تقنية NFT هي واحدة من التقنيات المشفرة الرائدة في الوقت الحالي، يبدو أن جمهورية مصر العربية قررت الدخول إلى هذه التقنية والاستفادة منها، وذلك من خلال العديد من الأمور التي سنتعرف عليها فيما يلي.
الفنون الرقمية وتقنية الـNFT في مصر
عقد المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمي، الثلاثاء الماضي 21 يونيو/حزيران، ورشة عمل بعنوان “الفنون الرقمية وتقنية الـNFT”، والتي نظمت من خلال لجنة الفنون التشكيلية والعمارة، بالتعاون مع لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية.
ناقشت ورشة العمل عروض تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs الحديثة، وكيف يمكن استخدامها عالمياً في مجالات العمارة والفنون، كما ناقشت ورشة العمل دور الرقمنة في زيادة الإبداع في مجال العمارة والفنون التشكيلية وتأثير الفنون الرقمية على هذه المجالات. كذلك تم الحديث عن أبرز التحديات التي يشكلها الفن الرقمي وبالتحديد في نطاق الملكية الفكرية، وكيف يمكن استغلال رموز NFTs في هذا السياق.
فرص استثمارية واعدة بملايين الدولارات
اتفق المشاركون في ورشة العمل على أن مصر أمامها فرصة كبيرة لاستغلال تقنية NFT وتوظيفها في الحفاظ على التراث التاريخي والفني للأجيال المقبلة.
وأوضح المشاركون أن استخدام NFT في البلاد من الممكن أن يوفر العملة الصعبة، والتي ستساعد في أزمات التضخم المتتالية حالياً، كما أنها ستساهم أيضاً في تطوير وتنمية الاقتصاد الرقمي في البلاد.
وأشار المشاركون إلى ضرورة وجود ضوابط تنظم آلية عمل NFT في البلاد، شرط أن تكون تحت إشراف الجهات المعنية، مع السعي الدائم لتطوير العملة الرقمية للبنك المركزي للبلاد، والتي ستكون مقومة بغطاء نقدي تقليدي.
وقال مقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية في المجلس الأعلى للثقافة، زياد عبد التواب، إن الرموز غير القابلة للاستبدال هي تقنية جديدة على المجتمع المصري، ولكن رغم ذلك فهناك فرصة قوية لاستغلالها، خاصةً من خلال المعارض والفنون الرقمية.
ورغم ذلك أشار عبد التواب أن NFT لا تزال مفهوماً غامضاً، مشيراً إلى أن هناك دراسات أكدت أن 70% من المواطنين الأمريكيين ما زالو لا يعرفون شيئاً عن مفهوم NFT.
وأوضح عبد التواب أن مبيعات NFT في العام الماضي تجاوزت مليارات الدولارات عالمياً، موضحاً أنها وصلت إلى مرحلة “هيستيرية”، وارتقت إلى حد الفقاعة، على حد وصفه.
وأشار إلى أن القطع الفنية المرسومة باستخدام NFT سجلت مبيعات في 2022 بقيمة وصلت إلى 90 مليون دولار أمريكي، متسائلاً عن قدرة مصر على الانتقال من الفنون التقليدية إلى العالم الرقمي تدريجياً، موضحاً أنه لا يوجد أي مانع في الانتقال لذلك.
فقدان تخصصات الفنون الرقمية الأكاديمية في البلاد
قال أستاذ الفنون الرقمية في الجامعة الأمريكية في القاهرة، الدكتور هيثم نوار، إن فنون الوسائط الجديدة تعود إلى فترة الستينيات من القرن الماضي، ويضم الأدوات الرقمية والتقليدية منذ ظهور السينما وآليات التعامل مع الصور الثابتة، حتى الرسوم المتحركة، ثم مفهوم الفنون الرقمية.
وأكد نوار أن مصر مازالت تشهد خلطاً بين مفهوم الفن الرقمي والوسائط الجديدة، مشيراً إلى أن التكنولوجيا الرقمية لا تستخدم بالضرورة كل فنون الوسائط الجديدة، متابعاً أن مصر، متمثلة في نقابة الفنون التشكيلية، لا تعترف بالفنان الذي يستخدم التكنولوجيا في مجال الفن حتى الآن.
وأضاف أنه حتى الآن لا يوجد تخصص أكاديمي داخل الجامعات المصرية الحكومية يتناول إعلام الوسائط الجديدة والفنون الرقمية، مشيراً إلى أنه توجد بعض الجامعات الخاصة والأهلية أطلقت خلال السنوات الـ3 الماضية، مبادرات وبرامج دراسية في هذا الصدد، مثل الجامعة الألمانية قي القاهرة، وجامعة مصر للمعلوماتية.
وأكد نوار أن الفنون الرقمية تعتبر الأسهل في الوصول والتفاعل مع الجمهور مقارنةً بالتقليدية، خاصةً في ظل توافر الأجهزة الذكية مثل الشاشات الذكية والهواتف الذكية.
NFT والملكية الفكرية
وعلى جانب آخر، تحدث مؤسس شركة الخدمات السحابية كلاوديرا، الدكتور عمرو عوض الله، عن أهمية رموز NFTs في الملكية الفكرية، حيث أوضح أن NFT هي شهادة ملكية أصلية تؤكد أحقية صاحب الرمز في العمل الفني، وذلك من خلال أجهزة حاسبات متصلة ببعضها على الإنترنت.
وأشار إلى أن هناك بعض العلامات التجارية الشهيرة في مجالات الموضة والأزياء بدأت بالفعل في إطلاق شهادات NFT لإثبات أصلية القطع، موضحاً أن الشهادات الرقمية يصعب تزويرها نهائياً.
ورغم ذلك أكد عوض الله أن العديد من القطع الفنية التي تستخدم تقنية NFT كانت تشهد تقييماً مبالغاً فيه، خاصةً أنها تخضع لعمليات مزايدات، لكن في الوقت الحالي، فهناك تصحيحات في الأسعار، مؤكداً على أن التقنية الجديدة ستنتقل إلى صناعات أخرى مثل السيارات.
نماذج مصرية بدأت في عالم NFT
قالت الفنانة التشكيلية دينا فهمي الروبي، إنها بدأت، في مايو/أيار الماضي، في إطلاق معرضها باسم “أسطورة الـ99″، والذي يجمع بين الفنون التشكيلية والفنون الرقمية، مشيرة إلى أنه تم طرح 90% من اللوحات الفنية المعتمدة على تقنية NFT باستخدام الميتافيرس.
وأوضحت أن اللوحات ترتكز على سرد أحداث الماضي في الحضارة الإغريقية القديمة، منوهة إلى أن فكرة تنظيم المعرض ظهرت بعد دراسة استمرت لمدة عام كامل.
وأشارت إلى أن السبب في جعلها تضع أعمالها في شكل NFT هو أنها ترى أنه يتم دفع مبالغ طائلة في أعمال NFT غير مفهومة ولا تعبر عن محتوى حقيقي، لذلك قررت طرح لوحات رقمية تتلاءم مع أذواق الجمهور.
وأضافت الروبي أن مصر تعتبر من الدول الرائدة في الفنون منذ القدم، مشيرة إلى ضرورة مواكبة العصر في الوقت الحالية، وداعية الفنانين إلى استغلال تقنية NFT، والتي أكدت على أن هذه التقنية لن تساهم في اختفاء قاعات العرض والمتاحف، بل ستزيد من الإقبال عليها.
وفي النهاية، علينا بكل تأكيد إيضاح أن مصر، دولة الحضارة الفرعونية القديمة، والتي لديها الكثير من المتاحف وقاعات العرض الفنية، يجب أن تسير على الركب وتستغل تقنية NFT في الترويج لما لديها من آثار عظيمة، وبالتالي زيادة السياحة في البلاد وتوفير العملات الأجنبية، في ظل حالة الركود السياحي الذي تعاني منه البلاد منذ سنوات طويلة.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.