بدأت منصة التواصل الاجتماعي “مايندز Minds” اللامركزية بالتحرك نحو إرساء بلوكتشين الإيثريوم ضمن خصائصها الأساسية. وبعد إطلاقها سنة 2015، تمكنت مايندز.كوم من النمو والتوسع بسرعةٍ ليصل عدد الحسابات المسجلة إلى مليون حسابٍ، وأكثر من 73 مليون مشاهدةٍ على الصفحة.
أما الآن، يسعى هذا المشروع إلى توسيع نطاق اللامركزية من خلال إطلاق شبكة “مايندز كريبتو” الاجتماعية. وسيساهم هذا التطور على مستوى نظام المنصة، في جعل التطبيق اللامركزي يعمل بالكامل على بلوكتشين الإيثريوم على مختلف الأجهزة المحمولة، بالإضافة إلى احتوائها على ورقةٍ بيضاء ترسم فيها توجهها وتفاصيل الخطوة التالية للمشروع، وفق ما ذكرت Bitcoin Magazine.
وقال مؤسس شركة “مايندز”، بيل أوتمان، في تصريحٍ أدلى به لمجلة البيتكوين: “هذا أهم تحديث قمنا به على الإطلاق”. وأضاف: “لقد عملنا على تعزيز وتحسين تجربة المستخدم على الويب، بالإضافة إلى إعادة صياغة جميع تطبيقات الجوّال في برنامج “رياكت نايتف”، ليتمكن المستخدمون من الحصول على أداءٍ عالٍ، وغيرها من التحسينات”.
ومن بين أهم هذه التغيرات التأسيسية انتقال مايندز إلى الاعتماد على عملات مايندز الرقمية في نظام المكافآت الخاص بها. وبعد استبدال نظام النقاط الذي تستخدمه المنصة في الوقت الحالي، ستتيح عملات مايندز الرقمية للمستخدمين تحويل المحتوى إلى نقدٍ، من خلال نظام المكافآت القائم على الحوافز.
مكافآت يومية
كما يمكن للمستخدمين اعتماد العملات الرقمية الخاصة بمايندز للاشتراك في صفحات صانعي المحتوى على المنصة، أو منحهم النقود، كما سيتلقى المشاركون في المنصة جزءًا من مجموعة المكافآت اليومية التي تقدمها مايندز حسب شعبية منشوراتهم. أما في الوقت الحالي، سيتم تجربة نموذج العملة على تيستنت إيثريوم أولاً حتى يتأكد الفريق من قدرته الوظيفية وموثوقيته.
بالإضافة إلى ذلك، ستقدم مايندز.كوم محفظة مدمجةً لهذه العملات الرقمية حتى يتمكن المستخدمون من إدارة إيراداتهم بحرية، والاشتراك في المحتوى الخاص بالمستخدمين الآخرين، والتعامل فيما بينهم على المنصة. ومن بين الميزات الأخرى، اعتماد الشبكة على الرسائل المشفرة والحسابات السرية ونموذج إعلانات غير قابلٍ للتتبع.
تلعب هذه الخصائص دورًا محوريًا في رؤية أوتمان لمنصة تواصل اجتماعي يديرها المستخدمون بطريقة ديمقراطية بالكامل، إلا أن المشروع لا يزال في البداية. وبالنسبة إلى أوتمان، أخذت نتائج هذه الفكرة حيزاً منذ سنة 2011، ومن المتوقع أن تُحدث تغييراً جذريًا في مفهوم المركزية الحالي لوسائل الإعلام الاجتماعية العالمية.
“لطالما علمت بأن شبكة التواصل الاجتماعية مفتوحة المصدر ستبرز حتماً وتصبح قادرةً على منافسة شبكات التواصل الاجتماعي الكبرى، إذ أن شبكات التواصل الموجودة حاليًا لم تتمكن من تحفيز المستخدمين، ومنحهم المكافآت، بالإضافة إلى عدم توفيرها فرصةً للإيرادات. في المقابل، عادة ما تقوم هذه الشبكات بتقييد الأشخاص، والتجسس عليهم! لذا أصبح من الواضح أننا تمكنا من تغطية المتطلبات الخاصة بالسوق الذي نشغله”.
بالنسبة إلى بعض العاملين في قطاع العملات الرقمية، أصبحت متطلبات السوق واضحةً بشكلٍ أكبر على ضوء الحظر الشامل الذي فرضته شركة غوغل وفيسبوك و تويتر على الإعلانات المرتبطة بالعملات الرقمية. كما كان لهذه القيود أثر خاص على أوتمان، الذي قوبلت فكرته بالرفض من قبل غوغل، بعد حظر إعلانات مايندز.كوم من جميع منصات ألفابت.
واستضاف مذيع قناة “فوكس نيوز”، تاكر كارلسون، بيل أوتمان في برنامجه لمشاركة تجربته والتعليق على ما يراه نوعًا من الرقابة. وخلال هذا اللقاء التلفزيوني، عبر أوتمان عن أمله في مستقبل تكون فيه منصات التواصل الاجتماعي لا مركزية بالكامل، حينها يمكنها التحرر من السيطرة الكلية التي تفرضها الشركات المختصة في مجال التكنولوجيا عبر الإنترنت مثل غوغل وفيسبوك.
ما الهدف من المنصة؟
وأورد بيل أوتمان في حديثه: “أنا مثاليٌ للغاية لأنني أعتقد أنه يمكن لشبكات التواصل أن تصبح لا مركزيةً. وهناك منافع عديدةٌ أيضًا للشبكات المركزية، لأنها ستدعم بعض الوظائف إلى جانب البلوكتشين”.
كما أضاف بيل أوتمان: “إن شركة “مايندز” تعتمد منهجًا “هجينًا” يسمح للمستخدمين باختيار ما إذا كانوا يريدون الانضمام لمنصة “مايندز” المختصة في اقتصاد العملات الرقمية أم لا.
ويتمثل الهدف من هذه المنصة في توفير خياراتٍ للمستخدمين. فحين تقوم بمشاركة منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، هل فكرت كيف تريد أن يُنشر؟ وهل فكرت في نشره على منصة البلوكتشين؟ أم تريد استخدام “تورنت”؟ أو إن كنت تريد نشره على خادم “مايندز”، أم خادمك الخاص حتى تتمكن من حذفه؟ وبذلك، ستكون لك أهدافٌ مختلفةٌ اعتمادًا على نوع المشاركة التي تحبذها”.
ومن المؤكد أن المعاملات التي تحدث داخل الشبكة وخارجها ستخفف من العبء الذي تواجهه البلوكتشين، لذلك تسعى منصة “مايندز” إلى اعتماد عملة الإيثريوم التي تلقى مؤخرًا نجاحًا وإقبالًا كبيرًا. ومع ذلك، تثير قابلية توسع عملة الإيثريوم العديد من التساؤلات حول منشوراتها المدعومة من قبل البلوكتشين. وقد اعترف أوتمان بأن التكنولوجيات لا تتمتع بالكفاءة اللازمة، في الوقت الحالي، لدعم شبكة اجتماعية لامركزية بالكامل. كما وخلال اللقاء التلفزي، أكد أوتمان: “نحن نتخذ منهج “خطوةٍ بخطوة” لضمان التقدم، وهذا ما نسعى إليه”.
المنافسة قادمة
ومع التقدم المتزايد والتدريجي للمنصات، بات أوتمان واثقًا من أن منصاتٍ مثل “مايندز” ستتطور بما فيه الكفاية لمنافسة عمالقة الصناعات التكنولوجية. وسيحدث ذلك بمجرد أن يُمنح الأفراد الخيار لاستعادة السيطرة (واكتساب القوة) على محتوى منشوراتهم. إنها مجرد مسألة وقت قبل أن يقوم المستخدمون بتغيير المنصة، آنذاك لن يبقى أمام المنصة سوى أن تلتحق بالمنصات الكبرى من حيث الأداء الوظيفي. وعندما يكون الأمر متعلقًا بالاختيار بين منصةٍ تتسم بالشفافية، وتوفر حمايةً كافيةً، أو تلك القائمة على المكافأة، فإن ذلك لا يحتاج إلى وقت كثيرٍ للتفكير”.
ومع ذلك، تحتاج هذه المنصة إلى عددٍ كبيرٍ من المستخدمين، الذين يتشاركون نفس الرؤية التي تتبعها منصة “مايندز”، والتي تسعى إلى تحرير المشهد الإعلامي. لذلك، وجب عليهم القيام بدورهم الذي يتمثل في تأمين مستقبل هذه المنصة.
حيال هذا الشأن، قال أوتمان: “من المهم أن تقوموا بالتسجيل في المنصة لإظهار دعمكم؛ ليس فقط لمنصة مايندز وإنما لجميع المشاريع المختلفة التي تظهر الآن، لأن هذه المشاريع هي التي تدعم الحركة. وعندما تكون نشطًا على هذه التطبيقات فإنك حينها تعطيها القوة، وهذه هي الطريقة التي تنمو وتزدهر بها مواقع التواصل الاجتماعي. كما أنها نفس الطريقة التي تكسب بها الأرباح، وتخول لها أن تكون من أكبر الشركات. لذلك، تعتبر حركة “حذف حسابات الفيسبوك” مهمةً للغاية.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.