ما هي قيمة البتكوين الواحدة؟ من ناحية العملة النقدية، فالإجابة تتغير باستمرارٍ، ولكن منذ البدايات، كانت القاعدة كما يلي: تتوقف قيمة البتكوين الواحدة على المبلغ الذي يكون المشتري على استعدادٍ لدفعه. اليوم، من المرجح أن يساوي ذلك بضعة آلاف الدولارات، ولكن في الأيام الخالية، كان العكس صحيحاً في أغلب الأحيان: فبدولارٍ واحدٍ، كان بإمكانك شراء عدة آلاف عملات بتكوين.
حساب سعر صرف البتكوين
حالما يحظى أصلٌ ما بسعر صرفٍ موحَّدٍ، صارت متابعة صعود سعره وانخفاضه بعدئذٍ مسألةً بسيطةً. ولكن حين لا يكون أحدٌ متيقِّناً مما يكون السوق على استعدادٍ لدفعه مقابل أصلٍ حديث النشأة، فقد يصعُب التوصُّل إلى إجماعٍ على تقييمه، لا سيما في غياب أية منصات تداولٍ لتيسير التعرُّف على السعر. كانت هذه هي المعضلة التي واجهها أوائل مُتَبنِّي البتكوين في مستهلِّ عام 2010.
كتب آنذاك The Madhatter، عضو منتدى بتكوين توك Bitcointalk، قائلاً: “نحن في موقفٍ شبيهٍ بمعضلة “البيضة والدجاجة” في الوقت الراهن. فَلِكَي يبيع أحد المتداولين عملات البتكوين.. إلى أحدٍ ما، فهو بحاجةٍ إلى عملاء يملكون الدولارات ويرغبون في اقتناء العملات.. أعني، لمَ عسى المتداول أن يجلس مكانه ويقبل عملات البتكوين المولَّدة على حواسيبكم؟ سيأخذ وحسب ما يملكه من دولاراتٍ وينسحب”. وقبل ذلك بشهرَين، جاء الحساب المبدئي الأول لصرف البتكوين على يد مستخدم المنتدى عالي النفوذ NewLibertyStandard (الشهير بـ NLS). وكان نظام تسعيره مبنياً على كمية الطاقة المطلوبة لتعدين البتكوين، أو (BC) كما كان يُشار لها في كثيرٍ من الأحيان آنذاك.
نموذج بسيط لتسيير الأمور
أثنى مستخدم المنتدى “BitcoinFX” عليه يوم 5 فبراير/شباط، 2010، قائلاً: “إن New Liberty Standard يقوم بعملٍ مدهشٍ ومنطقيٍّ للمساعدة على ’تسيير الأمور‘”، مضيفاً: “أنا حالياً أضع نموذجاً لشبكةٍ عصبيةٍ اصطناعيةٍ يضع في الحسبان عوامل أخرى مثل العدد المحدود من عملات البتكوين، والأسعار اليومية للذهب والفضة، وأزواج العملات الأخرى، وأسعار الصرف اليومية، ومتوسط عدد مستخدمي البتكوين، إلخ. وبالطبع سأضيف عليه عامل New Liberty Standard. سيكون هذا نموذجاً عالي القابلية للتكيُّف للمساعدة على حساب أسعار الصرف المستقبلية والتنبؤ بها وسأشاركه مع مجتمعنا النامي”.
أما اليوم، فقد صارت نماذج التسعير المستخدمة في التنبؤ بأسعار البتكوين المستقبلية أكثر تطوراً بمراحل، ولكن حتى في عام 2010، كان من الواضح أن بعض المتبنِّين يفكرون في ما وراء تكاليف الاستخراج وحدها، ويحاولون تصوُّر عالمٍ تتملص فيه البتكوين من سعرها المربوط بالطاقة وتكتسب قيمةً تتحدَّد بعديدٍ من القوى الخارجية.
ومع أن استخدام منهجية NLS قد توقف منذ زمنٍ طويلٍ، فتكشف لنا صفحة ويب أسعار البتكوين التي وضعها نظامه في 2009، موضحاً الآتي: “يُحتَسَب سعر صرفنا بقسمة 1.00 دولار على متوسط كمية الطاقة المطلوبة لتشغيل حاسوبٍ ذي وحدة معالجةٍ مركزيةٍ قويةٍ لمدة سنةٍ، وهو 1331.5 كيلوواط ساعي، وضربه في متوسط التكلفة السكنية للكهرباء في الولايات المتحدة خلال العام السابق، وهو 0.1136 دولار، وقسمته على 12 شهراً تُقسَم على عدد عملات البتكوين التي ولَّدها حاسوبي على مدار آخر ثلاثين يوماً”.
ووفقاً لما قاله NLS يوم 28 ديسمبر/كانون الأول، 2009، كان يمكنك شراء 1,578.77 بتكوين بدولارٍ واحدٍ. ليس سيئاً.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.