نشر موقع كوين ديسك تقريرًا مفصلًا حول خداع شركة بيتماين احدى اكبر مستثمرى بتكوين والعملات المشفرة للمستثمرين عبر ادعاؤهم أنهم قد حصلوا على الدعم المادى من مستثمرين روس، وقام الموقع بحذف الخبر -الذي حصل بيت تشاين على نسخة منه- بدون الاشارة لأية أسباب بعد بضع ساعات من نشره،  ورفض الموقع التعليق على حذف الخبر دون الاشارة لأية أسباب مهنية أو قانونية لحذف الخبر، فى ظل تخمينات وسط مجتمع العملات المشفرة أن شركة بتماين العملاقة قد مارست ضغوط على كوين ديسك لحذف الخبر.

يعد موقع كوين ديسك CoinDesk احدى أكبر المنصات الاخبارية فيما يخص العملات المشفرة، وننشر لمتابعينا اليوم نص الترجمة للتقرير المحذوف.

 

قدّمت شركة بتماين Bitmain Technologies, Ltd.، رائدة صناعة برمجيات وأجهزة تعدين العملات المشفّرة، ادعاءات كاذبة في نسختين مختلفتين على الأقل من نسخ العروض التقديمية الهادفة إلى جمع التمويلات من مستثمري الصين والولايات المتحدة، في انتهاك محتمل لقوانين الأوراق المالية المحلية والعالمية، معرضةً نفسها لخطر المقاضاة القانونية من الأطراف التي شهدت المغالطات أثناء مفاوضات التمويل.

ضللت العروض التقديمية مستثمري مرحلة ما قبل الطرح العام للأسهم، إذ جعلتهم يعتقدون أن بتماين حصلت على التزام مالي من ديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال Digital Sky Technologies Global في خطة زمنية استثمارية سابقة، في حين لم تستثمر الشركة المذكورة في بتماين أبداً.

وكُتِب في أحد نسخ العروض التقديمية أن بتماين “قد اختتمت مؤخراً جولة التمويل الثانية بقيمة 400 مليون دولار من شركة سيكويا كابيتال Sequoia Capital وديجيتال سكاي تكنولوجيز وجي آي سي GIC وغيرهم، بتقييم أولي للاستثمار يبلغ 12 مليار دولار”، وذُكر في نسخة أخرى أن بتماين قد “جمعت 400 مليون دولار أخرى وبلغت تقديرات القيمة 12 مليار دولار من مستثمرين مثل سيكويا تشاينا، وجي آي سي وديجيتال سكاي تكنولوجيز في جولة التمويل الثانية”.

وكذلك احتوت نسخة ثالثة متداولة على تويتر ذات صياغة قريبة جداً من النسخة الأولى للعرض التقديمي، ولكن لم يتحقق موقع كوين ديسك CoinDesk من صحة هذه النسخة.

وُضعت صورة شعار ديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال في العروض التقديمية الثلاثة إلى جانب شعارات سيكويا كابيتال وجي آي سي على الشرائح التي تعرض النص المقتبس أعلاه، كتوضيح إضافي للمستثمرين الذين شاركوا في كل مرحلةٍ من مراحل التمويل.

وعلِم موقع كوين ديسك بعدم دقة هذه التصريحات بعد نشر مقالٍ عن الطرح العام الأولي المرتقب لبتماين. فقد أبلغت جان ووتين، نائب رئيس وكالة روبنشتاين Rubensteinللعلاقات العامة التي تمثل ديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال، موقع كوين ديسك رسالة بريد إلكتروني بأن “ديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال لم تستثمر في بتماين” وطالبت بتصحيح المقال الذي أشار إلى ديجيتال سكاي بصفتها من الشركات المستثمرة في بتماين.

وأكد جوش ليندزفور، المدير الإداري بشركة ديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال، ما قالته ووتين ونفى أن تكون الشركة قد استثمرت في بتماين في أي جولة من جولات التمويل.

وديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال هي شركة أسهم خاصة تقدم رؤوس أموال استثمارية مقرها هونغ كونغ، أسسها الملياردير الروسي المنشأ يوري ميلنر، بصفتها الذراع الاستثماري لشركة الإنترنت الروسية الخاصة به ميل دوت رو غروب Mail.Ru Group. استثمر ميلنر من خلال ديجيتال سكاي تكنولوجيز في العديد من الشركات التقنية العملاقة مثل فيسبوك Facebook وتويتر Twitter وسبوتيفاي Spotify وواتس آب WhatsApp وعلي بابا Alibaba وإير بي إن بي Airbnb وشاومي Xiaomi في بداياتها.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في الخريف الماضي أن بعض الأصول الأساسية في استثمارات ميلنر في فيسبوك وتويتر كان مصدرها أموال الكرملين المارة عبر الشركات الوهمية.

وأصدرت ديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال بياناً ردت فيه على مقالة نيويورك تايمز، مستبعدة المستثمرين الروس من العمليات اليومية وقرارات المجلس التنفيذي للشركات المدرجة ضمن محافظها الاستثمارية. وطالبت ووتين في رسالتها أن يزيل موقع كوين ديسك جميع الإشارات إلى ديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال باعتبارها كيان من أصل جغرافي “روسي” والإشارات إلى صلتها بروسيا في المقالات التاريخية والمستقبلية.

وقد استثمر ميلنر شخصياً في منصة كادره Cadre للاستثمار العقاري في نيويورك، حيث بدأ بشركة جاريد وجوشوا كوشنر منذ أربعة أعوام. عمل جاريد، قبل توليه منصبه في البيت الأبيض وقبل زواجه من ابنة الرئيس إيفانكا ترامب، في التطوير العقاري مع والده تشارلز كوشنر في منطقة مدينة نيويورك الكبرى.

وتخضع إدارة ترامب، التي وظّفت جاريد كبيراً لمستشاري دونالد ترامب والد زوجته ورئيس الولايات المتحدة، لتحقيق فيدرالي وعلى مستوى الولايات حالياً بشأن تعاملات مع الحكومة الروسية ربما انتهكت قوانين تمويل الحملات الانتخابية في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

وخضعت شركات التكنولوجيا منذ ذلك الحين لمزيد من التدقيق لأنها لا تبذل الجهد الكافي لمنع العملاء الأجانب من التأثير المفترض على المسار السياسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

عواقب قانونية

واكتشف موقع كوين ديسك قبل أسبوعين أن مجموعة شركات سوفت بنك SoftBank Group وشركة تينسينت هولدينغز Tencent Holdings ليس لهما استثمارات في بتماين، الأمر الذي يتناقض مع التقارير التي ظهرت في وسائل الإعلام الصينية، ومصدر هذه التقارير هو مدونة “IPO Zhao ZiDao”، وهي مدونة إخبارية تابعة لوكالة كيو كيو نيوز QQ News وتغطي عمليات الطرح العام للأسهم في جميع أنحاء القارّة الآسيوية.

وعلى الرغم من اتهامات شريحة واسعة من مجتمع العملات المشفّرة لشركة بتماين بأنها المسئولة عن هذه الادعاءات، فمن غير الواضح مَن الذي تحدث مع مدونة “IPO Zhao ZiDao”. وقد رفض مؤلفها “أنكل سي” التعليق على مصادره، ولم تنشر الادعاءات في المستندات الرسمية الخاصة بالمستثمرين.

ومع ذلك يمكن القول إن هذه الهفوة الأخيرة المتعلقة بديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال ترتبط ارتباطاً مباشراً بفريق بتماين التنفيذيّ الذي وافق على صياغة النصوص في العروض التقديمية قبل إرسالها إلى المستثمرين لاستعراضها، وفقاً لمصادرٍ مطلعة.

وقد يسبب ذلك المتاعب لبتماين في هونغ كونغ، حيث يقع مقرّ الشركة.

إذ يقول هواي توك ليونغ، المستشار القانوني في شركة أشورست إل إل بي Ashurst LLP، إن الادعاءات الكاذبة بموجب قانون هونغ كونغ تمثل “احتيالاً أو تلفيقاً متهوراً” في حال قدمتها بتماين “بغرض حمل شخص آخر على عقد اتفاق”، وهو الأمر الذي يعاقَب عليه بالسجن لمدةٍ تصل إلى 7 سنوات، وغرامة تبلغ مليون دولار من دولارات هونغ كونغ، وتعويضات جزئية أو كلية للمستثمرين.

وذكر تيموثي بيترسون، الشريك القانوني في شؤون التقنيات المالية في شركة ميرفي آند ماكغونيغل Murphy & McGonigle ومحامٍ كبير سابق في قسم التنفيذ بهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في واشنطن العاصمة، أن الصلاحية القضائية للحكومة لا تقتصر على المكان الذي أقامت فيه الشركات الأجنبية عملياتها، “ومن المرجح أيضاً أن تلاحق هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أي شخص تعتقد أنه يسعى إلى جمع رأس المال من المستثمرين الأميركيين عبر الاحتيال”.

ما لم تكن الشركة التي قدمت الادعاءات الكاذبة “حسنة النية ولديها سبب معقول للاعتقاد بأن هذه المعلومات صحيحة في ذلك الوقت” كما قال بيترسون، فإن “استخدام معلومات زائفة في مضمونها أو مضللة في العروض التقديمية للمستثمرين” يصل إلى تهمة “الاحتيال” في نظر القانون الأميركي بصفة عامة.

قد تورط هذه الادعاءات بتماين مع جهات الرقابة التنظيمية بنفس القدر في الداخل والخارج. فقد اعتمدت مقالة كوين ديسك على الطرح العام الأولي لأسهم شركة بتماين جزئياً على نسخةٍ من عرض تقديمي اطلع عليه أحد المصرفيين الاستثماريين الأميركيين ورائد أعمال في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة، غير أنهما لم يستثمرا في الشركة في نهاية المطاف.

من ناحية أخرى، استثمر أحد أصحاب رأس المال المغامر الأميركيين، الذي رأى النسخة الأخرى من العرض التقديمي وطلب عدم الكشف عن هويته، في بتماين ويشعر بقدرٍ كافٍ من “الاضطراب” بسبب المطالبة المخزية بالنظر في اتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركة أمام المحاكم المدنية والجنائية. كان المستثمر الأميركي قد اتخذ قرار الاستثمار يعتقد بأن ديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال هي من الجهات المستثمرة في بتماين في جولة التمويل الثانية.

وكانت شركة بتماين، وفقاً لورقة شروط أرسلها أحد المستثمرين الصينيين إلى موقع كوين ديسك، تسعى لجمع مليار دولار في جولة ما قبل الطرح العام الأولي للأسهم عن طريق العروض التقديمية.

ولم يتضح بعد ما إذا كان المستثمر الرأسمالي الأميركي سينجح في اتخاذ التدابير القانونية، إذا كان سيتخذها، أم لا. قد يكون من الصعب إثبات حسن النية في قضايا الاحتيال لكن قد تمهّد دعوى قضائية أو إجراءات تنفيذية الطريق للكشف عن المراسلات بين الموظفين العاملين في بتماين لمعرفة ما إذا كانت الإشارات التي تزعم كذباً حصول بتماين على دعم مالي من شركة ديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال قد تُركت في العروض التقديمية سهواً أم عمداً.

وبالنسبة للمستثمرين من أمثال المستثمر الأميركي المغامر، فإن بتماين لم تتراجع عن خطئها بعد.

الظهور للعلن

أسس المواطنان الصينيان الأصليان ميكري زان وجيهان وو، المدير التنفيذي الحالي، شركة بتماين في عام 2013، لدمج رقائق أجهزة التعدين المعدّلة (ASIC) في أجهزة تعدين العملات المشفّرة بهدف التفوق على الأجهزة المتاحة آنذاك في تعدين عملات البتكوين الجديدة. يقوم المعدنين بحل عمليات حسابية رياضية معقدة من أجل فك أكواد التشفير واسترجاع العملات المشفرة من السجلات الرقمية الموزعة المعروفة باسم البلوكتشين.

تُخصص بعض أجهزة التعدين، المسماة الأنتماينر Antminers، في بداية الإنتاج لاستخدامها في مزارع التعدين الخاصة بالشركة، الموجودة في الولايات المتحدة والصين وأوروبا والشرق الأوسط. وقد نوعت بتماين منتجاتها لتدعم، بالإضافة إلى البتكوين، العملات البديلة مثل الإيثريوم واللايتكوين والبتكوين كاش والسيا كوين.

تتطلب هذه العملية التي تستهلك الكثير من الطاقة أن يعمل المعدنين بشكل متزامن مع تجمع للتعدين، أو مع خادم إنترنت سحابي عن بُعد، للبحث عن العملات المعدنة ونقلها وتخزينها في محافظ رقمية. تدير بتماين ثلاثة من أكبر تجمعات التعدين في العالم – BTC.com و AntPool و ViaBTC – وتخصص لنفسها جزءاً من العملات المعدنة على شبكاتها في صورة رسوم معاملات.

حققت بتماين في العام الماضي وحده مليارات الدولارات من مبيعات معدات التعدين وإدارة تجمعات التعدين ومزارع التعدين، وهي الآن تستثمر في شركات بلوكتشين أخرى وتوسع مجالات عملها لتشمل الروبوتات والذكاء الاصطناعي. وقد رفعت أحدث جولات الاستثمار التي بلغت مليار دولار قيمة بتماين إلى نحو 15 مليار دولار، بعد أن وصل عمر الشركة إلى خمسة أعوام، مما يجعلها واحدة من أسرع شركات العملات المشفّرة والشركات الناشئة المتميزة نمواً.

لكن أزمة ديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال تأتي في وقت مهم جداً بالنسبة للشركة والمجال، أبعد بكثير من نطاق جولة تمويل ضخمة. فقد كانت بتماين تستعد لطرحٍ عامٍ للأسهم بقيمة 15 مليار دولار، من المتوقع أن يُشهر في سبتمبر وتستكمل الشركة أوراقه في بورصة هونغ كونغ من أجل طرح الأسهم للتداول العام بحلول بداية العام المقبل. وتتراوح قيمة رأس المال السوقي للشركة بين 40 إلى 50 مليار دولار، وفقاً لوثائق المستثمرين.

ستتعامل شركة من أوائل شركات البتكوين، التي دعمها مستثمرون كبار ليس من ضمنهم ديجيتال سكاي تكنولوجيز غلوبال، مع اتهامات بالاحتيال بينما تخطط لطرح أسهمها للاكتتاب العام في واحدٍ من أكبر الطروحات الأولية للأسهم في التاريخ، وهي مفارقة ليست مستغربة في قطاع العملات المشفرة الذي يمتلك سمعة غير نظيفة في ما يتعلق بإيصال الحقيقة إلى المستثمرين.

وأوضح ليونغ من شركة أشورست إل إل بي قائلاً: “إلى جانب المناقشات المتعلقة بالمتطلبات التنظيمية، توجد مناقشات متزايدة وإجماع في مجتمع العملات المشفّرة فيما يتعلق بالحاجة إلى المهنية والتواصل الأفضل. ويبدو أن هذه الادعاءات هي مثال رئيسي على مثل هذه المواقف، وهي مثال أيضاً على كيفية تطبيق القوانين واللوائح الموجودة في مجالات الأوراق المالية والعقود في المواقف المتعلقة بالعملات المشفّرة”.

وقد أعلنت رابطة مديري الأوراق المالية في أميركا الشمالية في الأسبوع الماضي فقط أنها بدأت أكثر من 200 تحقيق يتعلق بالعملات المشفّرة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وبورتوريكو وجزر فيرجن الأميركية، ما يزال 70 منها جارياً بفاعلية.

ويُقال إن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية استدعت في مارس/آذار حوالي 80 شخص وشركة لقيامهم بأنشطة مشبوهة مرتبطة بالعروض الأولية للعملات (ICOs)، وهي نوع من التمويل المشترك الذي يتم في شكل عملات مشفّرة وأصول مالية شبيهة بالعملات المشفرة.

وترددت شائعات حول أن طلبات المعلومات قد شكلت ضغطاً من اجل الامتثال للوائح التنظيمية وشرعية الترويج. وحددت دراسة نشرتها الشهر الماضي شركة ستاتيس جروب Statis Group، وهي شركة بحثية واستشارية في مجال العملات المشفّرة، أن حوالي 80% من العروض الأولية للعملة ICOs التي أجريت في العام الماضي كانت احتيالية.

في مجال مليء بالخداع وانتهاك القوانين، يبدو أنه حتى المتمرس قد يجد نفسه واقعاً في شرك التشكيك في مصداقيته، ستؤدي هذه الواقعة إلى زيادة الشكّ الكبير الذي يشعر به الجمهور تجاه العملات المشفّرة وتقنيات البلوكتشين لأسبابٍ تتعلق بالشرعية والمصداقية.

وقال ليونغ: “تُراجع فرق العمل والفرق القانونية في كثير من الأحيان العروض التقديمية الخاصة بالمستثمرين عن كثب للتأكد من التلفيق، للأسباب المذكورة أعلاه. ويبدو أن هذا لم يحدث في حالة بتماين”.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.