يمثل رقم 21 رمزاً مهماً للمتعاملين بعملة البتكوين. فبالإضافة إلى كونه يشير إلى العدد الإجمالي لعملات البتكوين، بالملايين، التي سيتم إصدارها، فإنه ألهم عدداً من أسماء شركات العملات المشفرة والمواقع وتصميمات المنتجات. وعلى الرغم من حصانته المفترضة، إلا أن بعض أعضاء مجتمع العملات المشفرة يعارضون ثبات المعروض من عملة البتكوين عند 21 مليوناً. وإن نجحوا في معارضتهم، سيُرفع الحد الأقصى العشوائي. لكن الكثير من المتحمسين لعملة البتكوين يعتبرون هذا الاقتراح عبثاً بالمقدسات.

ثبات المعروض من عملات البتكوين – عشوائي أم ضروري؟

طُرح موضوع رفع غطاء عملة البتكوين البالغ 21 مليوناً أثناء فعالية “مائدة ساتوشي المستديرة”، الذي شجبه البعض باعتباره نسخة البتكوين من اجتماعات بيلدربرغ المفتقرة إلى الشفافية.  كان مات لونغو هو من طرح هذا الاقتراح، في رده على مناقشة بشأن التبني المنتظر لشبكة Lightning. ومع خفض مكافآت البلوك كل أربع سنوات، واحتمالية أن ينخفض حجم المعاملات في المستقبل في حالة إطلاق شبكة Lightning، سيكون هناك حافز ضئيل للمعدنين لتأمين الشبكة. وقد يؤدي ذلك إلى تعريض الشبكة لهجمات بنسبة 51%، الأمر الذي من شأنه سحب الثقة التي اكتسبتها شبكة البتكوين على مر السنوات.

كما طُرحت فكرة زيادة المعروض من عملات البتكوين كاش، البالغ 21 مليون عملة، في المستقبل للأسباب نفسها. سيكون هناك حافز اقتصادي ضئيل للمعدنين لتأمين الشبكة بعد انخفاض مكافآت البلوك، نظراً لانخفاض رسوم المعاملات على الشبكة.

يهدف مقترح لونغو بزيادة المعروض من عملات البتكوين إلى تحفيز التعدين في المستقبل، حين تصبح مكافآت البلوك ضئيلة وينخفض حجم معاملات الشبكة. ونظراً لوجود اعتبارات اقتصادية وأمنية للقيام بهذا الأمر، فقد لاقى هذا المقترح صداه -حتى على الصعيد النفسي- عند مجموعة كبيرة من مستخدمي البتكوين.

وقد تحمس البعض لهذا المقترح لأسباب مالية بحتة. إذ أن عدم تجاوز المعروض 21 مليون عملة بتكوين يضفي على العملة المشفرة ندرتها الرقمية. وهناك مخاوف من أن يدفع رفع الغطاء الثابت، حتى بجزء صغير، عملة البتكوين إلى مصير عملة الإيوس (EOS) المشفرة التضخمية.

مقترح مثير للجدل أدى إلى نقاش محتدم

وخاض عدد كبير من الشخصيات البارزة في مجتمع البتكوين النقاش المتعلق بكمية عملات البتكوين المعروضة عقب مائدة ساتوشي المستديرة. إذ أكد نك زابو أنه لن يكون لانخفاض قوة الهاش بسبب انخفاض مكافآت التعدين تأثير على الأمان، ولكنه اعترف أنه “قد يضطر مستقبلي المعاملات عالية القيمة إلى انتظار توافر المزيد من البلوكات قبل الاعتماد عليها”. وكان موقف كوبرا بتكوين هجومياً، إذ غرد: “سيكون هناك فقط 21 مليون بتكوين. إذا كنت تعارض ذلك، عليك مغادرة مجتمعنا لأنه لن يكون مرحباً بك”.

وقد رد مات لونغو على ذلك: “ينبغي أن يحدث هذا الأمر.. فإذا تحققت التنبؤات وأصبح هذا الأمر يمثل مشكلة هل تضحي بمبدأ أساسي في مجتمع البتكوين أم تفضل التضحية بأمان الشبكة بالكامل؟”.

لا يعلم أحد تماماً لماذا اختار ساتوشي أن يتم إصدار 21 مليون عملة على وجه التحديد، على الرغم من وجود تكهنات بأن هذا الأمر مرتبط بتنصيف المكافآت كل أربعة سنوات. وقد يكون ذلك لأن العدد الإجمالي لعملات الساتوشي التي يمكن إنشاؤها يساوي تقريباً السعة القصوى لأرقام النقاط العائمة بحجم 64 بِت.

ونظراً لأن الورقة البيضاء التي كتبها ساتوشي لم تذكر العدد المقترح من عملات البتكوين المعروضة، ربما لم يكن الرقم في حد ذاته مهماً بالنسبة له. في كل الأحوال، فقد أصبح رقم 21 مليوناً أحد السمات المميزة لعملة البتكوين، وأي محاولة للمساس بهذا الرقم ستقابل باتهامات الهرطقة. وقد تكون الأجيال القادمة من مجتمع البتكوين أكثر قبولاً لزيادة المعروض، لكن الفكرة الآن تبدو مرفوضة.