تتعرض البيتكوين (BTC)، والإيثريوم (ETH)، وكافة العملات المشفرة لتقلبات الأسعار عادةً. ولهذا يجب على مستثمري العملات المشفرة أن يراقبوا حركة السوق بحذر، حتى يتجنبوا الخسائر الضخمة عند انخفاض الأسعار.
كما يمكن اعتبار سوق التشفير الهبوطية بمثابة الوقت المناسب للمستثمرين على المدى الطويل، حتى يستغلوا انخفاض الأسعار ويشتروا الأصول التي يمكنهم بيعها أثناء جولات الصعود.
لكن خسائر الأشهر الماضية كانت لا تُحتمل تقريباً بالنسبة للمستثمرين. كما أدت عوامل أخرى، مثل رفع معدلات الفائدة والتضخم، إلى تفاقم الأوضاع. ومع ذلك سجّلت سوق التشفير انتعاشةً خلال الأسبوع الماضي، بالتزامن مع تسجيل بعض الأصول لارتفاعٍ كبير في أسعارها.
وتُعَدُّ عملة الإيثريوم من الأصول التي قدمت أداءً جيداً، بعد أن تجاوزت مكاسبها الـ9% خلال الأيام السبعة الماضية. وتسبب أداء الإيثريوم في ارتفاع إجمالي رأس المال السوقي للعملات المشفرة إلى مستوى التريليون دولار مرةً أخرى.
3 عوامل حرّكت أداء الإيثريوم
بدأت جولة الصعود في الـ25 من أكتوبر/تشرين الأول مع ارتفاع سعر الإيثريوم بنسبة 17%، بينما ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 6% خلال الفترة نفسها. وشرح بعض المحللين أسباب أداء الإيثريوم المذهل الذي تفوّق على البيتكوين.
حيث قالت شركة إدارة الأصول Grayscale إن معدلات المعروض من الإيثريوم بعد الاندماج ربما أثّرت على أداء الأصل المشفر. إذ كان المعروض من الإيثريوم ضخماً قبل الاندماج، لكن معدل إصدار العملة انخفض بعد الاندماج إلى نحو 14 ألف إيثريوم يومياً، أي أقل من 5 ملايين إيثريوم سنوياً، بحسب موقع News BTC البريطاني.
واضطر معدنو الإيثريوم لبيع أصولهم من أجل تغطية النفقات أثناء فترة هبوط العملات المشفرة الطويلة. لكن الوضع تحسّن بعد التحول إلى نظام إثبات الحصة، الذي قلل من ضغوطات البيع. وكشف تقرير الشركة في نوفمبر/تشرين الثاني أن تراجع ضغط البيع جهّز سعر الإيثريوم للمزيد من حركات الصعود الإيجابية.
بينما نقلت منصة Ultrasound Money أن معدل نمو معروض الإيثريوم يستقر عند 0.09% سنوياً فقط في الوقت الراهن. وانتقل معروض الإيثريوم إلى نموذج النمو الانكماشي عدة مرات خلال الأسابيع الماضية. وحدث ذلك عندما زاد الطلب على شبكة الإيثريوم، ما أدى إلى حرق توكنات أكثر مما يجري إنتاجه. ويُمكن القول إن جاذبية الإيثريوم كأصل استثمار طويل الأجل قد زادت نظرياً.
معدل استهلاك الطاقة وتوقعات سعر الإيثريوم مقابل البيتكوين
علاوةً على ما سبق، انخفض معدل استهلاك شبكة الإيثريوم للطاقة بنسبة 99.9% بعد الاندماج، ما جعل الأصل المشفر صديقاً للبيئة أكثر. وزادت بالتبعية جاذبية عملة الإيثريوم بين المؤسسات المهتمة بالبيئة، والمجتمع، والحوكمة.
إذ كشف مؤشر استهلاك الإيثريوم للطاقة من موقع Digiconomist أن استهلاك الطاقة انخفض من 84 تيراواط/ساعة سنوياً إلى 0.01 تيراواط/ساعة سنوياً بعد الاندماج. وأدت العوامل السابقة إلى جعل عملة الإيثريوم تُمثل فرصةً أفضل من البيتكوين في عيون المستثمرين، ما انعكس على أداء العملة مؤخراً.
ويجري تداول الإيثريوم حالياً بسعر 1,552 دولاراً. كما قفز سعرها إلى 1,645 دولاراً يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول، في أعلى سعرٍ مسجل للعملة منذ منتصف سبتمبر/أيلول. لكن سعر الإيثريوم لم يرتفع أكثر من ذلك، ولا يزال مستقراً عند مستوى أقل بـ67.6% من أعلى مستوياته المسجلة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021.
وارتفع سعر الإيثريوم بنسبة 24% خلال الشهر الماضي، لكنه لا يزال محصوراً في النطاق نفسه منذ مايو/أيار. ومع ذلك، تُعتبر هذه الأرقام أفضل نسبياً من انهيار سعر البيتكوين.
حيث تراجع سعر البيتكوين بنسبة تتجاوز الـ70% من أعلى مستوياته المسجلة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ويجري تداول عملة البيتكوين حالياً بسعر 20,300 دولار. بينما تستقر نسبة هيمنة البيتكوين على السوق عند 38.77%، برأس مال إجمالي يبلغ 393 مليار دولار.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.