لم يعد من الممكن تجاهل العلاقة التي تربط بين القطاع المالي والعملات الرقمية، حيث بدأت الحدود بين كلا الصناعتين تتلاشى تدريجيا.
وبات ذلك واضحا وجليا من خلال هجرة المواهب من القطاع المالي إلى عالم العملات الرقمية، حيث وظّفت العديد من شركات العملات الرقمية عناصر جديدة في الأشهر القليلة الماضية.
الخبراء يهجرون القطاع المالي
ووفق نيوز بيتكوين، فمن المحتمل أن تساهم عملة البيتكوين في عرقلة القطاع المالي، وذلك من خلال جعل التقنيات التي يوفرها مزودو الخدمات المالية، قديمة.
وفي الوقت الحالي، يتدفق خبراء من القطاع المالي إلى الشركات التي تعمل في مجال العملات الرقمية. ولا يمكن اعتبار هذه الظاهرة بمثابة هجرة شاملة، إلا أنها أضحت من التوجهات الملفتة للانتباه.
كتب أحد رجال الأعمال في مجال العملات الرقمية على حسابه على تويتر تغريدة في 24 مارس/ آذار سنة 2018، أفاد فيها أن شيري كايزرمان، وهي أول شخص في وول ستريت يكتب تقريرا عن عملة البيتكوين خلال سنة 2013، قد غادرت شركة الأوراق المالية وسارعت إلى تأسيس صندوق استثمارات في العملات الرقمية. وأضاف المصدر ذاته أن “مجال العملات الرقمية يسرق أفضل مواهب السيليكون فالي وبورصة وول ستريت، ما سيكون له تأثير إيجابي خلال العقد القادم”.
وليس من الصعب الحصول على فرصة عمل في عالم العملات الرقمية. فمع نمو هذه الصناعة، تواصل الشركات توظيف العديد من الخبراء بشكل منتظم. كما أدى فرض المزيد من القواعد التنظيمية على هذا القطاع في جميع أنحاء العالم، إلى ارتفاع الطلب على “اختصاصات” معينة من الموظفين الذي لهم علاقة بالمجال المالي. كما أن أي خبرة قادمة من القطاع المالي ستكون مفيدة في هذا المجال.
وأصبح من الواضح أن الطلب بات متزايدًا على هذه الخبرات، حتى أن الشركات الكبرى تبحث، في الوقت الراهن، عن موظفين يمكنهم المساعدة في المحاسبة، وربط علاقات مع المستثمرين، والخدمات المصرفية الاستثمارية. ومع استمرار نمو هذه الشركات، من المؤكد أنها ستصبح بحاجة أكبر إلى تشكيل فرق قوية من الخبراء.
كوين بايز وبلوك تاور
في أوائل الشهر الجاري، أعلنت منصة كوين بايز لتداول العملات الرقمية عن توظيف إريك سكرو. ومن المحتمل أن بعض الناس يعرفونه كموظف في بورصة نيويورك، لكن من المؤكد أن توظيف هذا الخبير سيضفي المزيد من المصداقية والشرعية على منصة كوين بايز. بالإضافة إلى ذلك، سيساهم توظيف الخبرات؛ على غرار إريك سكرو، في استقرار ونمو صناعة العملات الرقمية. وتعد عملية التوظيف الأخيرة التي قامت بها كوين بايز مثيرة للاهتمام، نظرا لأنها تبين التوجه المستقبلي للمنصة.
ومنذ فترة قصيرة، شهدت شركة بلوك تاور للاستثمار في العملات الرقمية نجاحا مماثلا. فقد استقطب صندوق التحوط للعملات الرقمية هذا اهتمامًا كبيرًا من قبل القطاع المالي. وقد يبدو ذلك أمرًا غريبًا، غير أن ما يحدث يعد نتاج التطور الطبيعي الذي عرفته هذه الصناعة. ففي الوقت الحالي، أصبحت العملات الرقمية أمرًا واقعًا في عالمنا. ومما لا شك فيه أنها قد استغرقت بعض الوقت لتفرض وجودها، ولكنها في النهاية تمكنت من أن تحتل مكاناً في هذا العالم.
وعلى عكس ما قد يظنه البعض، يمكن أن يتعايش القطاع المالي والعملات الرقمية معا بشكل سلمي في هذا العالم، حيث لم يعد بإمكان أحدهما العمل دون الآخر، فضلا عن أننا لا زلنا بحاجة إلى القطاع المالي للدخول إلى عالم العملات الرقمية. كما تقدم العملات الرقمية بعض الحلول والتقنيات التي لن يستطيع الأشخاص إيجادها في أي مكان آخر. وهذا ما سيساهم في توطيد العلاقة بين هذا المجالين على مرّ السنين.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.