تعد عملة البيتكوين بمثابة ثورة في عالم العملات، فضلا عن أنها تجسد تحولا تكنولوجيا غير مسبوق في مجال التداول المالي وأساليبه، على مستوى العالم، متجاوزة بذلك كل النظم المالية والنقدية التقليدية. فعموما، لا تخضع هذه العملة إلى وسيط ولا تحتكم إلى مصرف مركزي ولا طباعة نقد ولا حكومة تُسيرها من خلال أسعار الفائدة، مما جعل قيمتها تتجاوز قيمة كل العملات الصعبة بأشواط، حتى أنها تفوقت على الذهب.

في الآونة الأخيرة، شهدت أسعار البيتكوين ارتفاعا ملفتا للانتباه. وقد بلغت القيمة السوقية للبيتكوين ذروتها، حيث تجاوزت سقف 6.000 دولار. وفي الأثناء، تتواتر الحقائق فيما يتعلق بنجاح هذه العملة المبهر، بالإضافة إلى العديد من العوامل التي تساهم في ارتفاع أسعارها، على توجّه المستثمرين المؤسساتيين نحو الاستثمار في  هذه العملة الرقمية.

في الواقع، اتخذت المؤسسات الأوروبية زمام المبادرة، وعمدت إلى إقرار معاملات جديدة تستند إلى استخدام العملات الرقمية. فعلى سبيل المثال، سعت فالكون للخدمات المصرفية الخاصة، أول بنك سويسري خاص، لتوفير إمكانية إدارة الأصول المشفرة التي ترد على قاعدة بيانات “البلوك تشين”، وذلك من خلال إضافة البيتكوين والإيثير وغيرها من العملات الافتراضية إلى محفظتها. وسيتم ذلك بالتعاون مع شركة “بيتكوين سويس”.

في الواقع، تقدّم شركة بيتكوين سويس مجموعة من الخدمات والمنتجات المالية للأفراد والشركات والمؤسسات في مجال التعاملات المالية المشفّرة. وتشمل تلك الخدمات السمسرة، والتداول، وإدارة الأصول، وخدمات عروض العملة الأوليّة ICO، ودمج البرمجيات، والحلول الاستشارية التي تستند إلى أصول مشفّرة وتقنيات قاعدة بيانات “البلوك تشين” للمعاملات.

من جانب آخر، بات الاستثمار في البيتكوين مركز اهتمام العالم، وخاصة بلدان آسيا على غرار الصين وكوريا الجنوبية واليابان، التي أصبحت تعتمدها عملة رسمية للبيع والشراء في سنة 2017. ومنذ فترة، تحولت الصين، إلى أكبر الدول الداعمة لعملة البيتكوين، التي تحظى بشعبية كبيرة لدى الصينيين. ففي الواقع، يقبل الصينيون بشكل مكثف على تعدين البيتكوين والاستثمار فيها، إيمانا منهم بأنها تمثل مجالا خصبا لجني الأرباح. ولكن الصين عزمت، مؤخرا، على غلق بورصات تداول البيتكوين، نظرا لمخاوفها بشأن تنامي مكانة هذه العملة الافتراضية في صلب النظام المالي في البلاد.  

في هذا الإطار، أدت أزمة حضر البيتكوين في الصين إلى ارتفاع سوق الصرف وحجم التداول في السوق البيانية لتبادل البتكوين. فقد عمد التجار الصينيون إلى التركيز بشكل مفاجئ على سوق صرف البيتكوين الياباني، مما أدى إلى زيادة هائلة في حجم تداول اليابان للعملات الرقمية، وخاصة البيتكوين، لتصبح اليابان، نتيجة لذلك، أكبر سوق بيتكوين في العالم.

من جهة أخرى، سمحت كوريا الجنوبية، منذ فترة، باعتماد البيتكوين على اعتبارها عملة للتداول. وقد بلغت نسبة تداول البيتكوين في كوريا الجنوبية 5.5 بالمئة من الحجم العالمي لتداول البيتكوين، أواخر شهر أيلول/ سبتمبر.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.