تمثل بلوكتشين الإيثريوم Ethereum أساس النظام الإيكولوجي للتمويل اللامركزي، ويجري تصنيفها تلقائياً باعتبارها شبكةً لامركزية. ويمكن وصف الإيثريوم نظرياً بأنها شبكة ديمقراطية لامركزية قائمة على عملة انكماشية.

لكنها ليست لامركزية أو انكماشية في الواقع، حسب ما ذكره موقع CryptoSlate البريطاني.

تحدّي الانكماش

شهد هارد فورك لندن الخاص بالإيثريوم تقديم بروتوكول تحسين الإيثريوم EIP-1559 في سبتمبر/أيلول عام 2021، وهي ترقيةٌ من المنتظر أن تتيح للشبكة حرق جزء من رسومها التي يدفعها المستخدمون، مما سيقلل المعروض من عملة الإيثريوم (ETH) بالتبعية. وكان يُفترض بمعروض الإيثريوم المتناقص باستمرار أن يتفوق على المكافآت اليومية المدفوعة للمعدنين، مما سيحول الإيثريوم إلى عملة انكماشية.

لكن معدل حرق الإيثريوم لم يتفوق قط على معدل سك العملات الجديدة، كما يتضح من الرسم البياني أدناه.

ولا شك أن تراجع حجم النشاط على شبكة الإيثريوم كان أكبر عامل منع معدل حرق العملة من التفوق على معدل سكّها. إذ يجب أن يتفوق حجم عملات الإيثريوم المحروقة من رسوم المعاملات على حجم عملات الإيثريوم المسكوكة التي ستوزع كمكافآت للبلوكات (الكتل).

وشهد العام الماضي توزيع 13.000 إيثريوم في المتوسط كمكافآت بلوكات يومية. ويتطلب حرق 13.000 إيثريوم من رسوم الشبكة أن تشهد شبكة الإيثريوم وصول متوسط سعر الرسوم الأساسي إلى نحو 130 جوي.

لكن متوسط سعر الرسوم على الشبكة لم يتجاوز الـ130 جوي إلا نادراً منذ مطلع العام. وكشفت بيانات YCharts أن رسوم الشبكة لم تتجاوز الـ60 جوي مذ أبريل/نيسان، باستثناء القمتين المسجلتين في مايو/أيار. بينما ظل متوسط السعر أقل من 20 جوي منذ يوليو/تموز.

ولا شك أن ارتفاع سعر عملة الإيثريوم، التي تواصل تحديها لاتجاه السوق العام، قد يكون من العوامل التي أدت لتقليل النشاط على الشبكة. وبالتالي فإن الأسعار المرتفعة تمثل نتيجةً مباشرة لزيادة التكهنات المرتبطة بالاندماج المنتظر لشبكة الإيثريوم. ونقل موقع CryptoSlate البريطاني من قبل أن زيادة حجم التكهنات تتجلى في سوق العقود الاشتقاقية، حيث تفوقت الفائدة المفتوحة لعقود خيارات الإيثرويم على الفائدة المفتوحة لعقود خيارات البيتكوين للمرة الأولى في التاريخ.

مقاومة اللامركزية

تعاني عملة الإيثريوم من مشكلةٍ أكبر على صعيد اللامركزية.

إذ كشفت بيانات Glassnode أن 85% على الأقل من معروض الإيثريوم تقع في حيازة كيانات تمتلك 100 عملة إيثريوم أو أكثر. بينما تستحوذ الكيانات التي تمتلك أكثر من 100.000 إيثريوم على نحو 30% من معروض العملة.

في ما يأتي تحول العملة المنتظر إلى شبكة تعمل بإثبات الحصة ليثير المزيد من التساؤلات. حيث ستُلزم شبكة إثبات الحصة المستقبلية المدققين بمحاصصة 32 إيثريوم على الأقل، مما يعني أنها ستمنع صغار الأطراف من المشاركة في تأمين الشبكة. وتمتلك سلسلة المنارة Beacon Chain الخاصة بالإيثريوم مجموعة مدققين بالفعل، مما يسلط الضوء على شكل الشبكة مستقبلاً بعد الاندماج.

ويمثل غالبية المدققين في سلسلة المنارة كيانات كبيرة، بدايةً من منصات التداول ووصولاً إلى مزودي خدمات المحاصصة حديثي التأسيس ممن يمتلكون حيازات إيثريوم ضخمة. ويمكن القول إن الكيانات القانونية المسجلة داخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تمثل نسبةً كبيرة من مدققي الإيثريوم، مما يعني أنهم يخضعون للوائح كل منطقة.

ويمتلك 11 كياناً فقط نسبة 69% من إجمالي القيمة المحاصصة على سلسلة المنارة. بينما تمتلك 4 كيانات فقط 60% من الإجمالي، فيما تستحوذ Lido بمفردها على 31% من الإجمالي.

ويمر هذا القدر من المركزية مرور الكرام عادةً في السوق الصعودية الخالية من الأعباء. لكن السوق المتقلبة التي هزتها الشكوك الكلية ستكشف مثل هذه العيوب.

ولا شك أن الجدل المحيط بفرض العقوبات على منصة تورنيدو كاش Tornado Cash وغيرها من الخدمات اللامركزية قد دفع بالعديد للاعتقاد بأن الحكومات تستطيع الضغط على مدققي الإيثريوم حتى يفرضوا العقبات بأنفسهم.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.