تُعتبر صناعة العملات المشفرة أكثر تقلباً من أسواق الأسهم والفوركس. لكن التقلبات زادت لدى معظم الأصول القابلة للاستثمار بعد كوفيد. ومن المثير للاهتمام أن الجنيه الإسترليني هبط بمعدلٍ هو الأكبر في تاريخه عقب الميزانية المصغرة التي أُعلِنت مؤخراً، بينما حافظت عملة البيتكوين (BTC) على استقرارها النسبي عند مستوى 19,000 دولار تقريباً.

زيادة ارتباط سوق العملات المشفرة بالأسهم

من المعروف أن الارتباط بين أسهم مثل إس وبي 500 وبين البيتكوين زاد بشدة على مدار عام 2022. ويكشف الرسم البياني أدناه عن اقتراب ذلك الارتباط من أعلى مستوياته على الإطلاق، فضلاً عن أنه يساوي حالياً ضعف معدلاته المسجلة في 2020.

وربما بدأ الارتباط يتراجع بين إس وبي 500 وبين البيتكوين منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول، لكن نسبته لا تزال مستقرةً عند 0.57 نقطة. لكن كيف كان أداء البيتكوين مقارنةً بعملات مثل الدولار، والجنيه الإسترليني، واليورو، والين، وغيرها من العملات الرئيسية؟

مقارنات شهر أكتوبر مع العملات النقدية العالمية

شهدت البيتكوين والإيثريوم (ETH) هبوطاً بنسبة 2.85% و3.85% على الترتيب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. بينما تراجعت عملات الجنيه الإسترليني واليورو واليوان الصيني بنسبة 137%، في ما صعدت عملات الدولار الأمريكي والدولار الأسترالي والين الياباني والدولار الكندي بنسبة 0.65%.

وتُظهر البيانات أن التقلبات في أسواق التشفير تختلف عن تقلبات سوق العملات التقليدية نوعاً ما، لكن الفارق ليس كبيراً كما قد يتصور البعض. ولا شك أن خسارة عملة نقدية عالمية لـ1.37% من قيمتها في 14 يوماً هو أمرٌ مقلق، لكن تراجع البيتكوين بـ2.85% يُعتبر هبوطاً معتدلاً اعتاد الكثير من الناس رؤيته.

المقارنات الربع سنوية مع العملات النقدية العالمية

يكشف الرسم البياني للربع الماضي من 2022 (منذ أغسطس/آب) عن صورةٍ أوسع لتوضيح الموقف. إذ كانت عملة الإيثريوم هي الأكثر تقلباً في الربع الثالث، بينما ظل الدولار الأمريكي مستقراً نسبياً حتى بدأ يزداد قوةً منذ أواخر أغسطس/آب.

وشهدت عملة البيتكوين معدلات تراجع أكبر من الإيثريوم في تلك الفترة، لكنها كانت أقل تقلباً. ويُمكن القول إن معدلات تقلب جميع العملات الأخرى تسلك الاتجاه نفسه منذ منتصف سبتمبر/أيلول.

المقارنات منذ بداية العام وحتى تاريخه مع العملات النقدية العالمية

عند النظر إلى العام بأكمله، سنكتشف أن الفائز الأبرز هي عملة الدولار الأمريكي التي ارتفعت قيمتها بنسبة 16.97%، مع زيادةٍ ثابتة في سعرها دون الكثير من التقلب. كما سجّل الروبل الروسي ارتفاعاً بنسبة 21.09% منذ بداية العام وحتى تاريخه، بعد الانخفاض بنسبةٍ وصلت إلى 45% في مارس/آذار. وعاشت عملة الروبل عاماً شديد التقلب، لكنها أنهت الربع الثالث بقوةٍ في المنطقة الخضراء.

على الجانب الآخر، سجلت البيتكوين والإيثريوم أكبر الخسائر منذ يناير/كانون الثاني، مع خسارتهما لـ56.11% و65.99% على الترتيب. ويمكنك إلقاء نظرة على صورةٍ أكثر دقة لتراجع تقلبات العملات المشفرة في الرسم البياني منذ بداية العام وحتى تاريخه، حيث كان خط البيتكوين والإيثريوم من أكثر الخطوط سلاسةً منذ منتصف سبتمبر/أيلول وحتى تاريخه.

ولا شك أن انخفاض العملات المشفرة السنوي كان أسوأ بكثير من نظيرتها التقليدية. إذ كان الجنيه الإسترليني والين الياباني أكبر الخاسرين من سلة العملات النقدية المختارة، بنسب انخفاض بلغت 16.87% و22.21% على الترتيب. وتجدر الإشارة إلى أن جميع العملات النقدية تسلك اتجاهاً هبوطياً منذ ستة أشهر، باستثناء الدولار الأمريكي والروبل الروسي.

وليس هناك رأيٌ حاسم حول ما يعنيه تراجع التقلبات. إذ توجد العديد من النظريات المقنعة مثل نضج الأسواق المشفرة، أو بلوغ قاع السوق الهبوطية، أو الهدوء الذي يسبق العاصفة. لكن الارتباط بين أسواق العملات المشفرة، والأسهم، والعملات النقدية العالمية لم يسبق له أن كان بهذا الاتساق. ومن المؤكد أن تاريخ الأداء لن يُرشد المتداولين خلال هذه الفترة المجهولة، ولهذا ينشر موقع CryptoSlate البريطاني مثل هذه التقارير يومياً.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.