قررت الشركة التايوانية لتصنيع الإلكترونيات إتش تي سي HTC جعل هاتف البلوكتشين الخاص بها متاحاً لقطاعٍ أكبر من الجماهير.

كان هاتف إكسودس وان HTC EXODUS 1 في السابق متاحاً للشراء بالبتكوين (BTC) أو الإيثريوم (ETH) فقط، ولكن يمكن الآن شراؤه بالدولار الأمريكي وعملاتٍ نقديةٍ أخرى.

وأعلنت الشركة أثناء مؤتمر الجوالات العالمي Mobile World Congress المنعقد في برشلونة يوم الثلاثاء 26 فبراير/شباط عن قبول مزيدٍ من العملات المشفرة نظير شراء الهاتف، لتشمل اللايتكوين (LTC) والبَينانس كوين (BNB) التابعة لمنصة بَينانس Binance لتداول العملات المشفرة.

وصرح فيل تشين، “رئيس فريق اللامركزية” بشركة إتش تي سي، إلى موقع كوين ديسك CoinDesk بأن “هذا إطلاق أكثر شمولاً” بعد بدء فترة الطرح الأولي للهاتف العام الماضي.

حتى الآن، لا زال الهاتف يُباع حصرياً عبر الإنترنت مقابل 699 دولار. ومع أن تشين قد أوضح أن إتش تي سي ستعمل على البدء في بيع الجهاز بمتاجر شركات خطوط الهواتف، فما زالت المباحثات مع تلك الشركات في مراحلها التمهيدية.

وأضاف: “لقد أجرينا بالفعل مباحثاتٍ تمهيديةً، لكن من دوافعنا للمشاركة في Mobile World Congress هو إجراء تلك المباحثات”.

تصميم الويب 3.0

وأعلنت إتش تي سي اليوم كذلك عن تزويد هاتف إكسودس بمتصفح أوبرا Opera للويب، المصمم لتسهيل كيفية استخدام العملاء لعملاتهم المشفرة.

من ناحيةٍ، سيتمكن العملاء الذين يملكون رصيداً من العملات المشفرة بتطبيق المحفظة المحمولة Zion من إجراء معاملاتٍ ماليةٍ بالغة الصغر micropayments على مواقع الويب باستخدام أوبرا أو التطبيقات اللامركزية DApps المحملة على الجهاز نفسه.

وأوضح تشين أن إكسودس قد صُمِّمَ لدعم حركة الويب 3.0. وفي مرحلةٍ ما، يأمل أن يحمل الهاتف 80 بالمئة من أشهر التطبيقات اللامركزية، وأن يكون أوبرا هو مجرد “بداية”.

وفي بيانٍ له، قال تشارلز هاميل مدير قسم العملات المشفرة بمتصفح أوبرا إن شركته “تفتخر بعقد شراكةٍ مع إكسودس والتعاون في وضع معيارٍ جديدٍ لقابلية استخدام العملات المشفرة وأمانها”.

وأضاف: “نحن في مهد جيلٍ جديدٍ من الويب، جيلٍ ستتحدى فيه الخدمات اللامركزية الوضع القائم. لقد اتخذت كل من إتش تي سي وأوبرا قراراً جريئاً بأن تكونا أول من يتقدم للمبادرة بهذا التحوُّل”.

الأمان

على حد قول تشين، لأجل حماية العملات المشفرة الخاصة بالمستخدمين، يملك الهاتف “منطقةً مطوَّقةً نوعاً ما” تُعرَف عادةً باسم “بيئة التنفيذ الموثوقة”.

ولا تُعَدُّ هذه البيئة الموثوقة مساحة تخزين بارد، إذ يمكن للمستخدمين توصيل المحفظة بالإنترنت. لكن يقول تشين إن نظام تشغيل الهاتف عاجزٌ عن التفاعل مع المحفظة، مما يمنحها قدراً من الحماية من الأطراف الخبيثة القادرة على اختراق الهاتف نفسه.

وفي حال فقدان المستخدمين مفاتيحهم الخاصة، ذكر تشين أن بإمكانهم الاعتماد على نظام إتش تي سي الاجتماعي لاستعادة المفاتيح، الذي أُعلِنَ عنه العام الماضي.

وضمن إعدادات النظام الاجتماعي لاستعادة المفاتيح بالجهاز، يمكن للمستخدمين تحديد عددٍ صغيرٍ من جهات اتصالهم ليستقبلوا جزءاً من مفاتيح الجهاز الخاصة. وفي حال فقدان الهاتف أو تعذر الوصول له لأي سببٍ آخر، يمكن للمستخدمين حينئذٍ استعادة جزءٍ من المفتاح من كل جهة اتصالٍ.

وتابع تشين: “أرى أن ابتكار حلٍّ بنظامٍ اجتماعيٍّ لاستعادة المفاتيح لهو إنجازٌ كبيرٌ أيضاً. فماذا يحدث حين تفقد هاتفك؟” واستطرد موضحاً: “كانت تلك مشكلةً جوهريةً إذا فقدت جهازك أو مفاتيحك الخاصة، ففي هذه الحالة ماذا يحدث إذا فقدت هاتفك؟ ابتكار حل تقسيم مفاتيحك.. دون امتلاكنا سبيلاً للوصول إلى مفاتيحك أو تخزينها على أحد الخوادم.. كان ذلك إنجازاً كبيراً بالنسبة لنا”.

منافسة شرسة

وحدَّد تشين هدفاً طموحاً لهاتف إتش تي سي إكسودس. إذ يأمل في شحن مليون وحدةٍ بنهاية العام الجاري 2019 (للمقارنة، فقد باعت إتش تي سي نحو 0.98 مليون هاتف ذكي في المُجمَل عام 2017. ولم يُكشَف بعدُ عن أرقام عام 2018).

ورفض تشين الإفصاح عن قدر الاهتمام الذي حظي به الهاتف أثناء فترة طرحه الأولي، لكن زعمت نشرةٌ صحافيةٌ في وقتٍ لاحقٍ أن خيار إتاحة الشراء على نطاقٍ أوسع جاء بعد “استحسان مجتمع العملات المشفرة”. وكان المُنتَج قد أُعلِن عنه للمرة الأولى أثناء مؤتمر Consensus 2018 من تنظيم كوين ديسك، شهر مايو/أيار الفائت.

ومن المتوقع أن تواجه الشركة منافسةً شرسةً. ففي الأسبوع الماضي، إذ أعلنت شركة سامسونج Samsung -كبرى شركات تصنيع الهواتف المحمولة في العالم- أن هاتفها المميز الجديد Galaxy S10 سيدعم التخزين الآمن لمفاتيح البلوكتشين. وعلى عكس إكسودس، سيُسَوَّق المنتج على نطاقٍ واسعٍ للمستهلكين من البداية.

إلا أن S10 سيكون أعلى ثمناً بكثيرٍ، إذ يبلغ سعر الموديل الأساسي 899.99 دولار. بينما سعر أرخص الموديلات S10e هو 749.99 دولار، أي ما زال أغلى من إكسودس بخمسين دولاراً.

علاوةً على ذلك، بينما يتمتع إكسودس بنظامه الفريد من نوعه لاستعادة المفاتيح الموزعة، ستصنع سامسونج نسخاً احتياطيةً من المفاتيح الخاصة محفوظةً على الجهاز من خلال خدمة “اعثر على هاتفي Find My Mobile” المقدمة من الشركة.

ويأتي ذلك في حين تبيع شركات البلوكتشين الناشئة أجهزتها الخاصة، إذ تبيع سيرين لابز Sirin Labs هاتفها فيني Finney مقابل 999 دولار، بينما أعلنت إليكترونيوم Electroneum يوم الاثنين 25 فبراير/ شباط عن هاتف إم وان M1 الذكي أثناء مؤتمر Mobile World Congress، مستهدفةً البلدان النامية بسعر 80 دولاراً.