صُمّمت منصة “تشون” لتسمح للفنانين بالحصول على عملات رقمية لقاء كل عملية استماع للمقطوعات الموسيقية الخاصة بهم. وتقدم هذه المنصة خدمة بث موسيقي ونظام دفع إيكولوجي رقمي مدعوم بواسطة بلوكتشين الإثريوم. وسيتيح استخدام تكنولوجيا البلوكتشين إمكانية حل بعض المشاكل الأساسية في صناعة الموسيقى.

طريقة جديدة كي يتحصل الفنانون على المال لقاء عملهم

مكّنت الإنترنت، شأنها شأن تكنولوجيا البلوكتشين، العديد من الفنانين من زيادة عائداتهم المالية والتفاعل مع معجبيهم من خلال أفكارهم المبتكرة. من جانبها، تسمح تكنولوجيا البلوكتشين للفنانين بالاستغناء عن خدمات الوسيط بشكل كامل وأن يتحولوا إلى وكلاء لأنفسهم.

عموما، يشهد نمو بث المحتوى على الإنترنت، كمنتج إستهلاكي، ارتفاعا ملحوظا. وعلى الرغم من أن ذلك لم يعد بالنفع على الفنانين، إلا أنه مكّن المستمعين من الوصول إلى محتوى الفنان المفضل لديهم بطريقة مختلفة.

مع إطلاق “تشون”، سيتمكن الفنانون من الاستفادة من عدد المرات التي يتم فيها الاستماع إلى البث الحي عبر هذه المنصة، التي تضم ميزة تحويل البث الحي إلى مصدر لكسب الأموال. ومن خلال العمل على هذه المنصة، سيتسنى للفنانين تسيير عملهم وإعادة بعض الصلاحيات إليهم، بدءا من الإنتاج، ووصولا إلى التوزيع والتسويق.

غيّرت صيغة “إم بي 3” ملكية الموسيقى، حيث وجدت الشركات طريقة جديدة لمشاركة هذه الملفات في الوقت الذي كانت فيه سرعات الإنترنت تتخذ نسقا متزايدا. ويمكن القول إن كلا من “ساوند كلاود” “ويوتيوب” ومؤخرا “سبوتيفاي“، أخلوا تماما بطريقة توزيع الموسيقى وكسب الفنانين للأموال بفضل أعمالهم على حد السواء. وقد جعلت هذه الشركات من تحميل الموسيقى أمرا عفا عليه الزمن، ذلك أن الوصول إلى البث الحي أمسى أكثر سهولة مع زيادة سرعة الإنترنت.

حاليا، بات بإمكان الجميع الاستماع إلى موسيقاهم المفضلة بسهولة، التي أصبحت متاحة أكثر من أي وقت مضى. ويمكن لأي شخص اليوم جمع مقطوعاته الموسيقية بسهولة، وهو أمر لم يعد مقتصرا على عشاق الموسيقى.

تحاول منصة “تشون” تحقيق الربح المادي انطلاقا من محتوى الفنانين، وذلك عبر جعله متاحا للبث الحي، وبالتالي، سينتج عن كل عملية استماع عبر الإنترنت الكثير من الأرباح. وكجزء من وظائف المنصة بأكملها، يحتفظ الفنانون بنسبة 8 بالمائة من إجمالي العائدات التي يتم تحقيقها، بينما تُخصّص 20 بالمائة للرسوم المدفوعة إلى المنصة، التي يتم استخدامها بعد ذلك لتطوير الخدمة نفسها والترويج لها.

كيف تعمل هذه المنصة؟

تستخدم المنصة عملة “إي آر سي ـ 20” الرقمية التي تدعى “نوتس”، والتي تُعتمد كمحرك للمنصة بأكملها. ومن خلال استخدام هذه العملة للقيام بعمليات الدفع وفق “العقود الذكية”، تأمل منصة “تشون” في أن تسلب من الصناعة التقليدية كل الممارسات المتعلقة بالعقود والتراخيص الموسيقية. وتقوم هذه العقود الذكية بتخزين أوراق اعتماد حقوق الطبع والنشر على البلوكتشين، ثم تضطلع بتقسيم عملات “نوتس” الرقمية بين صانع المحتوى ومنتجه.

تمت برمجة عملات “نوتس” الرقمية بشكل يسمح بتوزيعها وفقا لعدد المرات التي تم الاستماع فيها إلى البث الحي الخاص بالمقطوعة الموسيقية. ويتم إيداع العملات المتحصل عليها مباشرة في محفظة الفنان. وسيتمكن هؤلاء الفنانون من استبدال عملات “نوتس” الخاصة بهم على منصات تبادل العملات الرقمية التي تعتمد هذه العملة. من جانبها، ستحاول منصة “تشون” الحفاظ على استقرار سعر العملة الرقمية الجديدة عن طريق السماح بإنشاء مجموعة كاملة من العلاقات عبر صناعة الموسيقى.

الرجل الذي ساهم في ظهور منصة “تشون”

يعتبر غاريث إيميري الرجل الذي ساهم في بزوغ فجر منصة “تشون“، والذي كان يمتلك فكرة خلاقة وتمكّن من تطبيقها. تجدر الإشارة إلى أن إيميري يعمل كمنسق ومنتج موسيقي، ساهمت ألبوماته الثلاثة؛ “الأضواء الشمالية” “ودرايف” “و100 سبب للعيش”، في تنامي شهرته. كما فاز إيميري بجائزة “أفضل أغنية في السنة” المرموقة لثلاث مرات، التي يقدمها برنامج “ا ستايت أوف ترانس” الإذاعي.

وقد استوعب إيميري مدى قوة البلوكتشين وتأثيراتها على صناعة الموسيقى، حيث استلهم من الفنانين الآخرين، الذين وظفوا التكنولوجيا في مشاريعهم الخاصة، ليطلق مشروعا قادرا على منح الفنانين الموسيقيين حرية أكبر. ومن خلال اعتماد تطبيق جديد لبلوكتشين الإثريوم مرتبط بالبث الحي، يأمل القائمون على المنصة في حل المشكلات الأكثر تعقيدا في صناعة الموسيقى من خلال استبعاد الوسطاء بين الفنانين والمعجبين.

ووفقا لما ذكره إيميري، تتعامل المنصة مع الكثير من الفنانين في الوقت الحالي، حيث أن بعضهم مشهور للغاية، كما تم الاتفاق مع حوالي 500 فنان، عبروا عن استعداد لخوض التجربة على المنصة. ويندرج اسم داتسيك، منسق موسيقى الدبستيب، ضمن قائمة الأسماء المعروفة في هذه المنصة، فضلا عن دارود، مؤلف المقطوعة الموسيقية الشهيرة “ساندستورم”.

يشرف على مشروع “تشون” بعض المستشارين المشهورين، على غرار مدير أعمال المغني، كالفين هاريس، مارك غيليسبي، ومنسق الموسيقى راك، الذي سبق له إصدار أول ألبوم على الإطلاق على بلوكتشين الإثريوم. علاوة على ذلك، يضم المجلس الاستشاري لمنصة “تشون” رئيس قسم الهندسة في شركة بيت غو، بينيدكت تشان.

البث الحي يمثّل المستقبل

أصبحت جميع المنصات الموسيقية، التي ساهمت الإنترنت في ظهورها، قديمة الطراز، حيث لا يمكن اعتبارها ابتكارا جديدا بعد الآن. وعلى سبيل المثال، تم إنشاء خدمة “ديزر” منذ 11 سنة، في حين تم إطلاق موقع “سبوتيفاي” منذ 12 سنة. فضلا عن ذلك، مضت تسع سنوات على ظهور متجر “جوجل بلاي” للتطبيقات على هواتف الأندرويد، و ثلاث سنوات على إطلاق خدمات آبل ميوزك وتايدل.

وفي الوقت الذي لم تعد فيه هذه الخدمات مبتكرة، تقدم “تشون” طريقة جديدة تمكن الفنانين من إدارة أعمالهم والاستفادة منها ماديا. ومن خلال استخدام البث الحي كأداة رئيسية، يمكن لمشروع “تشون” توفير منصة لامركزية للموسيقيين وطريقا مباشرا لتحقيق المداخيل من أعمالهم.

على الرغم من إطلاق منصة “تشون” للبث الموسيقي الحي في مطلع سنة 2018، إلا أنه سُمح للمستثمرين بشراء عملات “نوتس” الرقمية منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول سنة 2017، وذلك في إطار عمليات ما قبل البيع.

ولا تزال منصة “تشون” في مرحلتها التجريبية ضمن “اختبار بيتا”، كما أن هناك طرحا أوليا مرتقبا للعملة الخاصة بها. نتيجة لذلك، يجب أن تحظى هذه المنصة بالاهتمام، نظرا لأصحاب الخبرة في مجال الموسيقى المشاركين فيها، والعرض الذي تلقته من المجلات الموسيقية، على غرار “موسيقى اكسبرس جديدة“.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.