أفاد تقريرٌ نشره موقع The Intercept الأمريكي بأن منصة التداول الأمريكية كوين بيس تمنح وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية إمكانية الوصول إلى مستخدمي العملات المشفرة باستخدام أدوات التتبع. وجاء التقرير مبنياً على وثائق متبادلة بين الشركة ووكالات الهجرة حصلت عليها منظمة Tech Inquiry الأمريكية.
ويرجع تاريخ العلاقة بين كوين بيس والوكالة إلى أغسطس/آب عام 2021؛ إذ باعت المنصة حينها رخصة برنامج تحليلات للوكالة بقيمة 29,000 دولار، ثم باعتها برنامجاً آخر تتجاوز قيمته المليون دولار.
وتأسست وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في عام 2003، وهي وكالة فيدرالية تعمل تحت لواء وزارة الأمن الداخلي. وتتولى الوكالة مسؤولية العمليات المرتبطة بالهجرة مثل الترحيل، ومداهمة المهاجرين، والجرائم المالية عبر الحدود، والأنشطة المرتبطة بالعصابات، حسب ما ذكره موقع Bitcoinist الأمريكي.
وحصلت الوكالة على إمكانية الوصول إلى “خصائص كشف جنائي متنوعة” من خلال أداة متعقب كوين بيس Coinbase Tracer، وفقاً للموقع الأمريكي. وتستطيع الوكالة الفيدرالية بفضل الأداة أن تستفيد بنظرةٍ متعمقة على شبكات بلوكتشين بيتكوين Bitcoin، وإيثريوم Ethereum، و”نحو 10 عملات مشفرة أخرى”.
ويعني هذا أن الوكالة بإمكانها ربط الأنشطة على البلوكتشين بالأفراد أو الشركات على أرض الواقع. وجرى إنشاء متعقب كوين بيس عام 2019 بعد استحواذ المنصة على شركة Neutrino، وهي شركة تحليلات بلوكتشين أنشأها أفرادٌ لهم ماضٍ مثير للجدل.
إذ اتُّهِمَت شركة التحليلات ببيع برامج تجسس لإثيوبيا، والسعودية، وغيرهما من الدول التي لها تاريخها في ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان. وستتمكن الوكالة الفيدرالية من استخدام المتعقب لإجراء تحليلات متعددة الخطوات وكسر هيكل خدمات خلاطات العملات المشفرة على البلوكتشين.
ولا شك أن الخلاطات تُعَدُّ أداةً مثيرة للجدل تسمح لمستخدمي العملات المشفرة بإخفاء هوياتهم أثناء إجراء معاملات البيتكوين، مما يحولُ دون قيام أطراف ثالثة بربط المعاملة بشخصٍ أو كيان. ولطالما زعمت الوكالات الحكومية أن هذه الأنشطة تُستخدم لتسهيل غسل الأموال وغيرها من الأنشطة غير القانونية.
هل تتربح منصة كوين بيس من بيانات المستخدمين؟
وعلاوةً على ما سبق ذكره، ستُزود الأداة وكالة إنفاذ القوانين بخاصيةٍ جديدة ومجهولة يُطلق عليها اسم بيانات التتبع الجغرافي التاريخية Historical Geo Tracking Data. ويزعم الموقع الأمريكي أن منصة التداول لم تُوقع “اتفاق ترخيص المستخدم النهائي” مع الوكالة الفيدرالية.
أي أن الشركة ليست ملزمةً قانونياً بإبلاغ مستخدميها في حال استخدام بياناتهم لدعم حزمة أدوات متعقب كوين بيس. بينما نفت ناتاشا لابرانش، المتحدثة باسم منصة التداول، انتهاك الشركة لخصوصية مستخدميها.
وأوضح موقع The Intercept: “بعثت ناتاشا رابطاً لإعلان إخلاء المسؤولية على موقع الشركة، ونص الإعلان على أن متعقب كوين بيس يحصل على معلوماته من المصادر العامة ولا يستخدم بيانات مستخدمي كوين بيس”.
لكن الوكالة لم ترد على طلبات التعليق من الموقع الأمريكي حول كيفية عمل أدوات التحليل على البلوكتشين. وتحاول المنصة الضغط سياسياً على الوكالات الحكومية الأمريكية منذ فترة لاستخدام أداتها التحليلية حسب مزاعم التقرير.
في ما أدلى جون كوثانك، نائب رئيس الشركة للاستخبارات العالمية، بالتصريح التالي خلال جلسة بالكونغرس حول قدرات كوين بيس في التتبع على البلوكتشين: “ستمر بيومٍ عصيب لو كنت مجرماً سيبرانياً وتستخدم العملات المشفرة؛ إذ سنتعقبك، وسنعثر على الأموال، ونأمل أن نساعد الحكومة في مصادرة تلك العملات المشفرة أيضاً”.
وبلغ رأس المال السوقي الإجمالي للعملات المشفرة حتى وقت كتابة التقرير 830 مليار دولار، بتراجع قدره 4% عن اليوم السابق.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.