جميعنا يعرف اليوم أكثر استخدامٍ شائع لتقنية البلوكتشين: العملات المشفرة.
ولا شك أن الأمر لا يقتصر على العملات بالطبع؛ إذ شهدنا في عام 2022 استحواذ التوكنات غير القابلة للاستبدال NFT على مُخيلة الجمهور. وباستثناء هذه التوكنات، يُمكن القول إن تقنية البلوكتشين لم تتحول إلى شيء يستخدمه غالبية الناس.
وفي الواقع، سنجد أن غالبية الأخبار التي تصلنا من هذا المجال تبدو إما دعائية أو لا طائل من ورائها. ومن وجهة النظر الخارجية؛ يبدو وكأن الشركات تتجه إلى تخزين بياناتها على البلوكتشين لمجرد أنها قادرةٌ على فعل ذلك؛ مما أدى إلى ظهور منتجات مثل السلمون وتركيبات حبيب الأطفال المسجلة على البلوكتشين.
ومن الواضح أن الدعاية، ورغبة الشركات في احتلال أكبر عدد من عناوين الأخبار، قد زادت صعوبة فصل الواقع عن الخيال والمفيد عن عديم الجدوى.
ولمزيدٍ من التوضيح حول هذا الموضوع، تواصلنا مع عددٍ من خبراء المجال في محاولةٍ للعثور على بعض الاستخدامات الصادمة لتقنية البلوكتشين، والتي يمكنها تغيير حياتنا. وضمت قائمة الخبراء باتريك لاير، مدير النمو في PVH.
إنتاج الأزياء
وحين سأل موقع The Next Web الهولندي باتريك لاير عن الاستخدامات الصادمة المحتملة للبلوكتشين من وجهة نظره؛ سارع للإجابة بالحديث عن الأزياء.
إذ يُؤمن بأن استخدامات البلوكتشين “في إنتاج الملابس” وإعادة بيعها لاحقاً يُمكن أن تُعيد تشكيل وجه الصناعة بالكامل.
حيث سيؤثر ذلك على كل شيء. بدايةً من ضمان “توريد المواد” وإتمام الإنتاج “بطريقةٍ أخلاقية ومُستدامة”، وصولاً إلى ضمان أصالة الملابس مع دخولها في “دورة حياتها الثانية”؛ أي سوق إعادة البيع.
وربما يؤمن لاير بأن هذه الوظيفة سوف تُنفذ بشكلٍ مثالي مع علامات الملابس الواقعة على الطرف الأدنى من السوق، لكن القيمة الحقيقية للبلوكتشين في عالم الأزياء ستظهر على جانب العلامات الفاخرة.
حيث قال: “ستُحوّل هذه الخطوة الملابس الموجودة في دولابك من مطلوبات إلى أصول”.
ويمكن لتقنية البلوكتشين أن تضمن معرفتك بمورد الملابس التي تشتريها، وبأنها مصنوعةٌ بطريقةٍ مستدامة، مع إمكانية التحقق منها؛ مما سيسهل إعادة بيعها في المستقبل.
ونرى من المثال المذكور أعلاه كيف ستؤثر تقنية البلوكتشين على المنتجات المادية؛ إذ ستسمح لنا ببساطة أن نمتلك وعياً أكبر بأصل منتجاتنا، علاوةً على جعلها قابلةً للتحقق أكثر.
هوية رقمية
ولكن ماذا عن استخدامات تقنية البلوكتشين الأخرى المثيرة للاهتمام؟ يرى فابيان فوغلستيلر، مؤسس ورئيس مهندسي شركة LUKSO المتخصصة في بنية البلوكتشين التحتية، أن تلك الاستخدامات الأخرى يمكنها تغيير الكيفية التي نتفاعل بها عبر الإنترنت.
حيث أوضح: “نفتقر حالياً إلى امتلاك هويةٍ رقمية جذرية في الجيل الثاني للويب، نظراً لأن تواجدنا على الإنترنت مشتتٌ بين مختلف منصات الشبكات الاجتماعية، التي تفتقر بدورها إلى التشغيل المتوافق مع تطبيقات الإنترنت الأخرى”.
ونحتاج بشكلٍ فعلي إلى تسجيل حساب، ثم تسجيل الدخول إلى كل منصة بشكلٍ منفرد.
علاوةً على أن ما يقف بين الجيل الثالث للويب وبين التبني واسع النطاق هو “طبقة الهوية”؛ إذ أوضح فوغلستيلر على سبيل المثال أن “مشكلة محافظ البلوكتشين الرقمية الحالية تكمن في صعوبة إدارتها، وسهولة خسارتها، وعجزها عن توفير البيانات المرجعية” للأسماء، والأوصاف، والصور.. إلخ.
ولهذا تعتمد الفكرة على إنشاء “ملفٍ شخصي عالمي”، ليعمل كـ”أداة تعريف فريدة واحدة في جميع أنحاء العالم الرقمي”.
وبعبارةٍ أبسط، سيصبح بإمكاننا امتلاك هويةٍ واحدة على الإنترنت لنستخدم جميع المنصات بكل سلالة.
وقال فوغلستيلر: “ستكون الحسابات القابلة للتحديد على البلوكتشين ضروريةً من أجل فتح آفاق الإنترنت الجديد، حيث ستنتقل السلطة من المنصات إلى المستخدمين أنفسهم”. وبهذا فإن لديها القدرة على إعادة الناس إلى مقعد سائق الإنترنت.
وهذان مجرد مثالين بالطبع على الكيفية التي يمكن لتقنية البلوكتشين أن تغير بها حياتنا، ولكن نجاح هذه التقنية في أي من هذين المجالين سيعني تغيير طريقة تفاعلنا على الإنترنت بالكامل.
وليس في وسعنا الآن إلا الانتظار لنعرف ما إذا كان هذا هو ما يحمله لنا المستقبل، أم أن تقنية البلوكتشين ستفاجئنا بشيء مختلفٍ كلياً.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.