يعتقد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كوالا – Kowala، إيلان غلوفر، أن الوقت قد حان لاستخدام العملات الرقمية للتفوق على منصات التحويلات المالية الرئيسية مثل “باي بال”. وقد عمد غلوفر إلى المجاهرة بهذا الادعاء في مقالةٍ افتتاحيةٍ لموقع “آيريش تيك نيوز”. والجدير بالذكر أن كوالا هي منصة تبادل عملات رقمية تهدف إلى تقديم أول عملةٍ مستقرةٍ في العالم.

الثمن الأزهد لا يعني ضمان الهيمنة

مؤخرًا، أعلنت “باي بال” عن فرض رسومٍ مستحقةٍ تبلغ قيمتها 4.99 دولارًا على المعاملات العابرة للحدود، وهذا يعني أن الكثير من مبادلات العملات الرقمية أصبحت الآن أقل من المعاملات التي يضطلع بها “باي بال” على نحوٍ ملحوظ. لكن نظام البلوكتشين يمتلك القدرة على تعطيل نظام الدفع، وهذا يحيل إلى أن هذا البيان الخاص بمثابة تعويذةٍ من نوعٍ ما بالنسبة للمتحمسين للعملات الرقمية.

من المرجح أن يضيف هيكل الرسوم الحالي لباي بال الكثير من المصداقية لهذه الحقيقة. وفي الوقت الراهن، يبلغ متوسط الرسوم بالنسبة لكل عملية مبادلةٍ للبيتكوين 0.74 دولارًا، وهو ما يعتبر أقل بنسبة 80 بالمائة من متوسط الرسوم التي تفرضها “باي بال”. وفي شهر أبريل/ نيسان الماضي، حدثت عملية تبادل عملة رقمية في بلوكتشين اللايتكوين تبلغ قيمتها 99 مليون دولارٍ، واستغرقت تسويتها حوالي دقيقتين ونصف فقط، ولم تكلف سوى 0.40 دولارًا.

ومع ذلك، يعتقد غلوفر أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد تخفيض الرسوم لكي تتمكن العملات الرقمية من السيطرة على سوق التحويلات المالية. ولتستفيد من العيوب القاتلة التي تتخلل أنظمة الدفع السائدة، يتوجب على العملات الرقمية أن تجري تحديثًا هامًا. ويرى المدير التنفيذي لشركة كوالا أن التقلبات، وسهولة الاستخدام، واستراتيجيات التسويق، تندرج ضمن لائحة المجالات الحيوية لإجراء تحسيناتٍ في عالم العملات الرقمية.

خفض مستوى التقلبات

تعتبر التقلبات المجنونة للسوق بمثابة طريقٍ جانبيةٍ بالنسبة للعديد من المتبنين المحتملين لعمليات الدفع القائمة على العملات الرقمية. ويعتقد غلوفر أن الأفراد غير مستعدين لإرسال أموالٍ إلى أقاربهم في الخارج على هذا النحو، علما بأن قيمتها قد تنخفض بنسبة 30 بالمائة بين عشيةٍ وضحاها.

في المقابل، تميل العملات الإلزامية إلى المحافظة على استقرار قيمتها. وقد بين غلوفر أن مشروع تبني عمليات الدفع التي تتم عن طريق العملات الرقمية سيتعثر طالما لا تزال قيمة هذه العملات متقلبةً. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، لا بد من وجود عملةٍ رقميةٍ مستقرةٍ تضمن قيمةً ثابتةً.

التحول من الخوارزميات التوافقية لإثبات العمل إلى خوارزميات إثبات الحصة

تتطلب التحويلات المالية بنيةً تحتيةً قويةً لاحتواء إجمالي حركة المعاملات. وعندما يتعلق الأمر بتقديم توقيتٍ أسرع لتسوية المعاملات، تعتبر خوارزميات إثبات العمل التوافقية أقل ملائمةً مقارنةً بخوارزميات إثبات الحصة التوافقية.

ويعتقد غلوفر أن تبني خوارزمية نظام إثبات حصةٍ قائمٍ على مسألة الجنرال البيزنطي (BFT)، على غرار النوع الذي طوره القائمون على شبكة تندرمينت، هو خطوةٌ في المسار الصحيح. ومن المقرر أن تطلق شركة كوالا عملة “كي يو إس دي” الرقمية المستقرة التي تستخدم هذا الإطار التوافقي الخاص.

خدمة عملات محسنة

لا تزال خدمة العملاء الرديئة محور تشكيات المستخدمين في سوق العملات الرقمية، وتركز أغلبها على المسار الشاق لعمليات بيع وشراء هذه العملات. لذلك، يتعين على منصات تبادل العملات الرقمية تبسيط خدماتها لجعلها أكثر جاذبيةً في أعين المستخدمين. ويمكننا القول إن الناس سيمتلكون حوافز أقل للتخلي عن خدمات دفع “باي بال” المباشرة وتعويضها بعمليات الدفع القائمة على العملات الرقمية المعقدة للغاية.

حملات تسويق قوية للنهوض بمدفوعات التحويلات

بعد نجاحها في إجراء كل هذه التحديثات، لن تصل منصات تبادل العملات الرقمية إلى أي نتيجةٍ تذكر في حال لم يكن أحد يعلم بشأنها. ويتوجب على هذه المنصات رفع مستوى الوعي بشأن الخدمات التي تقدمها باستخدام محركات تسويقٍ نشطةٍ.

ومن المؤكد أن هذه البرامج ستساعد على اختراق السوق على مستوى قطاع التحويلات المالية وتفعيل تبني العملات الرقمية على نطاقٍ واسعٍ. ومن خلال القيام بذلك، يمكن لعمليات الدفع عن طريق العملات الرقمية أن تباشر ممارسة الهيمنة على منصات التحويلات المالية القائمة، على غرار “باي بال”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.