لا تنفك الاقتراحات تتراكم فوق بعضها.
عند وقت نشر هذا المقال، ظهرت 6 اقتراحات لتحسين الإيثريوم، يصبو كل منها إلى تعديل كود المشروع قبل التحديث المقبل للعملة (المقرر في أكتوبر/تشرين الأول).
السبب وراء ذلك النقاش هو ما يسمى “قنبلة الصعوبة” في الإيثريوم، وهي كود مغلق داخل المنصة التي تساوي 45 مليار دولارٍ يؤدي إلى التزايد المستمر في صعوبة التعدين والحصول على المكافآت. ومن شأن هذا الكود بتصميمه الحالي أن يؤدي بالبلوكتشين الخاصة بالإيثريوم إلى ما يمكن اعتباره “عصر جليدي“، يستحيل فيه تكوين بلوكات جديدة، في حالة تركه دون تدخُّلٍ من أحد.
أُضيف الكود في الأصل من أجل تسهيل انتقال يغيِّر كيفية اتفاق المشاركين في البلوكتشين الخاص بها، وهو التحول من برمجية إثبات العمل POW الرائدة لدى البتكوين إلى بديل يُدعى إثبات الحصة POS. ومن المتوقع أن تنفجر قنبلة الصعوبة في مطلع 2019.
اقرأ أيضًا : الفرق بين إثبات الحصة وإثبات العمل.
وفي غياب أي تحول نحو إثبات الحصة في المدى القريب، يجب اتخاذ خطواتٍ لتأجيل انفجار القنبلة، وكذلك إعادة ترتيب كيفية إصدار مكافآت الإيثريوم لإيجاد حوافز تجذب المعدنين وبالتالي تأمين البلوكتشين على النحو الأمثل.
لكن تأجيل انفجار القنبلة له مشاكله هو الآخر.
أولاً، سيُسَهِّل من عثور المُعَدِّنين على البلوكات، ما يعني أن مكافآت الإيثريوم (المُقدَّرة حالياً بـ3 إيثريوم) سيجب تقليلها لضمان إنتاج العملة المشفرة بالمعدل نفسه.
لكن بسبب افتقار الإيثريوم إلى اتفاقٍ رسمي بشأن نظام مكافآتها – على عكس البتكوين، التي ينصُّ كودها على حدٍ أقصى يبلغ 21 مليون وحدة – فهناك تباين في الآراء حول القدر المطلوب إنقاصه من الإمداد، فينادي الكثيرون بتخفيضٍ كبير في كمية عملات الإيثريوم الموزَّعة على المُعَدِّنين (والبعض ينادون بالزيادة).
فضلًا عن أن نقاشًا كهذا في شبكة لامركزية يجلب عوائق إضافية.
فيمكن للمستخدمين مثلاً التصويت حسب عدد العملات التي يملكونها، وهي طريقة شائعة لتبادل الإشارات، لكنها تعرضت لانتقادات لكونها مقياساً غير رسمي. لكن ليس مضمونًا أن المُعَدِّنين (الأفراد الذين يستخدمون قوة الحوسبة في تعدين البلوكات) سيدعمون إجراء التصويت.
ومن الجدير بالذكر أن النقاشات المتعلقة بنموذج إصدار الإيثريوم الغير معرّف، بالإضافة إلى قنبلة الصعوبة، قد ظهرت مراتٍ عدةً عبر تاريخ الإيثريوم الذي بدأ منذ 3 سنوات.
إنه موضوع شائك كما يشرح موقع CoinDesk، لأن الأمر حين يتعلق بالسياسة المالية تحدث وقيعة بين المُعَدِّنين والمستثمرين، ويُطالب كل طرف بعكس ما يطالب به الآخر في كثير من الحالات.
حيث قال لين ريتيغ، أحد مطوِّري الإيثريوم، في تصريحٍ لـCoinDesk: “تأجيل القنبلة ليس في حد ذاته مثيراً للجدل، لكن الإصدار مثير للجدل. الأمر برمته مثير للجدل، ولا يمكن أن تفصل جانباً منه عن الآخر”.
الجَمع أم الفَصل؟
أثناء كلمته في اجتماع للمطورين الأساسيين يوم الجمعة الموافق 27 يوليو/تموز، اقترح هادسون جيمسون، مسؤول الاتصالات للإيثريوم، أن الحل قد يأتي من فصل الآليتين عن بعضهما.
بمعنى آخر، يريد تسوية كل مسألة على حدة، والتعامل مع المشاكل واحدةً بواحدة.
وقال جيمسون: “أرى أن الفصل بينهما سيعيننا على تحديد الأولويات، إذ تكون لدينا مشكلة متعلقة بتغيير اقتصادي وتقني ومشكلة أخرى متعلقة حصرياً بتغيير تقني ليس مثيراً للجدل بالدرجة نفسها”.
لكن كثيراً من المطوِّرين اعترضوا على ذلك، قائلين إن القضيتين مرتبطتان جوهرياً ببعضهما مما يحتِّم الوصول إلى حلٍ موحَّدٍ.
ومع ذلك، تستهدف كثير من مقترحات تحسين الإيثريوم حل الأزمة بصورة منفصلة، بالتعامل إما مع القنبلة وإما مع جدول المكافآت، بينما تربط اقتراحات أخرى الأزمتين ببعضهما.
هناك مقترحان يسعيان إلى التخلص من قنبلة الصعوبة بأكملها قبل تنشيطها في 2019: اقتراح تحسين الإيثريوم رقم 1240 الذي يتخلص من القنبلة فقط، والاقتراح 1276، الذي يسعى إلى التخلص من القنبلة وتعديل بنية مكافآت الإيثريوم، مما يؤدي إلى هبوط معدل الإصدار الحالي وهو 3 إيثريوم في البلوك إلى 2 إيثريوم.
ويرى المقترحان رقم 1234 ورقم 1227 تأجيل موعد تفعيل القنبلة، مع أن لكلٍ منهما نهجاً مختلفاً في رفع إجمالي إصدار العملات أو تخفيضه.
ويستهدف مقترحان إضافيان معدل الإصدار فقط. لا يؤثر المقترح رقم 858 على قنبلة الصعوبة لكنه يقلل المعدل إلى إيثريوم واحد في البلوك، أما المقترح رقم 1276 فيدفع باتجاه تقليل المكافأة إلى 2 إيثريوم في البلوك.
دفع ثمن الأمان
مما يزيد النقاش تعقيداً الآراء المتباينة حول الثمن الذي ينبغي لمستخدمي الإيثريوم دفعه مقابل الأمان (هكذا يرى المطورون مكافآت البلوكتشين في المقام الأول).
هذا لأن معدل تضخم عملة الإيثريوم يعمل كصمام أمان ضد الهجمات، ويمنع قوة الهاش الخبيثة من غَمرِ الشبكة. فالتضخم في أصله ضريبة يدفعها مالكو عملات الإيثريوم أنفسهم، لأن التضخم يقلِّل من قيمة عملات الإيثريوم الخاصة بهم مع الوقت.
وجرت مناقشات على مدار سنواتٍ حول وضع خطط لوضح حدٍ أقص لإجمالي إصدار العملات مع تنفيذ التحول القادم المتفق عليه إلى نظام إثبات الحصة، في تحديث يُدعى Casper، إلا أن تلك الخطة محل شكوك حالياً لأن تنفيذ التحول ما زال أمامه سنوات.
وجاء في حوار ريتيغ مع CoinDesk: “إذا رجعت بالزمن عامين أو ثلاثة، في بداية تنصيب قنبلة الصعوبة، كانت الخطة تنص أن نستخدم نسخة Casper المحدثة بحلول عام 2018. ولو حدث ذلك لما شكَّلت القنبلة مشكلة على الإطلاق”.
وبالمثل، ما زالت خطة اصدار الإيثريوم لم توضع بعد.
وأضاف ريتيغ: “حتى في وجود Casper، فجدول الإصدار والمكافآت والتضخم، كل ذلك لم يُحدَّد إلى الآن ولم يكتمل وضعه. وتُعرَف هذه العملية بتحديد معايير تحديث، Casper، وما زالت في حيز التنفيذ.
مخاوف من كل الأطراف
ولزيادة المسائل تعقيداً على تعقيدها، فهناك مطورون يختلفون مع بعضهم جذرياً في النقاش حول قنبلة الصعوبة.
فمثلاً، يجادل عدة مطوِّرين بوجوب الإبقاء على القنبلة بصورةٍ دائمةٍ، مع أن الخطة الأصلية كانت أن تبقى حتى تفعيل Casper وحسب.
وقال نِك جونسون، أحد مطوري الكود الأساسي للإيثريوم، في الاجتماع: “هذا يحدُّ من التأثير الافتراضي لكون إبقاء الوضع على ما هو عليه هو أكثر الخيارات جاذبيةً”.
غير أن مايكل زولتو، مطور منصة Augur، يقدم في المقترح رقم 1240 وجهة نظر معاكسة كلياً، ألا وهي التخلص من قنبلة الصعوبة برمتها. وقد جادل زولتو أثناء مناقشة الاقتراح على أحد المنتديات بأن على المطورين مكافحة ما يُسمَّى “التقادم المخطَّط” لبلوكتشين الإيثريوم بأكمله، أي حين تُبرمَج إحدى البرمجيات بحيث تصبح غير قابلة للاستعمال بعد وقتٍ معينٍ.
وكتب زولتو: “بصفتي أحد المستهلكين، أثار التقادم المخطط حفيظتي مراراً، وهو الآن إستراتيجية عمل أكرِّس جهودي لتجنبها”.
وأدَّى كذلك النقاش بشأن قنبلة الصعوبة ومعدل إصدار الإيثريوم إلى تعبير جماعة من المُعَدِّنين عن مخاوفهم صراحةً.
المُعَدِّنون الذين يستخدمون كروت GPU، وهو صنف من اجهزة التعدين مُهدَّدٌ بأن يصبح غير قابلٍ للاستعمال بسبب ظهور اجهزة التعدين المخصصة ASIC، ينادون بانتهاز المطوِّرين هذه الفرصة لكي يغيروا خوارزمية تعدين الإيثريوم الأساسية، مما سيعيد هذا البلوكتشين إلى حالة أقل مركزية، وفقاً لمُعَدِّني GPU.
وقال مطوِّر Casper داني ريان في اجتماع المطورين يوم الجمعة: “يتعين مناقشة الأمرين في آنٍ واحدٍ. ويريد الكثير من أفراد المجتمع مناقشتهما في آنٍ واحدٍ”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.