تصاعد حجم التداول في  منصات العملات الرقمية التركية بعد انخفاض الليرة التركية الحاد

ارتفع حجم التداول في منصات العملة الرقمية في تركيا، يوم الجمعة 10 أغسطس/ آب 2018، إذ انخفضت العملة المحلية الورقية (الليرة التركية) إلى مستويات قياسية على خلفية المخاوف الاقتصادية.

قفز حجم التداول في المنصات التركية Paribu وBtcturk وKoinim خلال الـ24 ساعة الماضية لأكثر من 100% لكل منهم، وذلك وفقًا لموقع CoinMarketCap، ولا تزال أحجام التداول المطلقة في هذه المنصات الصغيرة، حيث تتعامل منصة Btcturk، أكبر منصة لتداول العملات الرقمية في البلاد، مع 11.6 مليون دولار في مجموع صفقاتها.

بلغت قيمة الليرة التركية أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار، ما يعكس مخاوف السوق العالمية بشأن السياسات الاقتصادية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعلاقته المتردية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقدرة حكومته على سداد ديونها.

لم يفعل الرئيس التركي الكثير لتهدئة هذه المخاوف، فقد تحدث أردوغان في خطاب علني يوم الجمعة 10 أغسطس/ آب 2018، ودعا المواطنين الأتراك لاستبدال أي دولار أو يورو أو ذهب يملكونه بالليرة التركية؛ لدعم ما دعاها بـ”الحرب الاقتصادية” مع الولايات المتحدة، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام.

زادت الاضطرابات الحالية من جاذبية البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية لبعض المستثمرين المحليين، على الرغم من تدهور هذا القطاع في السوق هذا العام.

قال طالب جامعي محلي، طلب لأسباب تتعلق بالسلامة أن يُشار إليه بواسطة حسابه على تويتر Bit_gossip: “كل يوم هناك تداولات جديدة للبيتكوين في تركيا”.

أضاف مستخدم آخر للعملات الرقمية، وهو متخصص في تسويق العملات الرقمية في اسطنبول، ويُفضل أيضًا استخدام اسم مستعار، وهو Bitmov، أنه يستخدم البيتكوين لشراء إعلانات رقمية في الخارج لأكثر من ثلاث سنوات، وقال إن عائلته وأصدقاءه يلجأون إليه الآن للحصول على المشورة بشأن كيفية شراء بيتكوين.

قال Bitmov لموقع CoinDesk:

“بدأت بالتداول التجاري شخصيًا منذ سنة ونصف بسبب ضعف الليرة التركية، والخوف من الوضع السياسي والمالي للحكومة التركية، تجعلني العملات الرقمية أشعر أكثر بالأمان”.

أضاف Bitmov أنه لم يعد يثق بالعملات الورقية المحلية، مشيرًا إلى المصاعب الناجمة عن السياسات الاقتصادية الأخيرة.

بالمثل، قال Bunyamin Yavuz، طبيب القلب في أنقرة، إنه لم يعد يثق بالبنوك المحلية، ويشتري الآن عملة XRP وMonero وlumens وغيرهم من العملات الرقمية كجزء من محفظته الاستثمارية، وقال Yavuz لموقع CoinDesk: إن 30% من مقتنياته الآن تتكون من العملات الرقمية، و20% من الدولارات الأمريكية، و10% فقط من الليرة التركية.

قام Bit_gossip بتشغيل قناة تُسمى Discord crypto منذ عام 2016، التي نمت مؤخرًا إلى 11294 عضوًا يتحدثوا اللغة التركية، وذلك يعكس الاهتمام المتزايد بالعملات الرقمية في تركيا، وقال Bit_gossip: إن عمليات شراء البيتكوين ستكون أكثر تعقيدًا في الوقت الراهن؛ لأنها لا تخشى التقلبات والحيل، موضحًا:

“بدأ معظم تجار العملات الرقمية بالمتاجرة (الهواة)، أواخر عام 2017، أو في الربع الأول من عام 2018، وقد تم تدميرهم”.

عقبات على الطريق

على الرغم من أن المُشرعين الأتراك يفكرون في إنشاء عملة رقمية محلية، فإن المنصات المحلية قد تواجه عقبات أكثر إذا بدأ السياسيون في الخوف من صعود البيتكوين.

تركيا ليست الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تفكر في امتلاك عملة رقمية خاصة بها، كما تبحث إيران المثقلة بالتضخم في إمكانية بناء عملة رقمية مركزية لتعزيز الاقتصاد.

لكن بخلاف إيران، حيث يتوجه المستثمرون الأفراد إلى المقايضات الشخصية وتداول  نظير إلى نظير مثل LocalBitcoins؛ لأنهم محظورون من المنصات العالمية بفعل العقوبات الدولية والرقابة المحلية، تعمل البنوك التركية مع منصات التداول، لذلك يواجه المستخدمون الأتراك عقبات أقل لدخول السوق العالمية.

لكن قد يتغير ذلك بالنظر إلى أن الرئيس التركي يتصرف مثل نُظرائه الإيرانيين، فقد حث أردوغان الناخبين على تحويل استثماراتهم الأجنبية إلى العملة المحلية (الليرة التركية).

قال Yavuz: إن الحكومة التركية قد تسير على خطى إيران، وتحد من إمكانية الوصول إلى العملة الرقمية إذا نما تداول البيتكوين بسرعة كبيرة، ولكنه حذر من أنه إذا فعلت الحكومة ذلك “فستكون نهاية نمونا الاقتصادي”.

أضاف Bitmov: بالفعل إن الشائعات تنتشر في اسطنبول بأن البنوك التركية قد تنهي قريبًا دعم العملاء الذين لديهم مدخرات بالدولار، مضيفًا:

“إذا كانت العملة الوطنية الخاصة بك تتساقط هكذا… أو إذا كنت لا تثق بالعملات والبنوك المركزية، فما الذي يمكنك فعله؟ يجب أن تُكوِّن بنكك الخاص، وأنا متأكد من أن الناس في جميع أنحاء العالم سوف يدركون ذلك قريبًا”.