وفقًا لبياناتٍ صادرةٍ عن موقع فينيبلوك، سجلت البيتكوين خلال يومٍ واحدٍ، بتاريخ 17 أبريل/ نيسان من سنة 2018، حجم معاملاتٍ غير مسبوقٍ تجاوزت قيمته 1.006 مليون دولار. ويعد هذا الرقم قياسيًا بالنسبة لبلدٍ يعاني من الأزمات، الأمر زاد من اهتمام الفنزويليين بشكلٍ متزايدٍ بالعملات الرقمية، نظرًا للانخفاض الشديد الذي تشهده قيمة العملة المحلية.

يسمح سوق البيتكوين للفنزويليين من الوصول إلى سوق صرف العملات الأجنبية “فوركس”، الذي أصبح من الأساسيات النادرة بسبب القوانين الصارمة التي تفرضها الحكومة على هذه السوق منذ سنة 2003. وقد أدت الرقابة المفروضة على رأس المال إلى ظهور منصات تداول “فوركس” في السوق السوداء في البلاد. ولم يكن للجميع، سواء الأفراد أو الكيانات التجارية، خيارٌ آخر سوى مساندة مشغلي الفوركس في السوق السوداء بغض النظر عن الأسعار.

نظرًا لمحدودية إمكانية الوصول إلى سوق الفوركس الرسمي في فنزويلا، لا يملك الكثير من الأشخاص وسيلةً للاطلاع على أسعار الفوركس الفعلية. وقد أدى هذا الأمر إلى اعتمادهم على مواقع الويب ومجموعات الواتس آب وبورصات العملات الرقمية، التي تدرج سعر البوليفار بالمقارنة مع الدولار. أما الشركات المحلية، فإن أغلبها لا تقبل الدفع إلا بالعملة الأجنبية بسبب تقهقر قيمة البوليفار التي تستمر في الانخفاض.

بلد في أزمة

لا تزال البيتكوين ملاذًا للفنزويليين حتى في خضم المشاكل الحالية التي تواجهها العملة المحلية. أصبحت فنزويلا، التي كانت من أكثر الدول رخاءً في أمريكا اللاتينية، تواجه إحدى أكثر الأزمات الاقتصادية سوءًا في العالم المعاصر.

كما أدى ارتفاع معدلات البطالة والتضخم المالي الذي لم يسبق له مثيل، والذي جعل من البوليفار عملةً عديمة القيمة تقريبًا، إلى إغراق البلاد في معاناة، حيث بات شبح المجاعة يهدد الكثيرين ناهيك عن عدم القدرة على الوصول إلى المرافق الأساسية.

تفاقمت الأوضاع في فنزويلا منذ انخفاض أسعار النفط. وفي ظل اقتصادٍ مدعومٍ بالدرجة الأولى من صناعة النفط، كان لتراجع سعر النفط تداعياتٌ كبيرةٌ على عائدات البلاد من هذا القطاع. فقد فشلت الحكومة في تنويع الاقتصاد خلال فترة الرخاء ما جعل البلاد تتأرجح على حافة الانهيار، فضلا عن اندلاع اضطراباتٍ اجتماعيةٍ وسياسيةٍ.

قامت الولايات المتحدة بفرض العديد من العقوبات على الحكومة الفنزويلية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي يزعم ارتكابها من قبل مسؤولين. ويظل المجلس التشريعي للبلاد معارضًا قويًا للحكومة وسياسات الرئيس نيكولاس مادورو. وفي خضم هذه الأوضاع، أصبحت أعمال الشغب والاحتجاجات والحبس الجماعي من الأحداث الشائعة في البلاد.

عملة بيترو الرقمية

في محاولةٍ لتحسين الأوضاع في البلاد، أعلن الرئيس مادورو عن إنشاء عملة بيترو الرقمية سنة 2017. ومن المنتظر أن تدعم هذه العملة احتياطيات الدولة من النفط والغاز والذهب والماس. وتأمل الحكومة في تقديم عملة بيترو كوسيلةٍ للالتفاف حول العقوبات الأمريكية الخانقة، التي أعاقت تجارة البلاد مع الدول الأخرى وحالت دون سداد ديونها المتراكمة.

لكن أصبحت عملة يبترو سببًا آخر للنزاع في البلاد مع الهيئة التشريعية المعارضة، التي تعتبر هذه العملة “غير قانونيةٍ وغير دستوريةٍ”. ومؤخرا، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قرارٍ تنفيذي يحظر شركة بيترو من مزاولة أنشطتها في الولايات المتحدة الأمريكية.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.