تحدثت عائشة راسكو، من شبكة NPR الأمريكية، إلى مراسل صحيفة Washington Post الأمريكية توري نيوماير، حول تبرعات أنصار العملات المشفرة للمرشحين في الانتخابات النصفية.

إذ استهلت عائشة حديثها قائلةً إن العملات المشفرة آخذةٌ في الانتشار أكثر فأكثر؛ حيث كشف مسحٌ أجرته شركة الأبحاث التجارية Morning Consult أن 20% من البالغين الأمريكيين يمتلكون عملات مشفرة. وقد جاء هذا النمو تحديداً مصحوباً بنوعٍ آخر من النمو؛ ارتفاع في تبرعات المسؤولين التنفيذيين ومستثمري العملات المشفرة إلى المرشحين السياسيين الأكثر صداقةً للصناعة الجديدة. 

وقد ألقى توري نيوماير نظرةً مقربة على هذه التبرعات من أجل الانتخابات النصفية الحالية لصالح الصحيفة الأمريكية.

وأوضحت عائشة أنها ليست صيحةً جديدةً بالضرورة؛ حيث سبق أن تبرع أشخاصٌ لهم صلاتٌ بالعملات المشفرة لصالح مرشحين في الماضي. ولكنها تساءلت عن المختلف في العام الجاري والانتخابات النصفية المقبلة.

ويعتقد نيوماير أن المختلف هذه المرة هو حجم المبالغ الممنوحة، وفكرة كونها منظمة، أي أن الصناعة نمت فعلياً بوتيرةٍ شديدة السرعة على مدار الأعوام القليلة الماضية؛ مما يعني أنه في خلال المرحلة نفسها من آخر دورات الانتخابات؛ كان حجم الصناعة يُساوي ثُمن حجمها الآن. 

ويمكن القول إن الصناعة تُخطط للإنفاق ببذخ في الانتخابات النصفية؛ حيث ينظمون لجان عمل سياسي متميزة، وحملات جمع تبرعات لأعضاء بارزين في الكونغرس، فضلاً عن العثور على مرشحين جدد بارزين لدعمهم منذ البداية. وستنفق الصناعة إجمالاً عشرات الملايين من الدولارات للإعلان عن نفسها ليس كقوةٍ اقتصادية فحسب، بل وسياسية أيضاً.

وعادت عائشة لتتساءل عن هوية المرشحين المؤيدين للعملات المشفرة الذين تستهدفهم لجان العمل السياسي المذكورة.

فأجابها نيوماير قائلاً إن هناك العديد من المرشحين من مختلف أرجاء الطيف الأيديولوجي؛ إذ يوجد مرشحٌ يميني لمجلس الشيوخ يدعى بليك ماسترز. 

ويرجع السبب إلى الروح التحررية للبيتكوين (BTC) التي تميل لجذب اليمينيين وتلقى إعجابهم. كما يوجد مرشحون من اليسار التقدمي أيضاً، مثل آريكا رودس، التي تقول إن التقنية يمكن وصفها بالتقدمية؛ لأنها تُقوّض شكل التقنية والمالية التقليدي وتمنح المستهلكين وصولاً أسرع وأرخص لهذه الخدمات. 

وتنتهج الصناعة أسلوباً شديد الانتهازية لخشيتها من تحوُّل الأمر لقضيةٍ حزبية، ولهذا يوزعون أموالهم على جانبي الطيف السياسي.

وحين تساءلت عائشة عن وجود مشرعين مناهضين لصناعة التشفير أو ينتقدونها، أجاب نيوماير قائلاً إننا نشهد ديناميةً مثيرةً للاهتمام داخل كابيتول هيل في هذا الصدد؛ حيث يتقبلها الجمهوريون بشكلٍ عام للغاية، وهم متحمسون للعملات المشفرة، لكن الديمقراطيين كانوا أكثر انقساماً. 

وربما سمعنا من التقدميين البارزين، مثل إليزابيث وارن وشيرود براون، قولهم إن الصناعة بأكملها هي بيتٌ من ورق قائم على الضجة الإعلامية لإثراء الأشخاص الأثرياء بالفعل فقط. وفي الوقت ذاته تلتهم عمليات تعدين البيتكوين، التي ما تزال أشهر عملةٍ مشفرة في العالم، كميات هائلة من الكهرباء وتسهم في تغير المناخ. 

ويمكن القول إن الشيء الوحيد الذي حققته التقنية فعلياً حتى تاريخه هو تسهيل الأنشطة المالية غير المشروعة. ولهذا لا يرى البعض فيها أي قيمة مستردة، وقرروا اتخاذ موقفٍ شديد الانتقاد والعدائية تجاه الصناعة بالكامل.

واختتمت عائشة تساؤلاتها قائلةً إن الناس عادةً ما ينتبهون لقيام الصناعات بمنح الأموال؛ لأنهم يدركون أن الشركات لن تفعل ذلك بدافع طيبة القلب فقط. ثم سألته عما تحاول ترك الشركات تحقيقه بدعم أولئك المرشحين.

فأجاب نيوماير قائلاً إنهم يدركون بالطبع أن نجاح من يدعمونهم في الوصول إلى واشنطن سيساعدهم على كتابة قوانين الصناعة. ويا لها من لحظةٍ تاريخية لهذه الصناعة التي خرجت من اللاشيء فعلياً لتصبح قوةً كبيرة في السوق! ولهذا فإن الصناعة مهتمةٌ للغاية بالوجود على المائدة أثناء كتابة تلك القوانين؛ حتى تضمن صياغتها بطريقةٍ تصب في صالحها.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.