك دورسي وموقع تويتر بـ”ضرورة إعادة الحساب والسماح له بالتعبير عن آرائه فيما يخص النمو”. وفي نهاية الأمر، أعيد حساب بتكوين للمالك القانوني، ولكن منذ ذلك الحين، يبدو أن معدلات وصول الحساب باتت أضعف.

 

معركة “البتكوين الواحدة الحقيقية” قد تستغرق سنوات قبل أن تُحلّ

 

يبدو أن حساب بتكوين حالياً لا يتعرض لأي مضايقات، بل استمر في التعبير عن آرائه المعارضة لخيارات النمو التي يدعمها مناصرو البتكوين وشبكة لايتننغ. ويقول المؤيدون لفكرة تعبير حساب البتكوين عن آرائه على أية حال أن تكنولوجيا واسم البتكوين ليست علامة تجارية محددة تنتمي فقط لعملة البتكوين (BTC).

 

في الواقع، انقسم البروتوكول حوالي 47 مرة منذ الانقسام سيئ السمعة الذي حدث في 1 أغسطس/آب 2017، وهناك الكثير ممن يؤمنون أن هناك أشكالاً كثيرة للبتكوين الآن. فالناس المقتنعون بأنه لا يوجد بتكوين “واحدة حقيقية” مقتنعون بأن البروتوكول الذي يدعمونه هو “بتكوين أفضل”. هناك بعض المجموعات التي تعتقد أنه من بين كل هذه الانقسامات، توجد ثلاث شبكات فقط ذات دعم جيد، وأن الأمر سيستغرق سنوات كي يقرر السوق ما هي العملة التي ستعد “البتكوين الواحدة والوحيدة”. حتى أنه يمكن لقيم إثبات العمل (PoW) أن تتغير في مدة 10 سنوات أو يمكن لانقسام آخر للبتكوين أن يحصل على أكبر تراكم لإثبات العمل بالإضافة إلى رأس المال السوقي الأكبر. في يوم السبت الموافق 17 مارس/آذار، عبر رائد الأعمال فيني لينغهام عن رأيه في هذه الطريقة، إذ كتب: إن البتكوين هي الفائز الواضح والضروري، لأن البتكوين كاش إيه بي سي (BCHABC) والبتكوين كاش إس في (BCHSV) سيتطلبان مجهودات خيالية للتغلب عليها. فالاعتماد المفرط على شبكة لايتننغ من اجل النمو والتركيز الزائد على اللامركزية مع وجود خطر الرسوم الباهظة في أي لحظة، يشكلان قيوداً على العملتين”.

 

مثال آخر جيد لشرح الموقف، وهو توضيح الباحث المستقل في العملة المشفرة هاسو فلاي للأسباب المؤدية لانقسامات البتكوين في ديسمبر/كانون الأول 2018. في مقاله البارز تحت عنوان “تفنيد العقد الاجتماعي للبتكوين Unpacking Bitcoin’s Social Contract”، أوضح هاسو أنه لا يمكن للعقد الاجتماعي للبتكوين أن ينقسم وأنه لا يتبقى سوى عقد واحد حتى بعد الانقسام. وبالرغم من ذلك، أقر الباحث أن انقسام البتكوين كاش كان موقفاً نادراً ومختلفاً.

 

وجاء في مقال هاسو ما نصه: “انقسام البروتوكول لا يساوي انقسام العقد الاجتماعي، لذا فإن العملة الجديدة عديمة القيمة بشكل بديهي. ولكن في الحالات النادرة التي ينقسم فيها العقد الاجتماعي أيضاً (مثل انقسام البتكوين كاش عن البتكوين)، فإنه ينتج لديك عقدان اجتماعيان أضعف من العقد الأصلي- لأن كلاً منهما يناصره عدد أقل من الناس”.

 

مجموع كل العملات

 

بالنسبة للعديد من الناس، يعد السوق الحر والمشاركون في الشبكة هم أصحاب القرار المطلق بشأن تحديد “البتكوين الأفضل” وقد يمر وقت طويل قبل أن يُتخذ هذا القرار. هناك أيضاً مستثمرون يتبعون منهج “مجموع كل العملات” في الاستثمار وذلك عن طريق الاستثمار في البتكوين كاش والبتكوين كور والبتكوين إس في بهدف تحديد العملة التي ستسود في المستقبل. يؤيد مناصرو هذا الرأي فكرة عدم تقييد أو تجميد حساب بتكوين بحسب نزوات الجمهور وأحد مستثمري لايتننغ. وبالرغم من ذلك، شهدت الفترة الراهنة وصاية وقمعاً من الجمهور في مجتمع العملة المشفرة. لا يجب أن تفاجئنا هذه الفكرة الأورويلية التي يعبر عنها ما حدث على تويتر، لأن منتديات مثل r/bitcoin والعديد من المفكرين في مجتمع العملة المشفرة وغيرهم من المدافعين عن الرقابة أيدت الألاعيب الواضحة في مجتمع البتكوين منذ 2015.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.