في هذه المقالة سوف نسلط الضوء على أداء البيتكوين في الربع الثاني لهذا العام، والذي كان أداؤه أسوأ مقارنة بالربع الأول لهذا العام. ونستطيع القول إن عملة البيتكوين الآن في حالة يرثى لها ووضعها حرج جداً وتعيش حالياً أصعب أوقاتها منذ حوالي 18 شهراً.
أداء البيتكوين في شهر أبريل/نيسان
في بداية الربع الثاني من العام وتحديداً شهر أبريل/نيسان، كان البيتكوين أداؤه جيداً نوعاً ما، إذ وصلت قيمة عملة البيتكوين إلى مستويات فوق 46 ألف دولار أمريكي.
كان هذا الارتفاع بدعم من أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، والتي كانت في أوجها في ذلك الحين. وساهم في هذا الارتفاع أن الدولتين المتصارعتين تعتبران من الدول الداعمة للعملات الرقمية المشفرة، لكن كلاً منهما تدعم العملات الرقمية المشفرة حسب مصالحهما القومية.
فقد قامت روسيا بالاعتماد على العملات الرقمية المشفرة من خلال التحويلات المالية، وذلك من أجل التهرب من العقوبات الغربية المفروضة عليها بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. إحدى العقوبات كانت إخراج روسيا من النظام المالي العالمي “سويفت” المخصص للتحويلات المالية الدولية.
من جهة أخرى، حصلت أوكرانيا على تبرعات من جميع أنحاء العالم عبر العملات الرقمية المشفرة، وذلك بسبب سهولة التحويلات المالية مقارنة بالبنوك التي تكون نوعاً ما معقدة بتحويلاتها المالية.
أغلقت قيمة عملة البيتكوين في شهر أبريل/نيسان على مستويات فوق 37 ألف دولار أمريكي، وكان البيتكوين وبقية العملات الرقمية المشفرة متماسكة بعض الشيء، ومحافظة على قيمتها السوقية.
هناك سبب آخر جعل عملة البيتكوين متماسكة ومحافظة على قيمتها السوقية، وهو أنه لم يكن هناك أي تحرك من قبل بنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي خلال شهر نيسان/أبريل. ولم يقم الفدرالي برفع نسبة الفائدة لأنه لم يكن هناك أي اجتماع للبنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي.
هذه الأسباب مجتمعة جعلت عملة البيتكوين تتماسك وتتأرجح قيمتها في المستويات العرضية.
أداء البيتكوين في شهر مايو/أيار
لكن في شهر مايو/أيار، كان الوضع مختلفاً، وكان أداء البيتكوين متواضعأ مقارنة بشهر أبريل/نيسان. افتتح الشهر وقيمة عملة البيتكوين على مستويات فوق 37 ألف دولار أمريكي.
لكن شهر مايو/أيار شهد رفع نسبة الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي بنسبة 50 نقطة أساس، والذي على أساسه مهّد الطريق إلى بداية رحلة انهيار قيمة عملة البيتكوين.
وبالفعل من خلال هذا التحرك من قبل الفدرالي، تم ضرب البيتكوين بضربات موجعة من قبل المستثمرين، فشهدنا هروب رؤوس أموال كبيرة من قبل حيتان العملات الرقمية المشفرة، مما أدى إلى هبوط ملحوظ لقيمة عملة البيتكوين وبقية العملات الرقمية المشفرة.
وأغلقت قيمة عملة البيتكوين في شهر مايو/أيار فوق مستويات 31 ألف دولار أمريكي.
أداء البيتكوين في شهر يونيو/حزيران
كان أداء البيتكوين في شهر يونيو/حزيران سيئاً جداً، ويعد أسوأ أداء له منذ 18 شهراً. افتتح البيتكوين فوق مستويات 31 ألف دولار أمريكي، قبل أن يتراجع بقوة.
يعزى ذلك التراجع القوي للبيتكوين إلى توجه البنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي صوب سياسة التشديد النقدي والتحرك العنيف والمفاجئ للفيدرالي الذي قام برفع نسبة الفائدة بـ 75 نقطة أساس، وهو تحرك يحدث لأول مرة منذ عام 1994 أن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بتلك النسبة
وتعد هذه هي المرة الثالثة لرفع نسبة الفائدة منذ شهر مارس/آذار، مما سبب ضغطاً كبيراً على البيتكوين، ودفعها في شهر يونيو/حزيران إلى الإغلاق تحت مستويات 20 ألف دولار أمريكي.
وفي الربع الثاني كانت هناك مرتان لرفع نسبة الفائدة للبنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي مرة 50 نقطة أساس ومرة أخرى 75 نقطة اساس، وكان تحرك البنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي في الربع الثاني أعنف من الربع الأول الذي شهد رفع نسبة الفائدة مرة واحدة 25 نقطة أساس، وفي الربع الثالث سيكون هناك رفعان لنسبة الفائدة للبنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي.
أيضاً شهدنا في الربع الثاني لهذا العام وصول القيمة السوقية لجميع العملات الرقمية المشفرة إلى مستويات دونية، إذ وصلت إلى أقل من تريليون دولار أمريكي.
فهل البيتكوين ستكون قادرة على الصمود أمام الفدرالي الأمريكي في الربع الثالث؟ أم سيستمر اتجاهها الهبوطي إلى أن يكف البنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي عن رفع نسبة الفائدة؟
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.