قامت عمالقة التكنولوجيا فيسبوك وغوغل وتويتر بحظر الإعلانات الإشهارية المتعلقة بالعملات الرقمية. ومن هذا المنطلق، يمكن لسائل أن يسأل: هل يمكن أن يوفر هذا الحظر فرصةً للعملات القانونية، والعروض الأولية للعملة، وشركات البلوكتشين، للتخلي عن المنافسة غير الشرعية التي يخوضونها؟
إعلان مجاني لجميع عروض العملات الأولية
قبل الحظر الذي أجرته هذه الشركات العملاقة، كان يمكن لأي شخصٍ الإعلان عن عرض العملة الأولي على هذه المنصات، حيث كان من السهل نشر الإعلانات القائمة على عمليات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي. وحتى اللحظة الراهنة، لم تكن هذه المنصات تطلب الكثير من المعلومات للتحقق من هوية المُعلن والسماح له بإنشاء حملةٍ ونشر الإعلانات. لكن كيفية ظهور هذه الإعلانات تعتمد على مدى استهدافها والميزانية المخصصة لها.
نتيجة لذلك، يمكن لأي عرض أولي للعملة إنشاء حملةٍ إعلانيةٍ يطلع عليها الآلاف من المستخدمين على تلك المنصات، ما يجعلهم عرضة للإقدام على الاستثمار فيها بسبب تصديقهم لحملات إعلانيةٍ احتياليةٍ خطيرةٍ. نتيجة لذلك، قامت شركة تويتر، وفيسبوك، وغوغل بتفعيل هذا الحظر كوسيلةٍ لحماية المستخدمين.
أثناء حديثه عن الحظر الذي دخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء 27 مارس/ آذار، صرّح المتحدث باسم شركة تويتر: “نحن ملتزمون بضمان سلامة مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي تويتر. ولحماية المستخدمين، اعتمدنا سياسةً جديدةً للإعلانات المتعلقة بالعملة الرقمية، التي تُعرض على موقع تويتر. وبموجب هذه السياسة الجديدة، سيتم حظر الإعلان عن عروض الأولية للعملة ومبيعات العملات الرقمية في كافة أنحاء العالم. وسنواصل العمل على تحسين هذه السياسة وتطويرها مع تطور هذه الصناعة”.
شركات البلوكتشين تدعم الحظر
من خلال تغريدة على موقع تويتر، علّق المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “كراود ماشين”، كريغ سبرول، على خبر هذا الحظر قائلا: “مع تواصل تنامي مجتمع العملات الرقمية على تويتر، وتليغرام، وديسكورد، فإن هذا الحظر ينطبق على عمليات الاحتيال الشائعة التي تسعى إلى استغلال الأشخاص المهتمين بهذا العالم. وبصفتنا شركةً تُقدم عروضًا ذات مصداقية، من المهم أن ندرك القوة الكامنة لتكنولوجيا البلوكتشين وكيف ستؤثر على العالم بعد أن نتجاوز الضجة الحالية.
وأضاف المصدر ذاته: “ليس من المفاجئ أن تسير شركة تويتر على خطى الشركات الأخرى. ونحن نأمل أن يساعد القرار الذي اتخذته الشركات بشأن حظر الإعلانات، على عرقلة الجهات الفاعلة السيئة في هذا المجال. وهو ما سيسهم بدوره في أن تجد الإعلانات عن المنتجات والمشاريع الجيدة صدى لها على هذه المنصات في المستقبل”.
وأعرب دان نوفيس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لتطبيق “كيرانت” القائم على تكنولوجيا البلوكتشين، الذي نظّم حملة تسويقية ضخمة لشركته، عن وجهة نظره قائلا إن: “مكاتب العروض الأولية للعملة المزيفة التي تغمر منصات الاجتماعية بالإعلانات وتعتمد على عمليات الاحتيال للحصول على الدعم، تؤذي الصناعة بأكملها. لذلك، أنا أؤيد اتخاذ إجراءاتٍ صارمةٍ ضد الممارسات التجارية غير المشروعة، حيث تملك الجهات الفاعلة الجيدة في هذا العالم العديد من الأدوات لاستخدامها، أكثر من مجرد نشر الإعلانات على فيسبوك، وغوغل، وتويتر”.
رفع مستوى التنافس
من خلال بعض الجوانب، سيرفع هذا الحظر من مستوى المنافسة بين شركات البلوكتشين والعملات الرقمية، التي تتسم بالمصداقية والابتكار والإبداع للوصول إلى المستثمرين والمؤيدين، من خلال المزايا والخدمات الخاصة التي يقدّمونها. وفي الوقت الراهن، ستعتمد الحملات التسويقية القائمة على مواقع التواصل الاجتماعي على التوصيات التي يقدمها المستخدمون لبعضهم البعض، لتحقيق أهدافها.
تحتاج الشركات التي ترغب في الترويج لحملة جمع التبرعات أو منتجٍ جديدٍ إلى التركيز على جذب مستخدمين حقيقيين، الذين سيسجلون بدورهم إعجابهم بالمنشورات المتعلقة بالحملة، وسيقومون بمشاركتها والإشارة إليها. كما يجب أن تركز خيارات المستثمرين، على الأقل بصفة جزئية، على ما يُعرض على المنصات الإخبارية وما يتم نشره من قبل المؤثرين الذين يثق بهم المستخدم.
في الوقت الحالي، تحظى شركات العروض الأولية للعملة والعملات الرقمية، التي تتسم بالمصداقية، بفرصةٍ كبيرة للاستفادة من البيئة الحالية من خلال التركيز على الترويج لنقاط قوتها. فهذه الشركات بحاجة إلى التفاعل مع جماهير حقيقية، والترويج للفرق ذات الخبرة التي يوظفونها، والتكنولوجيات المتطورة المعتمدة على تكنولوجيا البلوكتشين، والعملات الرقمية التي قد تمنح المستثمرين عائدًا جيدًا.
في جزء من مقال نشره على صحيفة ذا أوبزرفر، لخص الرئيس التنفيذي لشركة إيريكو كوميونيكيشنز، إيريك يافربوم، ما يحدث في العالم الرقمي بشكل مثالي: “يتمثل الحل الذي يجب أن يتبعه أي لاعبٍ يتحلى بالمصداقية في هذه الصناعة الحديثة، في إعطاء الأولوية لاستراتيجية تواصلٍ قادرةٍ على تجاوز هذه الفوضى، والوصول إلى الجماهير المستهدفة، وتمييز الشركة بوضوح عن منافسيها. ما يعني أنه يجب عليها التركيز على أهدافٍ محددةٍ قابلةٍ للتحقق، والتي تضفي قيمةً حقيقيةً على هذا السوق، وتعلم كيفية التواصل بطريقةٍ فعالةٍ مع المستخدمين”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.