بات هناك فهم أعمق لتكنولوجيا البلوكتشين والطرق العديدة التي يمكن يمكن تطبيقها من خلالها. وهذه المرة، دخلت شركة هندية في شراكة مع حكومة ولاية أندرا برديش لتصميم قاعدة بيانات تعتمد على البلوكتشين لتجميع وتخزين بيانات المواطنين البالغ عددهم 50 مليون نسمة.
أبريل/ نيسان 2018: في الثامن والعشرين من مارس/ آذار الفارط، أعلن شاندرا بابو نايدو، رئيس وزراء أندرا برديش، ثامن أكبر ولاية هندية، عن توقيعه على اتفاقية شراكة مع شركة شيفوم، وهي شركة خاصة مقرها ألمانيا وتعنى بعلم الجينوم والطب الدقيق لتطوير هذه التكنولوجيا الثورية.
أثناء حديثه عن هذه الشراكة، أعلن رئيس الوزراء شاندرا بابو نايدو أن هذه التكنولوجيا القائمة على البلوكتشين ستساهم في تحسين الطب التنبؤي في الهند. وأوضح الحاكم أن تبني هذه التكنولوجيا الجديدة يمثل استمرارا للاستراتيجية التي تنتهجها البلاد للاستفادة من تكنولوجيا العصر الحديث على نطاق واسع في الهند. وتتضمن تطبيقات أخرى لتكنولوجيا البلوكتشين تحويل نظام تسجيل الأراضي إلى نظام رقمي، فضلا عن التصدي لسرقة الهويات.
تسعى شرك شيفوم إلى تأسيس مركز تطوير جديد في وادي الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا المالية في مدينة فيساخاباتنام. وستعمل المنشأة بشكل وثيق مع المعهد الدولي للهندسة الرقمية في مدينة تيروباتي الهندية من أجل البحث في مجال الأمن السيبراني والتحليلات.
تخزين الحمض النووي باستخدام تكنولوجيا البلوكتشين: كيف ذلك؟
تعمل هذه التكنولوجيا من خلال تسلسل الجينوم، الذي يمثل عملية تحديد تسلسل الحمض النووي الكامل لكائن حي. وتساعد هذه التقنية العلماء على دراسة الاختلافات الجينية المختلفة وعلاقاتها بالأمراض. أما بالنسبة للبلوكتشين، فتعد بمثابة كتلة متنامية باستمرار من الدفاتر الرقمية المرتبطة ببعضها البعض بشكل آمن.
سيقدم المشاركون في التكنولوجيا الجديدة عينات الجينوم الخاصة بهم، الأمر الذي يعد أشبه بعينات اللعاب، لتتم معالجتها في منشأة شيفوم. سيتم تخزين البيانات المجمعة في نموذج مشفر يتم وضعه داخل خزنة سرية يمكن الوصول إليها من طرف موظفي شيفوم فقط. وستكون بيانات الجينوم المجهولة المخزنة في المساحة السحابية متاحة للأغراض البحثية.
البيانات الضخمة، وتكنولوجيا البلوكتشين والشراكات العابرة للحدود
يتفق فريق من علماء الأحياء وعلماء الكمبيوتر على أن متطلبات الحوسبة في علم الجينوم ستكون هائلة، في حين ستقل تكاليف التسلسل وسيتم تحليل المزيد من الجينوم. وأوضح المؤسس المشارك لشركة شيفوم ومديرها التنفيذي، أكسل شوماخر، أنه “كلما توفرت المزيد من متواليات الحمض النووي، سنصل إلى فهم أفضل للأمراض الوراثية التي قد تؤثر فقط على مجموعات معينة من الناس، فضلا عن تحسين جودة الأدوية الوقائية المتاحة”.
فيما يتعلق بالمخاوف الواضحة إزاء إمكانية وصول الحكومة إلى البيانات الجينية للمواطنين، أوضحت حكومة أندرا برديش أن الناس ليس لديهم ما يخشونه لأن التكنولوجيا آمنة وغير قابلة للتغيير ومضمونة. وسبق لشوماخر الإشارة إلى حقيقة أن خضوع الحمض النووي الخاص بالمواطنين للاختبار أمر اختياري.
في الوقت الحالي، تضطلع الهند بدور ريادي في اعتماد التكنولوجيا المتطورة القائمة على نظام البلوكتشين. ومؤخرا، وقعت الحكومة الهندية اتفاقا مع هيئة النقد في سنغافورة لاستكشاف فرص مشتركة في مجال تكنولوجيا البلوكتشين. وتسمح مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين المؤسستين بتفعيل الابتكار المشترك في مجال التطبيقات القائمة على البلوكتشين. ولم يقتصر الأمر على البلوكتشين فقط، بل شمل أيضا تكنولوجيات أخرى مثل البيانات الضخمة وعمليات الدفع عن طريق الهاتف الذكي والرقمنة.
استخدام تكنولوجيا البلوكتشين لمكافحة الأدوية المزيفة في الهند ـ أخبار البلوكتشين
يخطط عدد من الخبراء الهنود لاستخدام تكنولوجيا البلوكتشين لمنع بيع وتوريد الأدوية المزيفة. ويعمل المعهد الوطني لتحويل الهند (نيتي أيوج)، بالتعاون مع الحكومة الهندية، على اعتماد حل قائم على بلوكتشين “الإثبات عن طريق المفهوم” لمكافحة هذا التهديد. وفقا لصحيفة “فاكتور ديلي” الهندية، تريد مجموعة “نيتي أيوج” وضع مخزون الأدوية في الهند بأكمله على نظام قائم على تكنولوجيا البلوكتشين. وتعتبر هذه الخطوة الأحدث في سلسلة من الجهود لوضع حد لتجارة الأدوية المزيفة المنتشرة في الهند. ويتوجب أن يكون نظام الإثبات عن طريق المفهوم جاهزا بحلول شهر ديسمبر/ كانون الأول لهذه السنة.
خلال حديثه عن التطورات الأخيرة، قال المدير العام للتحالف الهندي للصناعات الدوائية، وهي مجموعة ضغط هندية تعنى بالشأن الطبي، إن هذه الفكرة مرحب بها. وأكد المصدر ذاته أن “الأدوية المزيفة تشكل مصدر قلق، وإذا كانت البلوكتشين قادرة على مساعدة قطاع صناعة الأدوية في حل هذه المشكلة، نحن نرحب باستخدامها”.
تشكل الأدوية المزيفة معضلة كبرى في الهند، حيث تصنف منظمة الصحة العالمية واحدا من بين خمسة أدوية يتم تصنيعها في الهند إما مزيفا أو دون المستوى المطلوب. علاوة على ذلك، كشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن الهند تعتبر ثاني أكبر بائع للأدوية المزيفة في العالم. وقدرت قيمة سوق الأدوية المزيفة في الهند حسب موقع ماركت بليس بحوالي 75 مليار دولار سنة 2014.
استخدام البلوكتشين في مكافحة الأدوية المزيفة: كيف تعمل؟
يعمل مبدأ الإثبات عن طريق المفهوم باستخدام رمز تعريف فريد يتم إدماجه مع كل دواء فردي يتم إنتاجه داخل الهند. وبذلك، يمكن تتبع سلسلة التوريد التي يمر بها الدواء بأكملها باستخدام البلوكتشين. ونظرا لكون نظام البلوكتشين ثابت وغير قابل للتلاعب، يمكن أرشفة جميع المراحل بشكل آمن، على غرار التصنيع والشحن، فضلا عن وجهة هذه المنتجات. ولأغراض تتعلق بالمعلومات، يمكن للمستثمرين مسح رمز الاستجابة السريع المرفق على الأدوية باستخدام الهاتف الذكي للتحقق من البيانات التي تتعلق بهذا الدواء.
يشعر خبراء الصناعة بالقلق حيال وضع مخزون الأدوية الوطني على شبكة البلوكتشين، نظرا لاعتقادهم أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تراجع الإنتاج بما لا يقل عن 25 بالمائة بسبب عدم كفاية سعة التخزين. من جهتها، صرحت مجموعة نيتي أيوج أن هذا الأمر يمكن أن يؤثر على السوق لفترة وجيزة فقط.
تتسارع وتيرة الاعتماد على تكنولوجيا البلوكتشين في الهند، والأمر سيان في كافة أرجاء العالم.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.