سلسلة ميدنايت الجانبية على شبكة الكاردانو ستقدم الخصوصية القابلة للبرمجة

كشفت شركة Input Output Global، الشركة الأم لشبكة الكاردانو Cardano، عن مشروع ميدنايت Midnight، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022، وهو عبارة عن سلسلة جانبية للخصوصية. ويمكن تشبيه العلاقة بين السلسلة الجديدة وشبكات بلوكتشين العقود الذكية بالعلاقة بين عملات الخصوصية وشبكة البيتكوين Bitcoin، إذ تُضيف سلسلة ميدنايت طبقة خصوصية فوق العقود الذكية، ويتحقق هذا الأمر من خلال تقنية إثبات المعرفة الصفرية، وتستهدف سلسلة ميدنايت سوق الشركات الضخمة جزئياً، وستكون لها عملتها الخاصة كذلك.

ويعمل المطوّرون على إعداد سلسلة ميدنايت سراً منذ أربع سنوات، وستعمل كسلسلةٍ جانبية على بلوكتشين الكاردانو، لترث عنها صفات الأمان واللامركزية. ويستطيع مدققو شبكة الكاردانو أن ينضموا إليها ويصبحوا من مدققي سلسلة ميدنايت الجانبية. ولا تزال ميدنايت في طور التطوير، وستواصل الشركة الأم إصدار التحديثات بالتزامن مع عملها على تطويرها في عام 2023.

وتكمُن محدودية غالبية عملات الخصوصية في أنها ليست سوى مجرد عملات، إذ لا تتمتع بوظائف العقود الذكية، وفي حال أرسلت عملات مونيرو (XMR) أو زد كاش (ZEC) إلى شخصٍ ما فستكون على ثقةٍ في أن المعاملة تتمتع بالخصوصية والأمان، لكن ماذا لو كنت تريد المزيد؟ اكتشفت شبكة الكاردانو طريقةً للحصول على عقودٍ ذكية مُحسّنة بالخصوصية، وذلك من خلال مفهوم يُطلق عليه اسم الكاشينا Kachina. “يُستخدم مفهوم الكاشينا لتعريف فئةٍ كبيرة من الحسابات الموزعة التي يُمكن التعبير عنها كعقودٍ ذكية بضمانات خصوصية”.

حالة استخدام: اعرف عميلك مع أخذ الخصوصية في الاعتبار

تتمثل إحدى حالات الاستخدام هنا في المزج بين الهوية والخصوصية. فكيف سيبدو شكل العالم الذي يمكنك الاستمتاع فيه بهويةٍ ذاتية السيادة مع حوسبةٍ سرية؟ سيمنحك ذلك العالم القدرة على الإفصاح عن معلوماتك بصورةٍ انتقائية.

إذ تستطيع استخدام إثباتات المعرفة الصفرية حتى تُثبت لمنصة التداول أنك مواطنٌ بريطاني مثلاً، دون أن تُفصح عن أي معلومات أخرى، ما سيمنح الجهات التنظيمية الثقة في أن منصة التداول ملتزمة بالقواعد، دون أن تستطيع الوصول إلى البيانات الخاصة. وبالتالي ستصبح إجراءات “معرفة العميل” مقبولةً أكثر بالنسبة للعملاء.

كما أعلنت الكاردانو أن سلسلة ميدنايت ستسمح للسلطات بالوصول إلى النظام في حال حصولها على إذن، وذلك لتهدئة الجهات التنظيمية.

ودمجت شبكة الكاردانو تطبيق أتالا بريزم Atala Prism مع سلسلة ميدنايت. ويُمثل ذلك التطبيق منصة هوية ذاتية السيادة (SSI)، وحزمة خدمات للبيانات القابلة للتحقق والهويات الرقمية.

حالات الاستخدام الأخرى لسلسلة ميدنايت الجانبية على شبكة الكاردانو

سرد تشارلز هوسكينسون في مقابلةٍ بالفيديو بعض حالات الاستخدام المتعددة التي ستُضيفها الخصوصية إلى العقود الذكية:

• بناء منصة تداول لامركزية خاصة لا يظهر دفتر الأوامر فيها، لكنه يتبع منطقاً قابلاً للتنبؤ. وبهذا لن يجري الكشف عن استراتيجيات التداول الخاصة بك، ولن تتعرض للتتبع واستباق تعاملاتك أو الاستغلال بعبارةٍ أخرى.
• التنقيب في بيانات السجلات الطبية من أجل الأغراض الإحصائية مثلاً، مع الحفاظ على الخصوصية.  “اعرض لي بيانات الذكور المدخنين من أمستردام الذين تتجاوز أعمارهم الـ50 عاماً، وأُصيبوا بكوفيد ثم نُقلوا إلى المستشفى”. وستحصل على تلك البيانات دون الوصول إلى السجلات الطبية الشخصية للأفراد.
• توجيه الإعلانات دون الوصول إلى بيانات الأفراد، ولنفترض أن متصفح بريف Brave لديه إعلانات يُريد عرضها على المستخدمين، يستطيع المتصفح استهداف مجموعةٍ بعينها من الناس دون أن يعرف المُعلِن أو بريف أي معلومات عن الأفراد.

الجمهور المستهدف لسلسلة ميدنايت: الشركات

لا نشهد تبني الشبكات العامة على نطاقٍ واسع بواسطة الشركات، نتيجة قلة الخصوصية، وذلك رغم خيارات الثقة والتعاون المتفوقة التي تقدمها تلك الشبكات العامة، وتريد شبكة الكاردانو جعل هذه التقنية صديقةً للشركات، حيث تضطر الشركات الراغبة في استخدام تقنية البلوكتشين اليوم لإنشاء شبكات بلوكتشين خاصة، لكن تلك الشبكات الخاصة تفتقر إلى اللامركزية، فما الجدوى منها إذاً؟

ويتعيّن على الشركات الالتزام بقوانين الخصوصية والأمان (مثل النظام الأوروبي العام لحماية البيانات)، ومختلف أشكال القوانين التي تتطلب الحفاظ على السرية. وينتشر مفهوم خاطئ يقول إن الشركات لا تريد الخصوصية، حتى وإن كانت معجبةً بالثقة التي توفرها تقنية البلوكتشين، لكن تخيل أن تضطر لمشاركة بيانات مخزونك ومبيعاتك على بلوكتشين، بينما تستطيع الشركات المنافسة الاطلاع عليها، لن يكون ذلك مثالياً.

ليس الشركات فقط

لا يعني ما سبق أن سلسلة ميدنايت بُنِيَت بغرض مساعدة الشركات فقط.

إذ قال هوسكينسون: “يجب أن تكون سلسلة ميدنايت الجانبية مفيدةً، سواء لصحيفةٍ سرية في روسيا، أو لشركة من قائمة فورتشين 500 تحاول إصدار عملة بنك مركزي رقمية على بلوكتشين”.

فوائد سلسلة ميدنايت لنظام الكاردانو

• ستُسهِّل على العديد من المشروعات البدء في بناء سلاسلها الجانبية الخاصة على الكاردانو، ومن المتوقع أن يصبح لدينا عشرات السلاسل الجانبية على الكاردانو.
• سيصبح من المُربح تشغيل تجمع محاصصة، ما سيقوي تأثير شبكة الكاردانو في النهاية.

مشروعٌ مشابه: بلوكتشين نايتفول Nightfall من شبكة بوليغون Polygon

هناك ارتباطٌ بين ميدنايت وبين إحدى حلول خصوصية البلوكتشين للشركات من شبكة بوليغون، وهي بلوكتشين نايتفول. إذ أُطلِقت نايتفول في مايو/أيار عام 2022، وتستخدم تقنية المعرفة الصفرية المتفائلة لمنح الشركات شبكة بلوكتشين يسهُل الوصول إليها وتتمتع بالخصوصية المطلوبة. ويُمثل “توزيع سلسلة الإمداد” أكبر حالات استخدام نايتفول، حيث يعتمد على تعاون عدة شركات في سلسلة الإمداد، وتنسيق العمل بينها باستخدام شبكة مدفوعات خاصة ولامركزية.

وتعمل ميدنايت كذلك بالتعاون مع مشروع هايبرليدجر Hyperledger، وهو عبارة عن اتحاد شركات يستكشف فاعلية تقنية سجلات الأذونات الخاصة في مجالات مثل إدارة سلاسل الإمداد.

عملة من المقرر إطلاقها: عملة ميدنايت (DUST)

ستُطلق سلسلة ميدنايت الجانبية عملتها الأصلية الخاصة، ولا نعرف أي شيء عن آلية عمل عملة ميدنايت حتى الآن، لكن هوسكينسون قال في مقابلةٍ أجراها، خلال نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022، إننا سنشهد إسقاط تلك العملة لأعضاء مجتمع ميدنايت. وشدّد على أن سلسلة ميدنايت تتطلع إلى التخلي عن نهج العرض الأولي للعملة، الذي أصبح قديماً، حيث يعتمد على إطلاق العملة أولاً ثم تطويرها لاحقاً، بينما ستتبنى ميدنايت نهجاً معاكساً يعتمد على تطوير المنفعة أولاً، وتركز ميدنايت حالياً على بناء نظامٍ سيحتاج إلى العملة بمرور الوقت، قبل إطلاق العملة فعلياً. ولهذا فالأمر في يد المجتمع الآن.