يمكن لهذا الأسبوع أن يصبح أهم أسبوع في تاريخ عملة البتكوين (الذي يوشك على إكمال عشر سنوات) أو ربما يصير حدثاً ليس ذي أهمية على الإطلاق، تماماً مثلما حدث اليوم. يحبس مجتمع العملات المشفرة أنفاسه مرة أخرى للحصول على موافقة صندوق مؤشرات متداول للبتكوين، الذي لم يتعرض للرفض مرةً واحدة فقط، بل تسع مرات مختلفة على مدار اليوم.

لم توافق هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على أي محاولة لاعتماد صندوق مؤشرات متداول حتى الآن، وما يزال من المتوقع أن ترفض صندوق المؤشرات المتداول للبتكوين المقرر اقتراحه في الأسابيع القليلة المقبلة، أو تؤجل البت في قرارها. يوافق الحدث 30 سبتمبر/أيلول 2018، ومن المحتمل أن يلقى الصندوق المصير ذاته.

بالطبع من المحتمل أن توافق الهيئة على صندوق بورصة شيكاغو للخيارات (CBOE) وشركتي VanEck و SolidX. فبخلاف صندوق المؤشرات الأخير الذي تقرر تأجيله، يستخدم هذا الصندوق العقود الآجلة للبتكوين، وليس عملات بتكوين “فعلية”، إضافةً إلى أنَّ كلاً من شركتي VanEck وSolidX (بعد رفض صندوق كل منهما بشكل فردي) تعاونتا لخلق نهج جديد يستند إلى البيانات والملاحظات التي تسلمتها كل شركة على حدة.

في حال وافقت الهيئة، فسيكون هذا هو أول صندوق مؤشرات متداول للبتكوين في التاريخ.

سيكون لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات مهلة حتى يوم الخميس لاتخاذ قرار بشأن الصندوق، وفقاً للتاريخ الذي جرى فيه إيداعه في السجل الفيدرالي.

ويعد هذا الصندوق الأخير أحد الصندوقين اللذين اقترحتهما شركة ProShares. لدى الشركة نحو 30 مليار دولار من الأصول الخاضعة لإدارتها، وقد قدمت الشركة مقترحين لصندوق بتكوين متداول هذا الشهر. وفقاً للمقترح الذي قدمته للهيئة، يخطط الصندوقان لتعقب عقود بتكوين الآجلة المتداولة في بورصة شيكاغو للخيارات، وسوف يجري تداولها في بورصة نيويورك أركا.

جدير بالذكر أنَّ مجتمع العملات المشفرة متحمّس لما قد يحمله أول صندوق مؤشرات متداول للبتكوين من إمكانات. فإذا جرت الموافقة على الصندوق، سوف يسهل ذلك على المستثمرين الجدد المشاركة في المجال فوراً، وهذا من شأنه اجتذاب المستثمرين من الناحية النظرية نحو البتكوين، مما يدفع الأسعار صعوداً، فيما يعتقد البعض أنَّ الموافقة على الصندوق يمكنها أن تساعد البتكوين في تحقيق أعلى سعر لها في التاريخ.

في وقتٍ سابق من هذا الصيف، ارتفع سعر البتكوين بنسبة 20% بعد انتشار إشاعة بأنَّ الهيئة سوف توافق على صندوق مؤشرات متداول للبتكوين، وهو صندوق VanEck Solidx Bitcoin Trust، في أغسطس/آب. ارتفع سعر البتكوين إلى أكثر من 8 آلاف دولار نتيجة للأخبار قبل أن يتراجع مجدداً بعد تأجيل القرار.

كانت تحركات الأسعار لهذا الأسبوع أكثر هدوءاً. شهدت قيمة البتكوين ارتفاعات عشوائية في السعر أثناء الأسبوع الماضي، إذ ارتفعت فجأة إلى 6700 دولار ثم 6800 دولار قبل أن تتراجع إلى سعرها الحالي الذي يتراوح بين 6300 و6400 دولار أميركي.

استناداً إلى تحركات سعر البتكوين منذ إعلان القرار، فقد استقر عند قرابة 6400 دولار بعد ساعات، لكن هذا لا يؤكد أنَّه بحلول اليوم التالي سيؤثر انتشار هذه الأخبار في الأسواق الفعلية، لكن لا يبدو أن المستثمرين يتوقعون أنَّ يؤدي رفض اعتماد صندوق مؤشرات متداول للبتكوين إلى أي شيء مختلف.

تحدث خبراء في العملات الرقمية، مثل نيك زابو وأندرياس أنتوبولوس، عما قد يحدث “عندما توافق هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على اعتماد الصندوق” من جميع النواحي، بخلاف أغلب العامة المنتمين إلى عالم العملات المشفرة الذين يرون أن موافقة الهيئة ستمثل النجاح الأكبر للبتكوين. وخلافاً للمقترحات السابقة لصناديق المؤشرات المتداولة للبتكوين، لم يكن هناك الكثير من الضجة المحيطة بمقترح صندوق ProShares، مثل الضجة التي ستصاحب صندوق CBOE VanEck SolidX. لكن في حالة صدر أي تلميح حتى بأنَّ هيئة الأوراق المالية والبورصات تفكر في الموافقة على هذا الصندوق التالي، فمن المتوقع أن ترتفع الأسواق بشكل كبير في فترة زمنية قصيرة، نظراً لآثار ذلك وحجم الزخم الذي قد يخلفه إذا كانت هناك فعلاً الكثير من الأموال المهمشة مثلما يقترح بعض النقاد.

ما هي فرص الموافقة على صندوق VanEck SolidX بعد رفض صندوق ProShares؟

هل تغيرت الأشياء في مجتمع العملات المشفرة بشكل كافٍ حتى يجري الموافقة على صندوق مؤشرات متداول؟ هذا سيناريو متكرر أليس كذلك؟ كما رأينا مع تصاعد تعقيدات الأمور، فإنَّ رفض هيئة الأوراق المالية والبورصة لصندوق ProShares، جنباً إلى جنب مع صندوقين لشركتين أخريين، هُما Direxion وGraniteShares، لم يسبب تأثيراً مفاجئاً، لكنَّها أرضٌ مالية جديدة فيها الكثير من الأسباب التي جعلت الهيئة ترفض التصديق على صندوق واحد حتى يومنا هذا. هل تختلف الأسواق عما كانت عليه في المرة الأخيرة التي رفضت فيها الهيئة اعتماد صندوق مؤشرات متداول للبتكوين؟

في يوليو/تموز، رفضت هيئة الأوراق المالية والبورصات مقترح صندوق التوأم وينكلفوس للمرة الثانية بسبب مخاوف من التلاعب بأسواق البتكوين. وبعدما رُفضت أربع شركات مختلفة في الأسابيع القليلة الماضية، ما يزال هناك عدد قليل ممن لديهم فرصة لإحداث تأثير كبير  في الأسبوع المقبل بغض النظر عن النتيجة النهائية هذه المرة. لن تتوقف المحاولات للموافقة على صندوق مؤشرات متداول يتعامل بالبتكوين مباشرة من جانب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، التي تتمثل مهامها في حماية المستثمرين والمستهلكين من الجهات الفاعلة السيئة. ربما تصمد البتكوين وتحفر الهاش الخاص بها في الصخر لكي لا تتعرض للتغيير، لكن الهيئة ستكتفي الآن بتسليط الضوء على المجال الجديد واتخاذ قرار حين تتوافر لديها كل المعلومات المرغوب فيها.

جميع الآمال الآن معقودة على صندوق CBOE VanEck SoildX. يركز صندوق ProShares على العقود الآجلة للبتكوين، وليس البتكوين نفسها. وقد نظمت العقود الآجلة للبتكوين الأسواق الراسخة التي كانت نشطة للغاية منذ إطلاقها في ديسمبر/كانون الأول 2017. لكنَّ صندوق بورصة شيكاغو للخيارات يختلف عن كل صناديق الاستثمار المتداولة الأخرى التي ترتبط بالعملات المشفرة، مما يفسر الآمال التي عقدها المجتمع على موافقة الهيئة على اعتماد أول صندوق مؤشرات متداول للبتكوين.

وتوافق قناة سي إن بي سي على ذلك قائلة:

“أحد الأسباب التي تجعل ProShares صندوق أكثر جاذبية للهيئات التنظيمية هو أنَّه يقوم على تداول العقود الآجلة. وقد استخلصت الوكالة غياب عنصر التنظيم في تداولات البتكوين. لكن عقود البتكوين الآجلة يجري تداولها بالفعل على بورصة شيكاغو للخيارات الخاضعة لهيئة الأوراق المالية والبورصات”.

في نهاية المطاف، من الممكن بالتأكيد أن يؤدي رفض صندوق ProShares إلى فهم أكثر للأسباب والقواعد التي تبحث عنها الهيئة للموافقة على واحد. ومع ذلك، يبدو من المرجح أنَّ هيئة الأوراق المالية والبورصات ستؤجل اتخاذ القرار بشأن صندوق المؤشرات المتداول حتى موعد لاحق، أو حتى ترفضه بالكامل. كل ما يمكننا فعله الآن هو الانتظار، فيمكن لهذا الأسبوع أن يكون أسبوعاً مثيراً للاهتمام للبتكوين، أو أسبوعاً غير ذي أهمية على الإطلاق.