مطور رائد لعملة البتكوين كاش يستبعد حدوث عمليات فورك مستقبلاً

من المرجح أن تشهد فوركات العملات المشفرة تراجعاً شديداً في المستقبل. هذا ما صرح به اليوم بعض من رواد العديد من المشاريع الكبرى، التي أُنشئت جميعاً عبر الفوركات، في فعالية كونسنسيس سنغافورة Consensus Singapore التي يستضيفها موقع كوين ديسك CoinDesk.

وفي معرض حديثهم في ندوة صباحية، ذكر مهندس البرمجيات أموري سيشي، المطور الرئيسي لبرنامج بتكوين إي بي سي Bitcoin ABC، وهو أكثر تطبيقات بتكوين كاش (BCH) الأكثر استخداماً، أن تراجع الفوركات في القطاع قد بدأ بالفعل منذ عام 2017. إذ أن أكثر من نصف العقد التي نتجت عن فورك البتكوين في 2017 لتشغل برنامج البتكوين كاش، تتصل بالشبكة الآن عبر تشغيل بتكوين إي بي سي.

كما يرى سيشي أن الشبكة تفقد تأثيرها في البلوكتشين الأصلية كلما خضعت العملة المشفرة لعمليات فورك، مما يقلل من إمكانية إنشاء قيمة مستقبلية لها.

إذ قال “لا يمكنك القيام بهذا الأمر – أي إخضاع العملة لعمليات فورك – سوى عدد محدود من المرات”، مضيفاً أن الغالبية العظمى من فوركات العملات المشفرة ستصبح بلا جدوى في نهاية المطاف.

ومن هنا عرض سيشي الحجج القائلة بأن قيمة الفورك إنما تنبع من قوة الخلاف الذي قدح شرارته، مما يقود المشروع نحو مسارات تنافسية.

وأشار سيشي إلى أنه “قد يكون هناك العديد من الفوركات في المستقبل، غير أن 99% منها ستصبح بلا جدوى في النهاية. وقد خاضت مجتمعات البتكوين من قبل العديد من السجالات بشأن الفوركات، إلا أن الكثير من الناس لا يقدمون أي شئ حقاً؛ وذلك لأنهم لم يتوقفوا عن الشجار بينهم”.

علاوة على ذلك، استبعد سيشي خضوع البتكوين كاش لعمليات الفورك في المستقبل القريب، معللاً ذلك باتفاق أهداف المشاركين في المجتمع مفتوح المصدر الخاص بالمشروع مع الأهداف العامة، وإن كان أعضاؤه قد اختلفوا مؤخراً في بعض التفاصيل.

إذ قال “أعتقد أنه على الأرجح لن تخضع البتكوين كاش لعملية فورك وتنقسم إلى شئ آخر”.

وقد كان لجاك لياو، الرئيس التنفيذي لشركة لايتنينج إيسك LighteningASIC، وهي شركة أجهزة تعدين مقرها مدينة هونغ كونغ الصينية، وجهة نظر مماثلة لسيشي. فقد ذكر أن نزاعات المجتمعات الداخلية هذا العام تبدو لا شيء مقارنة بالعام الماضي، وهو نفس العام الذي أطلق فيه لياو مبادرة فورك البتكوين جولد (BTG).

إذ قال “إن لم يكن هناك أي نزاع، فبالتالي لن يحدث أي فورك، لأنك بحاجة إلى مؤيدين”.

وقد أفاد موقع كوين ديسك العام الماضي بأن لياو هو من بادر بفكرة إنشاء البتكوين جولد، وهي أصول مشفرة نتجت عن فورك لشبكة البتكوين، سعياً لأن يحل التعدين باستخدام معالجات الرسوميات محل استخدام أجهزة التعدين المعدلة.

وقد جاء هذا الإنجاز بعد عدة أشهر فقط من فورك البتكوين كاش، الذي دعمته تجمعات التعدين وشركة بتماين Bitmain الصينية، عملاقة تعدين البتكوين. ويُذكر أن الهدف الأساسي من إجرائه هو زيادة مساحة البلوك في بلوكتشين شبكة البتكوين، مما يسمح بمعالجة المزيد من المعاملات.

هذا كما شدد جيمس وو أيضاً، رئيس مشروع إيثريوم كلاسيك لابس ETC Labs الذي يركز على بناء نظام إيكولوجي لعملة الإيثريوم كلاسيك (ETC)، على قوله بأن القيمة الأساسية لخضوع العملات المشفرة لعمليات الفورك إنما تنبع من نار الخلافات التي تنشب في مجتمع العملات المشفرة، مضيفاً أن “عمليات الفورك لا تحدث إلا في مجتمع يتعرض لانقسام هائل”.

وعملة الإيثريوم كلاسيك هي العملة التي استمرت في تشغيل الكود الأصلي لعملة الإيثريوم، بعدما قام مطوري المشروع الأساسيين بإخضاع الكود الأصلي لعملية فورك في عام 2016.

هذا وقد أقر أعضاء فريق المناقشة بأن المنافسة قائمة إلى حد ما حقاً بين فوركات العملات المشفرة والشبكات الأصلية، رغم اختلاف الأغراض التجارية وفئات العملاء التي يتنافسون عليها.

وكمثالٍ على ذلك، أقر وو بوجود منافسة فعلية بين كلاً من الإيثريوم كلاسيك (ETC) والإيثريوم (ETH) بكل تأكيد، إلا أن العملتين المشفرتين تتعايشان جنباً إلى جنب لتلبية طلبات العملاء المختلفة؛ فالإيثريوم كلاسيك تُعد خياراً مناسباً لمن يبحثون عن رسوم معاملات أرخص، في حين أن الإيثريوم هي مُبتغى الباحثين عن خدمات أكثر تنوعاً.

وعقّب لياو على هذه المنافسة قائلاً إن الكثير من الهجوم الذي يشنه أعضاء مجتمع البتكوين على بعضهم البعض تنجم أيضاً عن إستراتيجيات التسويق والعلاقات العامة لديهم، مشيراً إلى تسمية البتكوين كاش نفسها بأنها عملة البتكوين الأصلية.

كما اتفق سيشي على وجود منافسة بين فوركات العملات، لكنه أكد على اختلاف أهدف البتكوين والبتكوين كاش. واختتم الحديث قائلاً: “يختلف الهدف الذي يسعى إليه المشروعان، كما أن الجمهور المستهدف ليس هو الجمهور نفسه تماماً في المشروعين”.