ستنتقل شبكة الإيثريوم Ethereum أخيراً إلى العمل بآلية إثبات الحصة خلال العام الجاري، وهدفها هو “علاج بعض المشكلات المرتبطة برسوم الغاز في نهاية المطاف”، حسب ما نقله موقع CryptoSlate البريطاني.

ولا شك أن حلول الطبقة الثانية كانت إحدى الطرق الرئيسية لتقليل رسوم الغاز؛ إذ تعالج سلاسل مثل بوليغون Polygon أكثر من 3 ملايين معاملة يومياً، وتضم مئات الملايين من عناوين المحافظ.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيظل استخدام شبكات الطبقة الثانية مثل أوبتيميزم Optimism، وبوبا Boba، وأربيتروم وان Arbitrum One، وبوليغون أمراً عملياً بعد الدمج؟ وقد تحدثنا إلى مختلفي مؤسسي خدمات الجيل الثالث للويب من أجل التعرف إلى وجهات نظرهم حول الحدث الأبرز في تاريخ العملات المشفرة.

حلول الطبقة الثانية

تعمل شبكات الطبقة الثانية على شبكة الإيثريوم، التي تُعرف بالطبقة الأولى. وتوجد أنواعٌ مختلفة من بروتوكولات الطبقة الثانية. وتقوم شبكات الطبقة الثانية بمعالجة المعاملات بشكلٍ مستقل، من أجل إنهاء عددٍ أكبر من المعاملات في كل ثانية وبرسوم غازٍ أقل، ويجري بعدها تسجيل المعاملات على بلوكتشين الإيثريوم في وقتٍ لاحق.

وإذا نجح انتقال شبكة الإيثريوم للعمل بإثبات الحصة في تحقيق الهدف المرجو منه، والمتمثل في حل مشكلة رسوم الغاز وحجم المعاملات، فسوف تقل الحاجة إلى شبكات الطبقة الثانية. علاوةً على أن الانتقال إلى العمل بآلية إثبات الحصة يفتح الباب أمام تحسين آلية حماية الشبكة.

وجادل مؤسس الإيثريوم، فيتاليك بوتيرين، بأن آلية إثبات الحصة توفر “كفاءةً أكبر، وقدرةً أفضل على التعامل مع الهجمات والتعافي منها”.

حلول التوسع في مرحلة ما بعد الدمج

قد تصب زيادة كفاءة الإيثريوم في صالح شبكات الطبقة الثانية. إذ قال ألان شيو، الرئيس التنفيذي ومؤسس شبكة بوبا التي تعتبر من حلول توسع التجميعات المتفائلة Optimistic Rollup للطبقة الثانية: “زيادة كفاءة طبقة الإيثريوم الأولى ستزيد ببساطة من كفاءة شبكات الطبقة الثانية بالقدر نفسه، مع الاحتفاظ بمزاياها الإضافية الحالية”.

في ما أوضح هارولد هيات، مدير منتجات المنظمات المستقلة اللامركزية والتمويل اللامركزي في منصة تراست توكن Trusttoken: “تتوسع حلول توسع الطبقة الثانية (القائمة على الإيثريوم) بالتزامن مع توسع الإيثريوم. وسوف تتوسع شبكات الطبقة الثانية في حال توسعت شبكة الإيثريوم مستقبلاً (التشظي). وإذا كانت شبكة أوبتيميزم أسرع من الإيثريوم بـ10 أضعاف، فإنّ مضاعفة سرعة الإيثريوم 10 أضعاف بعد التشظي ستجعل أوبتيميزم أسرع بـ100 ضعف”.

التبني الجمعي للإيثريوم

يقول أحمد البلاغي، الشريك المؤسس في بيكونومي Biconomy التي تعتبر من البروتوكولات متعددة السلاسل: “سنحتاج إلى أكبر عددٍ ممكن من حلول التوسع حتى بعد الدمج، إذا كنا نرغب في تحقيق التبني الجمعي بحق”. وما يزال الطريق طويلاً أمام تحقيق التبني الجمعي برغم الشعبية المتزايدة للعملات المشفرة منذ عام 2020، إذ لا يمتلك سوى 4% فقط من السكان عملات مشفرة في عام 2022.

لكن زيادة التبني ستزيد الطلب على شبكات مثل الإيثريوم بشكلٍ تصاعدي؛ حيث قال بوبستر، أحد المساهمين في بروتوكول زراعة العائد بالتمويل اللامركزي هارفيست فينانس Harvest Finance: “سنشهد شبكة الإيثريوم وهي تتحول إلى طبقة تسوية معاملات عالمية، في ما ستجري غالبية المعاملات الأصغر على مختلف شبكات الطبقة الثانية والسلاسل المتوافقة مع آلة الإيثريوم الافتراضية”.

ويبدو بالتالي وجود قناعةٍ داخل الصناعة بأن حلول الطبقة الثانية للإيثريوم ستلعب دوراً بارزاً في مستقبل الشبكة؛ إذ يشعر برايان فو بتفاؤلٍ شديد إزاء مستقبل شبكات الطبقة الثانية، وهو الشريك المؤسس في بروتوكول أسواق المال زد كيه ليند zkLend.

حيث قال: “بلغت أنظمة الطبقة الثانية كتلتها الحرجة من حيث دعم حجم المعاملات والنشاط، مما سيؤدي لتأثيرٍ متفجر على الشبكة… وبدأ المستخدمون بالفعل في التحول إلى شبكات التجميع كما يتجلى من نمو إجمالي القيمة المؤمنة على الطبقة الثانية، بحسب بيانات منصة L2BEAT”.

علاوةً على أن فو يتوقع “ظهور حل خارق من الطبقة الثانية… مدعوماً بخصائص وإمكانات التوسع الكُسيري… وستفتح شبكات الطبقة الثالثة الباب أمام التوسع المفرط والتجسير”.

زيادة استخدام التطبيقات اللامركزية

يؤمن باف، أحد المساهمين في منصة آيرون بانك Iron Bank الرائدة على الإيثريوم، بأن الدمج المتزامن مع زيادة فرص التوسع “سيقربنا من سلاسل التشظي أكثر. ومن المتوقع أن يؤدي تفعيل التشظي إلى تحسين قابلية توسع وسعة الإيثريوم، مما سيسفر عن خفض التكاليف وزيادة سهولة الوصول إلى التطبيقات اللامركزية”.

وسيرتبط استخدام التطبيقات اللامركزية ارتباطاً مباشراً بزيادة المشاركة على الشبكة؛ حيث تسمح الشبكة اللامركزية، القابلة للتوسع وسريعة المعاملات، للأفراد بالتحكم في أصولهم وهوياتهم وأموالهم بمنأى عن السيطرة المركزية.

بينما جادل تيبو بيريار، رئيس الاستراتيجية في بيفروست Bifrost، بأن الأمر لا يتعلق بآلية إثبات الحصة؛ إذ يرى أن “حلول الطبقة الثانية هي التي ستصبح المحفز الحقيقي لتحقيق إمكانات الإيثريوم المستقبلية وتطبيق رؤية التمويل اللامركزي بحق”.

وتعتبر آلية إثبات الحصة صديقةً للبيئة أكثر، رغم وجود العديد من الحجج المضادة لهذه الفكرة. لكن المثير للاهتمام هو اقتراح كريس، الشريك المؤسس في شبكة إيدن Eden، بأن شبكة الإيثريوم لم تغلق صفحة إثبات العمل بعد.

حيث قال كريس: “تحتاج حوسبة الإثباتات المطلوبة لتجميعات الإثبات بلا كشف (وغيرها من تطبيقات زد كيه) إلى تكلفة غير مباشرة حوسبية ضخمة -فما الذي سيحدث لجميع معدات التعدين حين يحدث الدمج؟ هل ستُترك لتُراكم الأتربة؟ أم هل ستظهر سوق يقوم من خلالها المعدنون بإعادة استخدام وحدات معالجة الرسوميات في حماية الشبكات الجديدة؟”.

وسيجادل أنصار إثبات العمل بأن شبكات الطبقة الثانية ستفقد غرضها بعد الدمج، وأن شبكة الإيثريوم نفسها ستنهار. في ما يؤمن آخرون من أمثال تايلر بيركينز، رئيس التسويق في زد كيه سينك zkSync، بأن الدمج لن يؤثر على شبكات الطبقة الثانية.

إذ قال لموقع CryptoSlate البريطاني إن الدمج “لن يكون له تأثير. لكن التشظي الذي سيحدث بعد الدمج هو أكثر ما سيؤثر على شبكات الطبقة الثانية، لأنه سيزيد من مساحة تخزين البيانات المتاحة للتجميعات، مما سيزيد إنتاجيتها بشكلٍ دراماتيكي”.

وقد وجدنا دعماً كبيراً على ما يبدو لمستقبل شبكات الطبقة الثانية بين غالبية الأشخاص الذين تحدثنا إليهم. وسنعرف من منهم كان محقاً حين يحدث الدمج أخيراً في الصيف الجاري.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.