وصفت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية الشبكات الاجتماعية والعملات المشفرة بأنهما “مزيجٌ احتيالي قابل للاشتعال”؛ حيث بدأت نحو نصف عمليات الاحتيال المرتبطة بالتشفير من منصات الشبكات الاجتماعية في عام 2021.

إذ نشرت اللجنة في يوم الجمعة الثالث من يونيو/حزيران تقريرها الذي توصل إلى فقدان أصول مشفرة قيمتها مليار دولار بسبب المحتالين على مدار العام، وهو رقمٌ أكبر بخمسة أضعاف من الرقم المسجل في عام 2020، وأكبر بنحو 60 ضعفاً من الرقم المسجل في 2018، حسب ما نقله موقع Cointelegraph الأمريكي.

وكتبت اللجنة في حسابها عبر تويتر:

“وجد تحليلٌ جديد أن المستهلكين أبلغوا عن فقدان أكثر من مليار دولار في عمليات احتيال العملات المشفرة منذ عام 2021. وجاءت غالبية الخسائر التي أبلغ عنها المستهلكون نتيجة عمليات احتيال لاستثمارات وهمية في العملات المشفرة”.

بينما وصل حجم العملات المشفرة المفقودة حتى 31 مارس/آذار إلى نحو نصف الرقم المسجل في عام 2021، مما يُظهر أن الزخم الحالي لا يتباطأ.

ووجدت اللجنة أن إنستغرام (32%)، وفيسبوك (26%)، وواتساب (9%)، وتيليغرام (7%) هي أكثر المنصات المستخدمة في عمليات احتيال الأصول المشفرة.

ومن المثير للاهتمام أن منصة تويتر، المستخدمة على نطاقٍ واسع من مجتمع العملات، لم تُذكر على القائمة برغم كونها مليئةً ببوتات الإنترنت الاحتيالية وبرامج سبام بوت التي تروج لتوزيع هدايا مشفرة وهمية.

وكشفت تقارير الاحتيال المقدمة إلى شبكة حماية المستهلك التابعة للجنة التجارة الفيدرالية أن أكثر أنواع الاحتيال المشفر شيوعاً كانت عمليات الاحتيال المرتبطة بالاستثمار، حيث شكّلت 575 مليون دولار من أصل مليار دولار إجمالاً.

“تعتمد عمليات الاحتيال من هذه النوعية على الوعود الكاذبة للمستثمرين المحتملين بإمكانية كسب عائدات ضخمة من خلال الاستثمار في برامج العملات المشفرة الخاصة بها، لكن الناس يبلغون عن فقدان جميع الأموال التي استثمروها”.

وأفادت اللجنة بأن عمليات احتيال الاستثمار تتضمن الحالات التي يتواصل خلالها “مدير استثمار” مزعوم مع المستهلك بوعودٍ لتنمية أمواله، لكنه يشترط على المستهلك شراء عملات مشفرة وتحويلها إلى حساب مدير الاستثمار.

وتتضمن الطرق الأخرى انتحال شخصية أحد المشاهير الذي يقول إن بإمكانه مضاعفة أي عملات مشفرة يرسلها المستهلك، أو يعده بنقود وعملات مشفرة مجانية.

وذكرت اللجنة أيضاً عمليات الاحتيال المرتبطة بالاستثمار في الأعمال الفنية المزيفة، والأحجار الكريمة، والعملات النادرة، وندوات ونصائح الاستثمار الوهمية، وغيرها من عمليات الاحتيال الاستثمارية المتنوعة التي تنضم إلى هذه القائمة.

وجاءت عمليات الاحتيال الرومانسية في المرتبة الثانية على قائمة أكبر خسائر عمليات احتيال العملات المشفرة، مُسجِّلةً 185 مليون دولار. وتشهد هذه النوعية محاولة حبيب أو حبيبة تشجيع الطرف الآخر على الاستثمار في حيلة عملات مشفرة.

في ما حلّت عمليات الاحتيال القائمة على انتحال صفة حكومية أو تجارية في المرتبة الثالثة بـ133 مليون دولار إجمالاً. وتعتمد هذه العمليات على استهداف المحتالين للمستهلكين بزعم تعرض أموالهم للخطر نتيجة تحقيقٍ حكومي أو جريمة تلاعب.

“يمكن أن تبدأ عمليات الاحتيال المذكورة على هيئة رسالةٍ نصية عن عملية شراء غير مصرح بها على أمازون، أو نافذة منبثقة مثيرة للقلق على الإنترنت وتبدو كأنها أشبه بتنبيهٍ أمني من مايكروسوفت. وبعدها يُخبِر المحتالون الناس بوجود عملية تلاعب كبيرة تُعرض أموالهم للخطر”.

ويتظاهر المحتالون حينها بأنهم من مسؤولي المصرف ويحاولون حماية عملات المشفرة المملوكة للضحية.

بينما شهدت حالات أخرى انتحال المحتالين لصفة عملاء حرس حدود يخبرون الناس بتجميد حسابات عملاتهم النقدية على هامش تحقيقٍ في تهريب المخدرات. ثم يُخبرونهم بأن الوسيلة الوحيدة لحماية أموالهم هي تحويلها إلى عملات مشفرة. ويأمرهم المحتالون بعدها بسحب سيولتهم النقدية ووضعها في جهاز صراف آلي للعملات المشفرة، ثم يخدعونهم لإرسالها إلى عنوان محفظة المحتال بدلاً من محفظة الضحية.

ووجد التقرير أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاماً كانوا الأكثر عرضةً لخسارة العملات المشفرة في عمليات الاحتيال، أما من يبلغون الثلاثينات فكانوا الأكثر تضرراً وشكلوا ما يصل إلى 35% من إجمالي خسائر الاحتيال المُبلغ عنها.

ويرتفع حجم الخسائر المشفرة وفقاً للفئة العمرية، إذ وصل حجم الخسائر المشفرة المبلغ عنها للفرد في المتوسط إلى نحو 11,708 دولارات بين من بلغوا السبعينات من عمرهم، مقارنة بـ1,000 دولار فقط لدى من يبلغون 18 و19 عاماً.

وقد رصد مقالٌ نشره موقع نصائح المستهلك، التابع للجنة التجارة الفيدرالية، تفاصيل عددٍ من الوسائل التي يمكن اتباعها لتجنب عمليات احتيال العملات المشفرة:

  • المحتالون فقط هم من يطلبون الدفع بالعملات المشفرة. ولن تُطالبك أي شركةٍ شرعية بإرسال العملات المشفرة مقدماً، سواء لشراء شيءٍ ما أو لحماية أموالك. هذه عملية احتيالٍ واضحة.
  • المحتالون فقط هم من يضمنون الأرباح أو العائدات الضخمة. لا تثق فيمن يعدك بكسب المال بسرعةٍ وسهولة في عالم العملات المشفرة.
  • لا تجمع أبداً بين المواعدة عبر الإنترنت ونصائح الاستثمار. وإذا التقيت شخصاً على موقع أو تطبيق مواعدة وحاول تعليمك كيفية الاستثمار في العملات المشفرة، أو طلب منك إرسال عملات مشفرة إليه، فهذه عملية احتيال.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.