عملة البيتكوين تواجه ضغوطاً حيث يؤخر “الاحتياطي الفيدرالي” التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة

استقر سعر عملة البيتكوين BTC، خلال تداولات اليوم السبت، 3 فبراير/شباط، عند مستوى الـ43 ألف دولار أمريكي. وفي ضوء تقرير الوظائف القوي غير المتوقع الذي صدر يوم الجمعة، أعرب أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، بما في ذلك أوستان جولسبي وميشيل بومان، عن تحفظاتهم بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة في النصف الأول من عام 2024. أظهر الاقتصاد مرونة، مع زيادة عدد الوظائف غير الزراعية بمقدار 353.000 في يناير/كانون الثاني، وهو ما يمثل أكبر ارتفاع خلال 12 شهراً ويتجاوز توقعات السوق البالغة 180.000.

ويأتي هذا التطور في ظل بقاء معدل البطالة ثابتاً عند 3.7%، وإبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير لأربعة اجتماعات متتالية. وتساهم هذه العوامل في تنامي الإجماع داخل بنك الاحتياطي الفيدرالي على أنه قد يكون هناك مجال كاف لتأجيل تخفيضات أسعار الفائدة إلى ما بعد يونيو/حزيران.

وشدد أوستان جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، على ضرورة وجود المزيد من الأدلة على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يتقدم نحو هدف التضخم البالغ 2% قبل التفكير في أي تخفيضات في أسعار الفائدة. ورفض جولسبي صراحة إمكانية خفض أسعار الفائدة في مارس/أذار، وهو ما ألمح إليه سابقاً رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.

سلط موقف جولسبي الضوء على أهمية اتخاذ القرارات السياسية بناءً على البيانات الواردة بدلاً من الجداول الزمنية المحددة مسبقاً. وعلى نحو مماثل، أشارت محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان إلى أن التضخم يحتاج إلى المزيد من التهدئة قبل أن يفكر بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، داعية إلى اتباع نهج حذر في تعديلات السياسة.

البيانات الاقتصادية وردود فعل السوق

وقد تم التأكيد على قوة الاقتصاد الأمريكي من خلال البيانات الأخيرة، بما في ذلك أرقام مبيعات التجزئة، والتي جاءت أقوى من المتوقع. وقد دفع هذا الأداء الاقتصادي القوي بعض المحللين، مثل المحللين في شركة بلاك روك، إلى توقع أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ تخفيضات أسعار الفائدة في وقت مبكر من يونيو/حزيران، وربما قبل البنك المركزي الأوروبي.

ومع ذلك، اقترح بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار 75-100 نقطة أساس بحلول نهاية العام، وهو توقع يظل مشروطاً بالتطورات الاقتصادية الجارية.

ويراقب المشاركون في السوق عن كثب استراتيجيات بنك الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة لتجنب أزمة مصرفية أخرى، خاصة مع الانتهاء المرتقب من عمليات إنقاذ برنامج التمويل لأجل البنك (BTFP) في مارس/أذار. وتؤثر هذه الضغوط الاقتصادية الكلية على قرارات السياسة وتؤثر على الأسواق المالية، بما في ذلك عوائد سندات الخزانة والدولار الأمريكي. بعد تقرير الوظائف، ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات فوق 4%، ووصل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى أعلى مستوى له في سبعة أسابيع. تعكس هذه التحولات شكوك السوق المتزايدة فيما يتعلق باحتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة.

التأثير على أسواق عملة البيتكوين والعملات المشفرة

إن مشهد الاقتصاد الكلي، الذي يتميز بالموقف الحذر للاحتياطي الفيدرالي بشأن تخفيضات أسعار الفائدة والأداء المرن للاقتصاد الأمريكي، يمارس ضغوطاً على عملة البيتكوين وسوق العملات المشفرة الأوسع. غالباً ما تتحرك ديناميكيات أسعار عملة البيتكوين بشكل عكسي مع عوائد سندات الخزانة والدولار الأمريكي، مما يشير إلى أن بيئة الاقتصاد الكلي الحالية يمكن أن تؤخر ارتفاع الأسعار بعد انخفاض عملة البيتكوين إلى النصف.

على الرغم من الزيادة بنسبة 3% هذا الأسبوع، فإن استقرار سعر عملة البيتكوين يتجاوز 43000 دولار، ويشير انخفاض حجم تداول البيتكوين بنسبة 20% خلال الساعات الـ24 الماضية، إلى انخفاض اهتمام المتداولين وسط ضغوط الاقتصاد الكلي المتزايدة.

وبينما يشير مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى تأخير تخفيضات أسعار الفائدة حتى ظهور المزيد من الأدلة على التقدم المستدام نحو أهداف التضخم، فإن التفاعل بين مؤشرات الاقتصاد الكلي والأسواق المالية يستمر في التطور. ننصح المستثمرين والمتداولين على حدٍ سواء بالبقاء على اطلاع بإصدارات البيانات الاقتصادية القادمة وإعلانات السياسة، والتي من المحتمل أن تلعب دوراً محورياً في تشكيل اتجاهات السوق واستراتيجيات الاستثمار في الأشهر المقبلة.