ما الفرق بين التداول في العملات الرقمية المشفرة والفوركس؟

في هذا المقال سوف نسلّط الضوء على طريقة التداول في العملات الرقمية المشفرة، وبماذا تختلف عن التداول في الفوركس؟

الكثير من المتابعين يسألوني، نريد أن ندخل في هذا المجال، ولكن أيهما أفضل للتداول، هل التداول في العملات الرقمية المشفرة، أم في الفوركس؟ لذلك سأكشف لكم في هذه المقالة جميع دهاليز التداول في العملات الرقمية المشفرة والفوركس.

التداول في الفوركس

التداول في الفوركس يُعدّ أصعب، فيحتاج المتداول إلى أن تكون لديه خلفية اقتصادية في الأساس، بالإضافة إلى أن تكون لديه خلفية سياسية.

أيضاً على المتداول أن يتعلم دهاليز التحليل الفني، لكي يكون قادراً على التداول في الفوركس، وذلك لأنه مهمّ جداً دمج التحليلين مع بعضهما التحليل الأساسي الاقتصادي والتحليل الفني.

سياسات البنوك المركزية في الفوركس تُعدّ هي مفتاح التداول، لذلك يجب متابعاتها عن كثب، بالإضافة إلى تحليل تحركات البنوك المركزية في سياستها النقدية، وتحديداً سياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؛ لأنه يؤثر على جميع الأصول.

على المتداول في الفوركس أيضاً أن يتعمّق في السياسات المالية، وعليه أن يعلم كيف تؤثر على تحركات الأسواق. السياسات المالية لا تكون خاضعة للبنوك المركزية، بل تكون خاضعة للحكومات. مثال على ذلك عندما أقدمت رئيسة الوزراء السابقة للمملكة المتحدة البريطانية تخفيض ضرائب الدخل على الأثرياء، ما تسبب بهبوط حاد وفوري لعملة الجنيه الإسترليني، ما أجبر الحكومة على الاستقالة والتراجع عن قرار تخفيض الضرائب.

لذلك يجب أن يكون المتداول على دراية كاملة بما ذكرته سابقاً، كي يكون المتداول لديه رؤية كاملة في عالم الفوركس، ولكي يستطيع المتداول تحقيق صفقات ناجحة.

صحيح أن التداول في الفوركس يُعدّ أصعب، لكن في المقابل خطورته تُعد أقل من العملات الرقمية المشفرة، وتحديداً التداول في العملات الورقية التقليدية في الفوركس كزوج يورو دولار على سبيل المثال.

التداول في العملات الرقمية المشفرة

التداول في العملات الرقمية المشفرة أسهل بكثير؛ لأنه لا يحتاج إلى أي تعقيدات، ولا يحتاج المتداول للتعمق – كالفوركس – في التحليل الأساسي الاقتصادي وأيضاً التحليل السياسي.

كل ما على المتداول في العملات الرقمية المشفرة فعله هو اتباع سياسات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يعد محرك أسواق المال وجميع الأصول. للأسف نرى كثيراً من المتداولين في العملات الرقمية المشفرة يهملون هذا المؤشر المهم، والذي يُعد عصب العملات الرقمية المشفرة، كما لا يتابعون تحركات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سياسته النقدية.

على المتداول في العملات المشفرة أن يتعلم التحليل الفني جيداً، ويتعلم كيف يدخل في مناطق الدعوم والمقاومة، وأيضاً على المتداول أن يتعلم المؤشرات الفنية كمؤشر RSI على سبيل المثال.

أيضاً على المتداول إن أراد الاستثمار في أي عملة رقمية مشفرة دراسة العملة المعنية ومشروعها والورقة البيضاء الخاصة بالعملة.

كما عليه التفرقة بين عملة تملك بلوكتشين خاصة بها كعملات كوين، والعملات التي لا تمتلك بلوكتشين خاص بها كعملات التوكن. بالإضافة لعدة أمور وتفاصيل أخرى يجب على المتداول أن يدركها.

في المقابل، يعد التداول في العملات الرقمية المشفرة عالي الخطورة بسبب تذبذباتها الحادة، عكس الفوركس التي تكون نسبة الخطورة فيها نسبية معتمدة على الرافعة المالية التي يستخدمها المتداول.

الفرق في التذبذبات بين العملات الرقمية المشفرة والفوركس

مثال على ذلك، عملة البيتكوين التي انخفضت من مستويات 69 ألف دولار أمريكي إلى مستويات 15 ألف دولار أمريكي، ففقدت أكثر من 70% من قيمتها.

عندما نقارنها بالفوركس، وتحديداً العملات الورقية التقليدية كعملة اليورو التي انخفضت قيمته أمام الدولار الأمريكي من مستويات 1.23 دولار أمريكي إلى 0.95 أي ما يقارب 30% من قيمتها، نجد أن هناك فرق واضح.

أيضاً المعدن النفيس الذهب انخفض من مستويات 2070 دولاراً أمريكياً للأونصة الواحدة إلى مستويات 1610 دولارات أمريكية للأونصة الواحدة، أي فقد ما يقارب 25% من قيمته.

هذا يعني أن الخطورة في العملات الرقمية المشفرة أكبر بسبب تذبذباتها العالية رغم أنها غير معقدة.

في النهاية – من وجهة نظري – إذا كنت غير مهتم بشدة، وليس لديك شغف في متابعة وتحليل الأخبار الاقتصادية والسياسية، فلا أنصحك بالدخول عالم الفوركس. في المقابل، أنصحك بدخول عالم العملات الرقمية المشفرة، لكن في المقابل عليك أن تعلم أن التداول في العملات الرقمية المشفرة تُعد من الأصول عالية الخطورة.

الحالة النفسية للمتداول

أيضاً مهم جداً لكل متداول أن يسيطر على نفسيته، مثل أن يجتاز الخوف والرهبة. بالمقابل، يجب ألا يكون لدى المتداول طمع مفرط، وعلى المتداول أن يتقبل صفقات خاسرة، لأن الخسارة ستكون شريكاً أساسياً لكل متداول في البورصة، مهما كان نوعها.

المهم أنه على المتداول التعلم من أخطائه؛ كي يبني صفقات ناجحة ومربحة في المستقبل.