ما هي هيمنة البيتكوين؟

في عالم العملات المشفرة هناك مقياس واحد يراقبه العديد من متداولي العملات المشفرة عن كثب: هيمنة البيتكوين، فما أهمية هيمنة البيتكوين؟ وهل يمكن أن تخبرنا بأي شيء عن أداء العملات البديلة؟ وماذا عن أولئك الذين يجادلون بأن هذا المقياس لا يعطي انعكاساً دقيقاً لسوق العملات المشفرة؟

هنا، سنشرح كيف تعمل هيمنة البيتكوين.

هيمنة البيتكوين

حساب هيمنة البيتكوين واضح ومباشر، دعنا نتخيل أن إجمالي القيمة السوقية لجميع العملات المشفرة يبلغ حالياً 100 مليار دولار، إذا كانت القيمة السوقية للبيتكوين تمثل 60 مليار دولار من هذا، فإن هيمنة البيتكوين ستقف عند 60%، الأمر بسيط.

هيمنة البيتكوين على مر السنين

كان لدى البيتكوين عدد قليل من المنافسين في عام 2013، في ذلك الوقت كانت له هيمنة على السوق بنسبة 94%، لم تكن توكنات ERC-20 موجودة في ذلك الوقت، وكانت الإيثريوم مجرد نسج من خيال فيتاليك بوترين، ولم تكن العملات المستقرة مثل USDT شيئاً أيضاً.

بدأ كل هذا يتغير في عام 2017، عندما بدأ موسم العملات البديلة الأول. في فبراير/شباط من ذلك العام، بلغت هيمنة البيتكوين 85.4%. كانت الإيثريوم تمتلك حصة 5.7% من القيمة السوقية للعملات المشفرة، بينما كانت الريبل عند 1.1%.

لكن في غضون أربعة أشهر، تراجعت حصة بيتكوين في السوق بشكل كبير، إذ عززت مجموعة من عروض العملات الأولية (ICOs) القيمة السوقية للصناعة بشكل كبير.

بحلول يونيو/حزيران، انخفضت هيمنة البيتكوين إلى 40% فقط، مع انتقال السيولة إلى الرموز المميزة ERC-20 بدلاً من ذلك. تُظهر بيانات CoinMarketCap أنه خلال الفترة نفسها، ارتفع إجمالي القيمة السوقية بالدولار الأمريكي من 20 مليار دولار إلى 114 مليار دولار، بزيادة 470%.

خلال هذه الفترة، بدأ المتحمسون للإيثريوم التحدث عما يسمى بـFlippening، عندما “تنقلب” القيمة السوقية للإيثريوم أعلى من البيتكوين، وهو ما لم يحدث أبداً.

انهارت أسعار البيتكوين بعد الجولة الصعودية الأولى في عام 2017، وبحلول يناير/كانون الثاني 2018، كانت هيمنة البيتكوين تستقر عند أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 32.8% مع بدء سوق هابطة.

لسوء الحظ، انتهى موسم العملات البديلة رسمياً أيضاً، حيث خسر العديد من المستثمرين لأول مرة مبالغ كبيرة من المال، مع تعطّل مشاريع العرض الأوّلي للعملة وحرقها.

قامت شركة Ernst & Young بتتبع البيانات من العروض الأولية التي تم إطلاقها في عام 2017، وقامت بتقييمها بعد عام. وجدت أن:

86% من العروض الأولية قد انخفضت عن سعر إدراجها

30% من هذه العملات الرقمية فقدت كل قيمتها بشكل كبير

فقط 29% من العروض الأولية كان لديها نموذج أولي أو منتج فعال

جعلت هذه الإحصاءات المروعة دولاً مثل الولايات المتحدة تنظر نظرة قاتمة إلى عمليات الطرح الأوّلي للعملات الرقمية، وقد أطلق المنظمون هناك دعاوى قضائية ضد العديد من مشاريع البلوكتشين التي أكملت بيع الرموز. كما حذرت الهيئات الحكومية المستثمرين من توقع تقلبات في الأصول الرقمية، مع إصدار مشورة استثمارية ترقى إلى القول إنه يجب على الناس التمسك بسوق الأسهم.

بعد انفجار الفقاعة الصعودية عادت هيمنة البيتكوين إلى حد ما لتصل إلى 70%، في سبتمبر/أيلول 2019. ومع ذلك، من غير المرجح أن نرى البيتكوين يتغلغل لهذا المستوى مرة أخرى.

أصبح عالم الأصول المشفرة الآن أكثر ثراءً وتنوعاً مما كان عليه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت هناك العديد من “شوكات البيتكوين الصلبة”، بما في ذلك Bitcoin Cash. حولت اتجاهات سوق التشفير الجديدة مثل DeFi السيولة إلى الإيثريوم، والآن تلاشى ضجيج الطرح الأولي للعملات، وبدأنا نرى بعض الأصول الرقمية مع حالات استخدام مقنعة.

سلبيات هيمنة البيتكوين

يوصي بعض المحللين بأخذ هيمنة البيتكوين بحذر، يجادل البعض بأن هذا المقياس لا يأخذ في الحسبان البيتكوين الذي فقد إلى الأبد، إما من خلال الاختراقات أو الأشخاص الذين فقدوا مفاتيحهم الخاصة بدون وعي.

يحذر آخرون من فشل هذا المقياس في احتساب السيولة العميقة للبيتكوين، قد يكون للعملة البديلة قيمة 2 مليار دولار، ما يؤثر على هيمنة البيتكوين، ولكن هذا قد يكون مضخماً بشكل مصطنع.

ومع ذلك، يمكن أن تساعدك هيمنة البيتكوين في منحك توجيهاً لطيفاً حول مقدار رأس المال الذي يجب أن تخصصه للعملات البديلة. من المهم فقط ألا تضع كل بيضك في سلة واحدة، وأن تعتمد على أشكال التحليل الأخرى أيضاً.