إذا ما سألت أي شخص متابع للعملات الرقمية أو تقنية البلوكتشين عن عملة البترو الفنزويلية petro، من المحتمل أن ترى أعين حائرة تتسائل ما هي تلك العملة، ويرى أحد المحللين السابقين في مجال مكافحة الإرهاب، أن المجتمع المحلي بحاجة إلى التعامل مع هذا الأمر المعقد بمزيد من الجدية.
ووفق ما ذكرت مجلة forbes، نتج عن عملية طرح عملة البترو في فبراير/شباط، وهي أول عملة رقمية في العالم مدعومة من جهة سيادية، ضجيجًا ممزوجًا بالمشاحنات؛ بسبب تفاخر الرئيس Nicolas Maduro غير المؤكد بمجموع الأموال التي تمكن من جمعها (من المفترض أنها 5 مليار دولار)، إلى جاتب تشويش حقيقة أي منصة بلوكتيشن أُطلقت منها العملة (هل كانت الإيثيريوم أم النيم NEM ؟)، لذا سرعان ما صنفت مواقع تصنيف العملات الرقمية، أصول عملة البترو بأنها “مغشوشة”، وأصدر الرئيس Donald Trump قرار تنفيذي يحظر أي مواطن أمريكي من الشراء أو التعامل مع تلك العملة.
لذا نحن لدينا ما يكفي من الأسباب لاستبعاد تلك العملة الغير مكتملة، وهما تجنب التعرض للعقوبات، أو الاحتيال في أسوأ الأحوال.
وسلط Yaya Fanusie -مدير مركز العقوبات والتمويل غير المشروع في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة أبحاث في واشنطن العاصمة- الضوء على أن الأحداث التي سبقت ظهور عملة البترو لم تلق الاهتمام الذي تستحقه، فقد جادل Yaya-وهو محلل سابق في وكالة مكافحة الفساد في وكالة الاستخبارات المركزية- خلال حديثه في جلسة نقاش صباح يوم الثلاثاء 24 أبريل/نيسان 2018 حول العملات الرقمية والعقوبات، بأنه يجب أن ينظر المجتمع المحلي وسلطات إنفاذ القانون إلى عملة البترو على أنها تجربة سوف تتعلم الدول المارقة الأخرى منها بالتأكيد وتضيف إليها.
ويستبعد إيجاد مشتريين فعالين لعملة البترو يمكنهم أن يعززوا قيمتها بمرور الوقت، وعلى الجهة الأخرى، إذا قررت دولة ما خوض التجربة ذاتها، لكن مع الأخذ في الحسبان الجمع بين امتلاك أطراف فعالة ونشر شعور إيجابي تجاه تلك العملة، فإن النتيجة سوف تكون مختلفة تمامًا عن ما تناله البترو من اتهامات.
ويقول Yaya: “تعد فنزويلا حالة اختبار جيدة حقًا، لأن وجود فنزويلا سيجعل منه رمزًا غير قيم، ولكنني أطرح السؤال التالي: حسنًا، حسنًا، ما الذي سيسمح لها بالعمل؟ ما الذي سوف يمكنها من اكتساب قيمة؟ ” ثم أكمل: “من المحتمل أن تعمل فقط إذا قررت دولة آخرى فعالة التواطؤ معها وشراء العملة، لأن تلك الأطراف ستتمكن من إنشاء نظام للعملة، يمدها بالمصداقية، لقدرتها على جذب المزيد من الجهات الفاعلة في الدولة، التي ستضخ الكثير من المال عند إجرائهم لعمليات الشراء في هذا النظام “.
وتفيد بعض التقارير بأن روسيا كان لها دور في إنشاء عملة البترو منذ البداية، إلا أن سيناريو كهذا مشكوكٍ في أمره، لانتشار العديد من المعلومات الغير موثوقة حاليًا، بالإضافة إلى ذلك، لا يزال هناك العديد من الدول التي تتطلع إلى الابتعاد عن النظام المالي العالمي المدعوم من قبل الولايات المتحدة، والعقوبات الباطشة التي تطبقها الخزانة الأمريكية.
وهكذا، في حين أن سيناريو حدوث ترقيع شبكة مالية غير مشروعة للعملات الرقمية، وحصولها على دعم من مجموعة من الدول المارقة، واستخدام العملة في أنشطة شائنة، يبدو بعيدًا بعض الشيء، إلا أنه أكثر منطقية مما يدركه الكثيرون.
وأنهي Fanusie حديثه قائلاً أن “هذه هي العلامات المميزة، ينبغي أن ننظر إلى تلك المؤشرات التي تمكنهم من الوصول إلى هناك”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.