لماذا توشك سويسرا أن تصبح الملاذ الآمن للعملات الرقمية؟

يعد Marc P. Bernegger أحد الشخصيات التي تقدم المشورة لوزير الاقتصاد السويسري فيما يتعلق بالبيتكوين، ويصف وطنه الأم بأنه المكان الأكثر ملاءمة في العالم لتجارة العملات الرقمية.

Bernegger، هو رجل أعمال سويسري المولد، يركز على التكنولوجيا المالية، ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً بعد ظهور تقنية البلوكتشين في عام 2009 حتى يركز على وجه التحديد علي العملات الرقمية.

وتمكن من الاحتفاظ بمشاركة تجارية فعّالة منذ عام 2012، وبالطريقة نفسها التي جعلت بها اللامركزية العملة الرقمية مفيدة بشكل فريد في جميع أنحاء العالم، يستفيد سكان سويسرا من مبادئ اللامركزية لقيادة قانون الضرائب في البلاد، ويمكن لشخص ما يعيش خارج مدينة زيوريخ دفع جزء ضئيل من ضريبة المدينة سيئة السمعة، بينما يمكنه التمتع بقدرة مماثلة على الوصول إلى العاصمة السويسرية، وفق ما ذكر موقعbusinessinsider.

وقال Bernegger، أثناء احتساء القهوة في وقت متأخر من الصباح، في زيوريخ: “نحن لدينا نظام فدرالي فريد، يرى أن الدولة القومية- أي الولايات الفدرالية ومقاطعاتها الفردية- تتنافس ضد بعضها البعض، وهذا أمر صحي للغاية لحكومة تتسم بالكفاءة والشفافية، بالإضافة إلى ذلك، فإن نظامنا الديمقراطي المباشر يعطي الكثير من السلطة للشعب، لذا، فإن السياسيين وأحزابهم لديهم تأثير أقل بكثير مقارنةً بمعظم البلدان الديمقراطية الأخرى”.

يبدو أن السويسريين يرغبون في إكساب العملة الرقمية بعض القوة لتحويلها إلى أمر معتاد، فالعملات الرقمية الشائعة مثل البيتكوين والإيثر هي وحدات تجريد رياضية فعّالة، وإذا كنت ترغب في التداول بها.

فإن القوانين السارية في سويسرا تصب في صالح الأعمال التجارية والناس على حد سواء، وفي الوقت الذي تصف فيه المشاعر العالمية العملات الرقمية بأنها “غير قانونية تمامًا”، تأتي العملات الرقمية في المقدمة في سويسرا.

وقال Bernegger: “تقوم ليشتنشتاين وجبل طارق ومالطا بعمل جيد، لكنهم متأخرون عندما يتعلق الأمر بالتنظيمات المتعلقة بالبلوكتشين”.

وأضاف: “سويسرا لا تزال في المقدمة، بدعم من أرقام قوية مثل الأموال التي يتم جمعها من خلال العروض الأولية للعملة ICOs”.

العروض الأولية للعملة هي عبارة عن وسائل لجمع التبرعات القائمة على مبادئ العملات الرقمية، وهي تحظى بشعبية كبيرة في هذه الأيام، كما تستطيع الشركة التي تبحث عن استثمار جديد أن تصدر رمزها المميز الخاص بها وتبيعه بشكل جماعي للمستثمرين، الأمر الذي يشبه انفتاح الشركة أمام العامة من خلال بيع حصص الأسهم.

وكسرت سوق العروض الأولية للعملة ICO العالمية أرقامًا قياسية في العام الماضي، فبلغت نحو 4 مليارات دولار في عام 2017، واستحوذت مكاتب العروض الأولية للعملة ICO، التي نشأت في سويسرا، على 14% من الإجمالي، أي حوالي 550 مليون دولار، مع وجود الكثير من الدول التي تنال حصتها من كعكة العملات الرقمية بطرق مختلفة، ربما تحتفظ سويسرا بأكبر قطعة.

وينصح Bernegger بإنشاء شركة SwissRealCoin، وهي شركة عقارية مقرها في سويسرا، تربط قيمة عملتها التجارية بالعقارات التجارية السويسرية، وبما أن أسعار العقارات في البلاد في طريقها للارتفاع بشكل عام، كما يقول Credit Suisse، فإن ذلك سيؤدي إلى رفع قيمة الرمز الرقمي للشركة SRC، وتمثل كل وحدة بطريقة ما “حصة” من العقارات التجارية السويسرية التي تشتريها الشركة.

ويبدو أن نجم Bernegger يستعد للارتفاع مباشرة بفضل العملات الرقمية، فهو عندما لا يقدم نصائحه لرجال الأعمال المبتكرين في سويسرا، نجده يلعب دورًا استشاريًا للحكومة الفدرالية السويسرية بصفته عضوًا في “مجموعة عمل البلوكتشين” في البلاد، وبالإضافة إلى ذلك، فهو عضو في مجلس إدارة مؤتمر Crypto Finance، وكذلك في Crypto Finance Group، وهي شركة خدمات مالية لمستثمري العملات الرقمية الكبار، وعلى الرغم من الظروف المواتية، تواجه صناعة العملات الرقمية السويسرية تحديًا حقيقيًا، وهو استحواذ المواهب.

وقال Bernegger إن “سويسرا مكان غالٍ جدا للتواجد”، وأضاف: “الاستحواذ على المواهب أمر صعب بالنسبة للشركات الناشئة؛ لأنها تنافس الشركات القوية والرواتب عالية الأجر، حيث تمتلك Google ثاني أكبر مقراتها في زيورخ على سبيل المثال”.

كما أدلى Johann Schneider-Ammann ، وزير الاقتصاد السويسري، ببعض التصريحات المؤيدة للغاية، في شهر يناير/ كانون الثاني 2018، عن رغبته في تحويل الانتباه عن “Crypto Valley Zug”، وهو (مكان  مشابه لـSilicon Valley يركز على العملات الرقمية في سويسرا)، وبدلا من ذلك، رفع شأن الحديث عن “أمة العملات الرقمية، سويسرا”.

في حين أنه من الصعب على الشركات الجديدة المبتدئة دفع رواتب تنافسية في سويسرا، إلا أن الحكومة السويسرية تبدو متحمسة لتقنية البلوكتشين، ربما تريد أن تتولى قيادة الطريق حتى لا يتم التخلص منها فيما بعد.