انهيار أسعار أراضي الميتافيرس يثير الجدل حول قابلية نجاح العوالم الافتراضية

انهار متوسط أسعار وحجم تداول الأراضي الافتراضية في الميتافيرس وسط التراجع العام لأسواق العملات المشفرة، وفقاً لتحليلٍ جديد أجراه موقع The Information الأمريكي.

إذ تراجع متوسط أسعار الأراضي الافتراضية بأكثر من 80%. بينما تراجع حجم تداول هذه الأراضي بأكثر من 90% مقارنةً بأعلى مستوياته المسجلة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، بحسب موقع CryptoSlate الأمريكي.

وجرى الحصول على المعلومات من منصة WeMeta وجمع البيانات من ساندبوكس Sandbox، وديسنترلاند Decentraland، وفوكسيلز Voxels، وإن إف تي وورلدز NFTs Worlds، وسومنيوم سبيس Somnium Space، وسوبر وورلد Superworld.

أزمة الميتافيرس

كان يُنظر إلى أراضي الميتافيرس الافتراضية باعتبارها الحدث الكبير المنتظر قبل وقتٍ ليس ببعيد. وأدت زيادة الاهتمام بها إلى ظهور حالة تسابق على شراء الأراضي المتميزة، في محاكاةٍ لسوق العقارات على أرض الواقع.

حيث دفع مستثمرٌ واحد 450.000 دولار مقابل شراء قطعة أرض افتراضية مجاورة لسنوب دوج داخل سنوب فيرس Snoopverse على منصة ساندبوكس، وذلك خلال شهر فبراير/شباط مثلاً.

ويرجع الفضل في هذا الصعود إلى قيام فيسبوك بإعادة تسمية نفسها في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، ليصبح اسمها الجديد هو ميتا. ووصف الرئيس التنفيذي لميتا، مارك زوكربيرغ، الميتافيرس بأنه الوجهة التالية للتواصل بين الناس. وتصوَّر أن العوالم الافتراضية تحديداً ستغير جوهر طريقة عمل المجتمع. وشمل تصوره بعض المفاهيم الثورية، مثل توفير شركات الميتافيرس لفرص توظيف.

لكن بمرور الوقت وصولاً إلى قلب شتاء التشفير اليوم، سنجد أن المشترين الذين دخلوا وقت ارتفاع الأسعار قد تعرضوا لخسائر ثقيلة الآن، بالتزامن مع انهيار متوسط الأسعار والاهتمام بالأراضي الافتراضية عموماً.

الأراضي الافتراضية تعكس حالة السوق الكلية

أدى الانهيار إلى إثارة الجدل من جديد حول ما إذا كانت الأراضي الافتراضية تمثل أصولاً فعلية وقابلة للاستثمار. وتتيح تقنية الميتافيرس الانتقال الفوري إلى أي مكان، على حد تعبير مجلة Fortune الأمريكية. ولهذا سنجد أنه لا جدوى من الشراء في المواقع المتميزة على الميتافيرس، بعكس العالم الواقعي.

علاوةً على أن أراضي الميتافيرس يمكن أن يكون عددها لانهائياً، مما يناقض الفكرة القائلة بأن الأراضي الافتراضية تمثل مورداً نادراً.

ومع ذلك، قالت جمعية Airdott التعاونية لأراضي الميتافيرس إن سبب التراجع يرتبط بمشهد الاقتصاد الكلي الأوسع. وتساءلت الجمعية: “لماذا نظن أن العالم الواقعي لن يؤثر على العالم الافتراضي؟”، ثم أضافوا أنهم “ينتظرون بصبر” عودة الأمور إلى طبيعتها.

وارتفعت أسعار العقارات بشدة خلال العامين الماضيين بسبب طلب المشترين. لكن بعض خبراء العقارات يقولون إن هذه الطفرة قد انتهت الآن نتيجة انكماش ميزانيات الأسر، على خلفية ارتفاع التضخم وتهديد استمرار البنوك المركزية في رفع أسعار الفائدة.

وأشار مقال نشرته صحيفة The Guardian البريطانية مؤخراً إلى أن الصين تعاني من انهيار مبيعات العقارات الجديدة. بينما شهدت السوق الأمريكية انهياراً حاداً في متوسط أسعار المنازل خلال شهر يونيو/حزيران.