لم توقِف التغييرات الأخيرة، التي طرأت على عملة فنزويلا المحلية، السقوط المدوي لاقتصاد البلاد، ما دفع العديد من الفنزويليين إلى اللجوء إلى العملة المشفرة، لكن ليس التي أصدرتها الحكومة.

 

قامت فنزويلا، يوم الاثنين 27 أغسطس/ آب 2018، برفع عملتها الجديدة “البوليفار السيادي” التي اقتطعت خمسة أصفار من عملتها السابق، وتم ربط هذه العملة الجديدة بواحدة أخرى حديثة، وهي العملة المشفرة الرسمية لفنزويلا “بترو”، وبالرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الخطوات التي اتخذتها البلاد لوقف تضخمها الجامح قد نجحت، فإن المؤشرات الأولية لا تبدو مُبشرة.

 

أُغلقت البنوك، يوم الاثنين 27 أغسطس/ آب 2018؛ لتسهيل الانتقال للعملة الجديدة، وقد أدى استمرار إغلاق المتاجر بحلول يوم الثلاثاء 28 أغسطس/ آب 2018 لحيرة العديد من المواطنين بشأن العملة الجديدة، ولم ينتظر البعض حتى رؤية النتيجة قبل تقديم الحكم، إذ كتب ستيف هانك الخبير الاقتصادي في مجلة فوربس، أن سياسات الرئيس نيكولا مادرو عملية احتيال، ولا أمل في حل الأزمة، ولم يكن هانك الشخص الوحيد الذي استخدم كلمة “احتيال” لوصف كل من السياسات الجديدة بشكل عام وعملة بترو المشفرة على وجه التحديد.

 

يُعتبر التضخم المرتفع مشكلة بالنسبة لفنزويلا منذ عام 2014، لكن المشكلة ازدادت سوءًا في السنوات التالية، إذ ارتفعت المعدلات بشكل كبير نسبيًا، فبلغت 4000% في عام 2017، وتتراوح تقديرات معدل التضخم لعام 2018 من 5.220% إلى 100.000%. لقد زاد اهتمام الفنزويليون بشراء البيتكوين خلال هذين العامين الماضيين، بعد أن أصبحت العملة الورقية للبلاد أقل قيمة من ورق التواليت، ما جعل البيتكوين البديل المحتمل في سعيهم لتخزين القيمة. لكن مع المعاملات البطيئة وارتفاع رسوم النقل للبيتكوين، فهو ليس أفضل خيار للشراء.

 

زعمت  شركة Dash حديثًا أن عملتها الرقمية هي الأكثر استخدامًا في فنزويلا، على الأقل بالنسبة للمعاملات التجارية، ووفقًا لبيان صحفي من Dash، “فعملتهم الرقمية هي الأكثر استخدامًا على النطاق الواسع في المعاملات التجارية، سواء أكان ذلك عبر الإنترنت أو في المقابلات الشخصية، في جميع أنحاء فنزويلا، متفوقة على كل العملات الرقمية الأخرى مُجتمعة”.

 

وفي مقابلة في وقت سابق من هذا الأسبوع، ادعى رايان تايلور، الرئيس التنفيذي لمجموعة داش كور Dash Core، أن فنزويلا أصبحت ثاني أكبر سوق في العالم للعملات الرقمية، زاعمًا أن عدد تجار التجزئة الذين يقبلون عملة الداش قد تضاعف شهريًا، واحتوت المقالة على صورة من محل ساندويتشات في مترو أنفاق فنزويلا، واضعًا لافتة مكتوبًا عليها “نقبل عملة الداش”.

 

ليس هذا التبني من قبيل المصادفة، إذ تعمل الداش بنشاط على الترويج لاستخدام العملة الرقمية في البلاد، وتسعى “داش فنزويلا” منذ أشهر إلى “تبني استراتيجية واسعة النطاق على مستوى البلاد”، حيث عقدت 11 مؤتمرًا لتدريب رواد الأعمال والصحفيين وقادة المجتمع، وسيُعقد المؤتمر التالي في سبتمبر/ أيلول 2018، في انتظار تصويت من مجتمع الداش، ويقول الإعلان عن المؤتمر المقترح:

 

“يُعد داش كراكوس هو أول مجتمع لعملة الداش في فنزويلا، ومنذ تأسيسه كانت ظاهرة انتشار واستخدام الداش في بلادنا ضخمة وغير متوقعة، ولهذا السبب قمنا بتأسيس “داش فنزويلا”، وهي منظمة تعمل دون راحة لجعل فنزويلا الدولة رقم واحد لعملة الداش، وتساعد جميع قادة مجتمعات ومشاريع الداش في فنزويلا للعمل في بيئة تعاونية؛ لجعل عملة الداش العملة الرقمية الأكثر شيوعًا في فنزويلا”.

 

وتُعتبر عبارة “الدولة رقم واحد لعملة الداش” غامضة، فهل يقولون إنهم يريدون أن تصبح فنزويلا الدولة التي تستخدم فيها الداش على نطاق واسع؟ أم بشكل أكثر طموحًا، يريدون أن تصبح الداش العملة الفعلية لفنزويلا؟

 

في حين أن هذا الطموح قد يكون قابلًا للتحقيق مع انهيار البوليفار، وعدم الثقة في أي من بدائله “البوليفار السيادي أو بترو المشفرة” فمن الممكن ان ترتقي مكانة عملة الداش الرقمية لأعلى وتُصبح الأكثر ثقة في البلاد.

 

تُرجم المقال عن الرابط التالي

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.