ترغب إندونيسيا في توجيه زخم البلوكتشين إلى استخدامات تراعي البيئة أكثر. حيث وقعت بورصة إندونيسيا على مذكرة تفاهم مع منصة تداول ميتافيرس غرين Metaverse Green Exchange، وهي شركة ناشئة سنغافورية تتخصص في تكنولوجيا التداول الرقمي. ويتمحور التعاون المنتظر حول إنشاء منظومة تجارة الانبعاثات، التي من المقرر أن تُطلقها بورصة إندونيسيا عام 2025.
بينما يتركز دور ميتافيرس غرين على مساعدة البورصة في بناء سجل ومنصة تداول لانبعاثات الكربون باستخدام البلوكتشين كطبقة بنية تحتية، بحسب موقع TechCrunch الأمريكي.
ولا شك أن استخدام البلوكتشين في تجارة انبعاثات الكربون سيحل مشكلة أخطاء الحساب المزدوج، التي تحدث عندما يزعم أكثر من كيان أنه ساهم في الحدث المناخي نفسه بحسب تصريحات بو باي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس في ميتافيرس غرين.
وتأسست منصة ميتافيرس غرين عام 2018 بترخيص من هيئة النقد السنغافورية لتقديم خدمات الأوراق المالية وحفظ الأصول. وتُقدم المنصة البرمجيات كخدمة من أجل تسويق أرصدة الكربون، كما تُركز الشركة الناشئة على “الأسواق الناشئة المتطلعة إلى تسهيل الوصول العالمي لمشروعات تقليل الانبعاثات الخاصة بها”.
وأوضح بو باي، في حديثه إلى موقع Tech Crunch الأمريكي: “توفر البنية التحتية سجلاً غير قابل للتغيير يضم تفاصيل إنشاء وملكية الائتمان، بالإضافة إلى سجلٍ غير قابل للتلاعب يضم تفاصيل أداء المشروع الأخضر الذي يرتبط به رصيد الكربون حتى تاريخه”. وسيجري الاحتفاظ بسجل الكربون على شبكة الإيثريوم Ethereum.
وانضمت إندونيسيا إلى مجموعة من الدول التي كثفت مسؤوليتها البيئية من خلال آليةٍ مالية. ويُذكر أن هناك 46 دولة أصبحت تُسعِّر انبعاثاتها باستخدام ضرائب الكربون أو مخططات تجارة الكربون حتى يوليو/تموز، وذلك وفقاً لصندوق النقد الدولي.
بينما قال جيفري هيندريك، مدير تطوير الأعمال في بورصة إندونيسيا، خلال تصريحٍ له: “اعترفت الحكومة الإندونيسية بالدور الحيوي الذي تستطيع صناعة الخدمات المالية أن تلعبه على صعيد تقوية التزامات الاستدامة في البلاد. وتستعد بورصة إندونيسيا حالياً لاحتمالية بناء منصة تداول كربون في إندونيسيا، وبدأنا المحادثات مع عدة أطراف لتعميق معرفتنا”.
ولن تكون تجارة الانبعاثات بمثابة الحل السحري لمشكلة التغير المناخي. لكن الآلية تُحفّز من يطلقون انبعاثات كربون أن يقللوا من تلويث البيئة، أو يشتروا أرصدة الكربون الفائضة من غيرهم لتعويض بصمتهم الكربونية.
وتتجه رؤوس الأموال من عمليات بيع أرصدة الكربون إلى تمويل جهود الحفاظ على البيئة، وذلك من الناحية النظرية على الأقل. لكن أكبر الانتقادات التي تواجهها هذه الآلية تكمن في أن التعويض يسمح للكيانات أن تزعم كونها محايدة الكربون، بينما لا تبذل أي جهود كبيرة لتقليل الانبعاثات في الواقع.
ويُعتقد أن تقنية البلوكتشين ستساعد في إنشاء سجل عام ومبسط لتجارة الكربون، لكنها لن تحل مشكلات التحفيز المرتبطة بالتعويض. كما لا تضمن جودة تقليل الانبعاثات من مُصدري الأرصدة، ولا تضمن تماسك هذه المزاعم على المدى البعيد.
ولم يكن استقبال العملات المشفرة في عالم تجارة الانبعاثات دافئاً أيضاً؛ حيث ارتفعت شعبية الشركات الناشئة التي تعمل على تحويل أرصدة الكربون إلى رموز خلال العام الماضي، بالتزامن مع وعودها بجذب المزيد من المستثمرين إلى عالم تداول الكربون.
ويُعتبر توكان Toucan من أكبر تلك المشروعات؛ حيث جرى إطلاقه أواخر العام الماضي لربط الأرصدة الصادرة من معيار الكربون المعتمد بالبلوكتشين، و”تصفية” الأرصدة بتحويلها إلى رموز قابلة للتداول.
ويُذكر أن معيار الكربون المعتمد حظر في مايو/أيار تحويل الأرصدة بعد تصفيتها إلى عملات مشفرة، “بدعوى أن فعل التصفية يُفهم على نطاقٍ واسع أنه يشير إلى استهلاك المنفعة البيئية للرصيد”.
لكن رد الفعل الذي قابله مشروع توكان لم يمنع الدول من تبني تجارة الكربون القائمة على البلوكتشين. وبعيداً عن الشراكة المحتملة مع إندونيسيا، تعاونت ميتافيرس غرين مع مبادرات تجارة الكربون في الصين أيضاً، ومنها بورصة قويتشو للتمويل الأخضر والانبعاثات.
كما دخلت ميتافيرس غرين في محادثات متقدمة مع السلطات المختصة في ماليزيا وتايوان، من أجل التعاون لإنشاء مشروعات بنية تحتية، بحسب باي.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.