تعتبر العملات المشفرة واحدة من الأمور التي ساهمت في إنجاح عملية طوفان الأقصى على إسرائيل. في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، شنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” والتي تسيطر على قطاع غرة، هجوماً واسع النطاق على إسرائيل.
أدى الهجوم إلى خسارة حياة أكثر من 1500 إسرائيلي، وأخذ العديد من الرهائن. ويبدو أن حماس استخدمت العملات الرقمية لتمويل جزء من عملياتها العسكرية. إن استخدام التشفير يزيد من صعوبة تتبع المعاملات وحظرها مقارنة بالأشكال التقليدية لتحويل الأموال.
حماس تحصل على 7.3 مليون دولار من العملات المشفرة
وفقاً لتقرير صادر عن شركة تحليلات البلوكتشين Elliptic، تلقى الجناح العسكري لحماس أكثر من 7.3 مليون دولار من العملات المشفرة المختلفة، بما في ذلك 40 ألف دولار في عملة Dogecoin، وهي عملة رقمية مستوحاة من الميم اشتهرت بالترويج لها من قبل الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك.
ورغم أن هذا المبلغ قد يبدو صغيراً نسبياً مقارنة بمبلغ 100 مليون دولار سنوياً الذي تقدمه إيران لحماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة، أو مبلغ 360 مليون دولار الذي تعهدت به قطر لمساعدة غزة، أو حتى ما يقدر بنحو 300 مليون دولار جمعتها حماس من خلال الضرائب ضمن حدودها.
وحتى المبالغ الأصغر يمكن أن يكون لها تأثير كبير في سياقات الهجمات ذات الميزانية المنخفضة والهجمات ذات التقنية المنخفضة. ومن الأمثلة التي توضح ذلك هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي نفذها تنظيم القاعدة. أفادت التقارير أن هذه الهجمات كلفتهم ما يقرب من 500 ألف دولار فقط، ولكنها تسببت في أضرار مذهلة بلغت 3.3 تريليون دولار للولايات المتحدة.
تحديات تواجه سوق العملات الرقمية
تشكل العملة المشفرة تحدياً لجهود مكافحة الإرهاب، كما يصف المجتمع الدولي. فهو يتيح إجراء تحويلات مالية سريعة ومجهولة عبر الحدود، تاركاً وراءه فقط مساراً رقمياً قد يكون من الصعب تتبعه. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يلعب دوراً في المشهد الأوسع لتمويل الإرهاب، حيث غالباً ما تشارك منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وخدمات التحويلات المالية، والبطاقات المدفوعة مسبقاً.
خلال فترات الصراع، تميل الفئات المتصارعة إلى تكثيف أنشطتها لجمع التبرعات. وعلى الرغم من أن حماس أوقفت التبرعات بالبيتكوين مؤقتاً في أبريل/نيسان 2023، إلا أن هذا التعليق قد لا يستمر طويلاً. والجدير بالذكر أن وكالة الاستخبارات المالية الأسترالية أصدرت مؤخراً تحذيراً بشأن طلبات التبرع بالعملات المشفرة لحركة حماس على تطبيق المراسلة تليغرام.
الحملة العالمية على تمويل حماس بالتشفير
تتخذ الحكومات في جميع أنحاء العالم تدابير حاسمة للتصدي لخطر تمويل حماس من خلال العملات المشفرة. وفي الأونة الأخيرة، اتخذت إسرائيل إجراءات من خلال الاستيلاء على العديد من حسابات العملات الرقمية المرتبطة بحماس، وحتى تجميد حساب بنك باركليز الذي يعتقد أن له علاقات بالجماعة.
وبعد ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على مختلف الكيانات والأفراد المرتبطين بحماس، بما في ذلك شركة الأصول الافتراضية ومقرها في غزة، تُعرف باسم “Buy Cash”، والتي سهلت التحويلات للشركات التابعة لحماس.
لم يسلط بيان وزارة الخزانة الضوء على جانب جمع التبرعات في العملات المشفرة فحسب، بل سلط الضوء أيضاً على كيفية استغلال Buy Cash لها في المعاملات المالية لدعم حماس.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.