قبل أن أتطرق لهذا الموضوع، أود مشاركتكم مقتطفاً من نشرة 11 مايو/أيار لتوضيح السياق أكثر:

وإليكم التحديث التالي للرسم البياني، مع أخذ ما سبق بعين الاعتبار:

ارتد مؤشر العقود الآجلة الدائمة للعملات البديلة عن مستوى الدعم البرتقالي الأول، مما أفسح المجال أمام انتعاشةٍ قوية تتجه صوب المنطقة الزرقاء.

ويبدو أن هذا المقتطف من النشرة الصادرة قبل أسبوعين قد برهن على صحته حتى الآن.

فهل نشهد حالياً ارتفاع العملات البديلة إلى المنطقة الزرقاء بغرض تحويلها إلى مقاومةٍ جديدة؟

ليس الإغلاق الشهري بعيداً للغاية في هذه المرحلة، وسيمثل تأكيداً مهماً في تحديد الاتجاه المقبل للعملات البديلة.

وقد يمثل الإغلاق الشهري أسفل المنطقة الزرقاء مشكلةً للعملات البديلة، ولكن فقط في حال أعقب المؤشر ذلك بتأكيد تحوّل المنطقة الزرقاء إلى مقاومةٍ جديدة وارتد إلى المستويات الأدنى بعد ملامستها.

من ناحيةٍ أخرى، سنجد أن الإغلاق الشهري أعلى المنطقة الزرقاء مرةً أخرى سيكون مؤشراً صعودياً للغاية على الأرجح. وقد يجري في هذه الحالة استرداد المنطقة الزرقاء كدعمٍ، قبل أن يتحدى المؤشر منطقة المقاومة الحمراء لاحقاً. ولا شك أن العملات البديلة ستشهد بعض الصعود في هذا السيناريو.

ما الذي يجب أن يفعله مؤشر العقود الآجلة الدائمة للعملات البديلة على المدى القريب لتأكيد الاتجاه الصعودي في الأسابيع المقبلة؟

يجب على المؤشر أن يتبع المسار الأسود ليقلب المنطقة الزرقاء الشهرية إلى دعم، قبل أن يقلب المستوى الأسبوعي الأخضر المتقطع إلى دعم، ليُتبع ذلك باختراقٍ لمنطقة المقاومة الحمراء أو ربما يتجاوزها.

ويُمكن القول إن هذا هو السيناريو الذي سيؤكد إبطال مسار السوق في فرضية ارتفاع الأسعار.

ولكن أكثر ما يُثير الاهتمام هنا أن علينا أيضاً مراقبة عملة الإيثريوم (ETH)

 من أجل قياس ما إذا كان مؤشر العقود الآجلة الدائمة للعملات البديلة سيؤكد في الواقع سيناريو الارتفاع الصعودي أو إبطال مسار السوق.

وإليكم السبب:

ارتدت عملة الإيثريوم عن مستوى 1.720 دولاراً (الأسود المتقطع)، كما فعلت تماماً في منتصف يوليو/تموز عام 2021.

لكن الفارق اليوم أن العملة لم تسترد دعم مستوى 2.269 دولاراً الأسود على غرار ما حدث في حالة منتصف يوليو/تموز عام 2021.

وبالتالي يُمكن القول إن الإغلاق الشهري لعملة الإيثريوم بالنسبة إلى مستوى 2.269 دولاراً سيكون أساسياً من أجل:

أ) تأكيد ما إذا كان ضعف مستوى 1.720 دولاراً قد بدأ يضعف.

ب) معرفة ما إذا كان مؤشر العقود الآجلة الدائمة للعملات البديلة سيغلق شهرياً أسفل المنطقة الزرقاء لتأكيد الارتفاع.

وسيؤدي الإغلاق الشهري للإيثريوم أسفل مستوى 2.269 دولاراً إلى إظهار أن مستوى 1.720 دولاراً لا يأتي بنفس رد الفعل الذي شهدناه في منتصف 2021، وأن مستوى 2.269 دولاراً قد يتحول إلى مقاومةٍ في الواقع عند الاختبار التالي.

وسأناقش في الجزء التالي من النشرة تفاصيل صليب الموت الذي تحدثت عنه على تويتر، حيث أشارك المزيد من اتجاهات الأسعار المذهلة والمتكررة تاريخياً، والتي ستساعدنا في النهاية على التركيز أكثر حول موقع استقرار “القاع متعدد الأجيال”.

ولنتعمق أكثر في التفاصيل…

قناة النمو اللوغاريتمي للبيتكوين وصليب الموت

فقدت عملة البيتكوين (BTC) قاع قناة النمو اللوغاريتمي للمرة الأولى منذ مارس/آذار 2020، وللمرة الثانية فقط في تاريخها.

هل أُبطِل مؤشر قناة النمو اللوغاريتمي للبيتكوين؟

أعتقد أن فقدان القناة بالكامل لا يعني إبطالها بالضرورة.

إذ يعني فقدان القناة في رأيي أن عملة البيتكوين قد دخلت منطقةً سعرية أثبتت تاريخياً أنها تحقق عائدات استثمار مرتفعة للمستثمرين على المدى الطويل.

ويُمكن القول بعبارةٍ أخرى إن فقدان قاع القناة يُعَدُّ مؤشراً رائعاً على تداول عملة البيتكوين بسعرٍ أقل من قيمتها، واقترابها من بلوغ قيعان الدورة والقاع متعدد الأجيال.

وقد أثبت لنا انهيار مارس/آذار عام 2020 هذا الأمر تحديداً:

إذ انهارت عملة البيتكوين في مارس/آذار عام 2020 في تصحيحٍ بنسبة -50% أسفل قاع القناة.

ولو تكرر الأمر، فقد تصل العملة إلى منطقة الـ17.000 دولار.

فما علاقة هذا باتجاهات صليب الموت التاريخية؟

تحتاج عملة البيتكوين لتجاوز صليب الموت في تصحيحٍ بنسبة -55% من أجل بلوغ منطقة الـ17.000 دولار:

وتُشير السوابق التاريخية إلى أن مستويات تصحيح ما قبل صليب الموت عادةً ما تتشابه مع مستويات تصحيح ما بعد صليب الموت، كما يتجلى في التغريدة التالية:

ونظراً لتصحيح عملة البيتكوين بنسبة -43% في هذه الحالة/الدورة قبل صليب الموت، فإن السوابق التاريخية تشير إلى أن العملة ستصحح بنسبة -43% بعد صليب الموت. مما يعني أن سعر البيتكوين قد يصل إلى 22 أو 23 ألف دولار.

وفي حال كرر التاريخ نفسه (بتصحيح قدره -50% مثل مارس/آذار عام 2020) ووصل السعر إلى مستوى 17.000 دولار حسب ما يوحي به انهيار قناة منحنى النمو؛ فسوف تحتاج عملة البيتكوين إلى الانخفاض بنسبة -55% بعد صليب الموت كما فعلت في عام 2019.

ولكن ما مدى احتمالية تصحيح عملة البيتكوين بنسبة -55% بعد صليب الموت ووصول سعرها إلى 17.000 دولار؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال، تجدر الإشارة أولاً إلى أن مستويات تصحيح ما قبل وبعد صليب الموت تكون متشابهة، لكن نسبتها قد تختلف قليلاً:

إذ تميل عادةً لأن تكون أكبر أو أصغر بنسبةٍ تتراوح بين -2% و-5% في النهاية.

وبالتالي فإن تصحيح البيتكوين بنسبة -43% قبل صليب الموت في يناير/كانون الثاني 2022 يعني أن تصحيح البيتكوين ما بعد صليب الموت سيتراوح بين -38% و-48%.

مما يعني بعبارةٍ أخرى أن سعر البيتكوين سيقع في منطقةٍ تتراوح بين 20.300 و24.300 دولار.

ولا شك أنه أمرٌ مثير للاهتمام لأن عمق مستويات تصحيح صليب الموت يبدو أنه يتقلص بمرور الوقت.

وإليكم قائمة بمستويات تصحيح ما بعد صليب الموت بمرور الوقت للتوضيح:

  • -70% (2013)
  • -65% (2017)
  • -55% (2019)
  • 36% حتى الآن (2022)

وبمقارنة هذه السنوات يتضح لنا أن تصحيح ما بعد صليب الموت قد تراجع بنسبة -5%، ثم -10%، ومن المحتمل الآن أن تصل النسبة إلى -15%.

وفي هذه الحالة فإن فارق -15% هذه المرة سيعني تصحيحاً بنسبة -40% بعد صليب الموت المسجل في يناير/كانون الثاني 2022، وهو رقمٌ قريبٌ بالطبع من نسبة تصحيح ما قبل صليب الموت التي تستقر عند -43%.

ويا لها من أمورٍ مذهلة، لأن تحليل مختلف اتجاهات الأسعار المتكررة تاريخياً ضمن سياق صليب موت البيتكوين يُشير إلى أن نسبة تصحيح ما بعد صليب الموت لعام 2022 ستتراوح بين -40% و-48%.

أي أننا نتحدث هنا عن منطقةٍ ما بين 20.300 و24.300 دولار، بناءً على هذا التحليل.

علاوةً على أن هذا التحليل يتوافق مع الرواية القائلة بأن “العملة لا يمكن أن تلامس أسعارها القياسية السابقة”، حيث إن صدق هذا التوقع سيعني عدم اختبار مستوى الـ20 ألف دولار كدعمٍ في هذه الدورة الهبوطية.

أفكارٌ ختامية

لنربط ما سبق بقناة منحنى النمو اللوغاريتمي للبيتكوين.

خسرت عملة البيتكوين القناة في مارس/آذار 2020 وانهارت في تصحيحٍ بنسبة -50%.

وإذا قررت العملة التصحيح بنسبة -50% كما فعلت في مارس/آذار 2020، فستعاود العملة زيارة منطقة.

لكن تحليل صليب الموت الذي تحدثنا عنه للتو يُشير إلى أن مستوى الـ17.000 دولار يعتبر مستبعداً للغاية.

ويُمكن القول إن أي مستوى أسفل الـ20.000 دولار يُعتبر مستبعداً بشدة، فضلاً عن أن منطقة 20.000 إلى 24.000 دولار قد تمثل قاع العملة خلال هذه الدورة في الواقع.

وسنجد تداخلاً أكبر في حال إضافة المتوسط المتحرك الأسبوعي لـ200 يوم (البرتقالي) إلى المعادلة:

ويُعتبر هذا التداخل مهماً للغاية؛ لأن المتوسط المتحرك الأسبوعي لـ200 يوم عادةً ما يمثل منطقةً حقّقت عائدات استثمار ضخمة للمستثمرين على المدى الطويل:

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.