شهد عام 2017 صعوداً قياسياً في قيمة العملات الرقمية، وهو ما جذب عدداً كبيراً من المشاريع، كما أثار اهتمام الكثيرين حول العالم. وتبلغ القيمة المالية لهذا القطاع في السوق حاليا أكثر من 300 مليار دولار. ولكن هناك سؤال واحد ما فتئ يطرح في أوساط خبراء الاقتصاد والتكنولوجيا: ما هي القيمة السوقية الحقيقية لهذه الشركات الناشئة التي تعتمد على البلوكتشين؟ وكيف يمكنها إحداث تغيير حقيقي وملموس في حياتنا اليومية؟ كيف سيكون أداؤها مع مرور الوقت، وهل ستنجح في مجاراة الوعود التي أطلقتها أثناء عمليات الطرح الأولي لعملاتها؟

لا يمكن الإجابة على هذه الأسئلة الملحة من خلال مناقشتها أو تحليلها، بل عن طريق تجربة الاستخدام الحقيقي لهذه العملات، وتنفيذ خطة عمل محكمة. في الأثناء، من الضروري جداً أن يدرك المستثمرون متى تفشل المشاريع في تحقيق أهدافها، لتجنب خسارة أموالهم في سنة 2018 التي تبدو مليئة بالتقلبات والمفاجآت.

وقد شاهدنا سابقاً عدة مشاريع في قطاع العملات الرقمية تنهار من تلقاء نفسها، وهو ما عمق درجة التشاؤم والقلق في صفوف المستثمرين، وأكد أن نجاح عمليات الطرح الأولي لأي عملة جديدة، والمبالغ التي نجحت الشركة الناشئة في جمعها عند انطلاقها، ليس معياراً حقيقياً لتقييم العملات. ففي الغالب، لا تضمن البدايات الجيدة محافظة تلك العملة على قيمتها عند اقحامها في منصات التداول.

من جهته، صرح فيتاليك بوترين، العقل المدبر وراء عملة إيثريوم، أن “هناك حقيقة مؤكدة مفادها أن 90% من الشركات الجديدة ستفشل. ويجب أن نعي أيضا أن 90% من هذه العملات الرقمية التي نراها في موقع “كوين ماركت كاب” ستنحدر قيمتها لتصبح صفر”.

 

عملة ستخطف الأضواء

وفي خضم هذه الفسيفساء من شركات البلوكتشين، والتشكيك الذي تشهده هذه السوق وانخفاض قيمة العملات فيها، يبدو أن هناك عملة واحدة بصدد خطف الأضواء، وربما تحدث تأثيراً حقيقياً في حياتنا اليومية، وهي العملة التي أصدرها موقع “لوكتشين.سي أو – LockChain.co”.

بكل بساطة، يعد موقع “لوكتشين. سي أو” منصة إلكترونية لحجز الإقامات في الفنادق والشقق. وعلى غرار أغلب مواقع الحجز الثانية التي يستخدمها اليوم المسافرون، تعمل هذه المنصة في الوقت الحالي، من خلال ربط الصلة بين الفنادق وأصحاب الشقق من ناحية، والنزلاء الباحثين عن إقامة من جهة أخرى.

وما يجعل منصة لوكتشين فريدة من نوعها قدرتها على تقديم هذه الخدمة إلى الزبون بكلفة أرخص بنسبة 20 بالمائة من المعدل المعروف، عند مقارنتها بأبرز المواقع الأخرى في هذا المجال. ويعزى السبب وراء ذلك بكل بساطة، إلى أن لوكتشين لا تفرض أي رسوم أو عمولة على الخدمة التي تقدمها مقابل الربط بين أصحاب الفنادق والشقق من ناحية، والزبائن من ناحية أخرى، وبشكل مباشر دون أي وسطاء في المنتصف. وذلك عبر الاستفادة من المميزات التقنية للبلوكتشين، وتنفيذ مبدأ الاقتصاد التشاركي فعليا.

وقد أعلن هذا الموقع مؤخرا عن توفيره خدمة الحجز ضمن 100 ألف فندق في كل أنحاء العالم. ويعني هذا الأمر بكل بساطة أن أي شخص مهتم بالسفر يمكنه، من الآن فصاعدا، توفير ما يصل إلى 30% من مصاريف إقامته، دون أن يضطر لتغيير خياراته وشروطه المتعلقة بجودة الإقامة.

وتتمثل القيمة المضافة التي يقدمها هذا الموقع في تمكين الأفراد من التخلص من العملات والرسوم حتى يتمكن المسافرون من إنفاق أموال أقل، ويتمكن أيضا أصحاب الفنادق أو الشقق من الحصول على أرباح أكثر. وحسب بعض الأبحاث، عادة ما يقارن أغلب المسافرين الأسعار في مختلف منصات الحجز من أجل اختيار الفندق أو الإقامة التي تقدم سعرا يناسبهم.

ويعثر نصف هؤلاء المسافرين بالصدفة على مواقع لم يكونوا يعرفونها أو لم يزوروها سابقا. وبالنسبة لهؤلاء الأفراد، من المرجح أن يكون الموقع الذي قد يعثرون عليه مستقبلا، منصة لوكتشين، التي ستضمن للمسافر العثور على ضالته مهما كانت وجهته وميزانيته.

والأهم من كل ذلك، لا يمكن القول إن لوكتشين لاعب صغير في قطاع الحجز عبر الإنترنت، حيث نجحت في ربط الصلة مع أكثر من 100 ألف فندق في كل أنحاء العالم، تقدم غرفا وخدمات مميزة وتتيح الحجز بكل يسر.

فضلا عن ذلك، يمكن لمالكي هذه الفنادق والإقامات والمؤسسات العاملة في هذا المجال الولوج إلى قناة التيليغرام الخاصة بالموقع، لطرح الأسئلة المتعلقة بالانضمام إلى لائحة الفنادق المعروضة فيه. وبالطبع، تحدث أغلب هذه الحوارات والاستفسارات وراء الكواليس، مع العلم أن منصة لوكتشاين تبدو مهتمة بشكل خاص بالإجابة عن كل أسئلة المهتمين بهذا المجال.

 

استراتيجية موجهة نحو العملاء، مع صفر تبعية نحو أي طرف ثالث

يتمثل الأمر الآخر الرائع حول لوكتشين في أن القائمين على هذا الموقع لديهم استراتيجية تتمثل في الاستغناء عن التبعية لأي طرف ثالث. وذلك على عكس أغلب المشاريع المماثلة، التي تقوم بتطوير بروتوكولات أو تقنيات معقدة مجهزة لتعامل الشركات فيما بينها، دون وجود تصور واضح لكيفية أو وقت وصول الخدمة إلى الأفراد. ويبدو أن لوكتشين تولي أهمية لهذه المسألة، وذلك من خلال بناء محرك يستند إلى تكنولوجيا بلوكتشين مع تطبيق مركزي، يؤمن خدمات فورية للزوار. ويحيل هذا الأمر إلى إمكانية مضاعفة حجم العمل من أجل ضمان استفادة الأفراد من هذه الخدمة ووصول الخدمة في وقت قصير.

في هذا الصدد، أورد نيكولا ألكساندروف، الرئيس المدير العام لشركة لوكتشين، قائلا: “نحن مهتمون بنسبة 100% بتوفير خدمة مباشرة للعميل يمكنها إحداث تأثير على حياتنا اليومية، دون أن تدفع المستخدمين إلى إدخال أي تغييرات على خياراتهم وسلوكهم الاستهلاكي. ويتمثل هدفنا الأول في التأكد من أن المستثمرين راضون عن الخدمة التي نقدمها وبالتالي، يشرعون في الاعتماد عليها. وإذا تمكنا من تطبيق هذا الأمر مع خمسة آلاف شخص، فلا شيء يمنعنا من تطبيقه مع ملايين الأشخاص بعد ذلك. ولم يكن هدفنا على الإطلاق جمع أكبر مبلغ ممكن من المال خلال عملية الطرح الأولي، بل بناء خدمة مبتكرة ومتاحة للجميع، وبقيمة عالية. ويمكن أن تتضاعف هذه القيمة بسهولة مع مرور الوقت وفي ظل تنفيذ الاستراتيجية الصحيحة”.

 

تطبيق البلوكتشين على المدى الطويل

تبلغ القيمة السوقية لعملة لوكتشين في الوقت الحالي 10 مليون دولار لا غير، حسب موقع “كوين ماركت كاب“، الأمر الذي يختلف عن العديد من الشركات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات وتحتل مراكز ضمن المائة الكبار في قطاع العملات الرقمية. ولكن بعض هذه الشركات ليست لديها محفظة أساسية لحفظ العملات الرقمية، كما أنها تعتمد بالكامل على طرف ثالث لتنفيذ مخططاتها.

أما بالنسبة للشركة المصدرة لعملة لوكتشين، فتفكر الآن، وبعد ربط الصلة بأكثر من 100 ألف فندق وإقامة، وإدماج خدمات المحفظات الرقمية مع خدمات هذه الفنادق، في طريقة دفع تتيح للمستخدمين أيضا الدفع بعملات النقد الإلزامي. وسيكون من الممكن تحويل هذه الدفعات النقدية إلى عملة “لوك” الرقمية، وهو ما سيخلق وضعية مربحة لكل الأطراف، وخدمة متاحة لمستخدمي العملة الرقمية والعملة النقدية على حد السواء.

وقد ذكر نيكولا ألكسندروف، الرئيس المدير العام لشركة لوكتشين، أنه يتوقع حدوث هذا الأمر خلال شهرين أو ثلاثة. وحالما تنتهي العملية، ستكون هذه المنصة جاهزة لاستقبال العملاء، ولا شيء سيمنعها من بلوغ قيمتها السوقية الحقيقية داخل قطاع الأسفار والحجوزات، الذي تبلغ قيمته حوالي 550 مليار دولار.

وقد تطرق الكثير من المستثمرين على الإنترنت إلى موقع لوكتشين، حيث وصفوه بأنه المفاجأة القادمة التي يجب على الجميع الانتباه إليها. فمن خلال قيمتها السوقية التي لا تزال منخفضة حاليا، على الرغم من ارتفاعها بنسبة 300 بالمائة منذ عملية الطرح الأولي، تعد لوكتشين واحدة من العملات البديلة عن البيتكوين التي حافظت على استقرارها، في وسط المنافسة المحتدمة في هذه السوق المتقلبة.

فضلا عن ذلك، سيكون تطبيق الهاتف الخاص بهذا الموقع متاحا لأنظمة تشغيل “أندرويد” “وآي أو أس”، وينتظر أن يتم إطلاقه خلال شهرين. وسيتم خلال هذين الشهرين إضافة العديد من المميزات والتحسينات لهذا التطبيق، قبل إطلاقه لعموم المستخدمين بشكل رسمي.

كما يهدف القائمون على الموقع إلى إقامة تعاون مع أبرز منصات المبادلات في الإنترنت. ورغم أن لوكتشين موجودة الآن على عدد محدود من منصات التبادل، ومن أبرزها “هيتبتك” “hitbtc”، يبدو الوقت مناسبا للانضمام إلى لعبة لوكتشين قبل أن تزداد شهرتها ويزيد الإقبال عليها.

 

المشروع الوحيد في العالم الذي يضم رئيس دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ضمن فريق الإدارة

يشرف على إدارة موقع لوكتشين شخصان اثنان: هما نيكولا ألكسندروف، الرئيس المدير العام، وهريستو تينشيف مدير العمليات. وكلاهما مستثمران حائزان على جوائز عديدة ويملكان معرفة واسعة بالشركات الناشئة في شبكة الإنترنت وفي قطاع البلوكتشين. ويعمل مع هذين المديرين فريق ضخم من المطورين الذين تم تجميعهم خلال سنوات من إدارة مشاريع تكنولوجيات الاتصال.

علاوة على ذلك، يحظى هذا المشروع بدعم أبرز المتخصصين في هذا المجال. فقد عملت نيفينا بيتروفا، مديرة قسم التطوير، قبل أن تنضم إلى لوكتشين ضمن مشروع في بيتكوين7، وهي منصة كانت تحظى بشهرة واسعة في مبادلات البيتكوين. كما أن هارولد كيم، المستشار في الشركة، كان قبل لوكتشين قد عمل مع بعض المشاريع الهامة المرتبطة بأبرز منصات التبادل في الإنترنت. وإلى جانب هؤلاء، تجدر الإشارة إلى وجود الرئيس السابق لبلغاريا، روسين بليفنيلييف، في منصب كبير المستشارين. ويقدم روسين لصالح لوكتشين المشورة حول التطوير الاستراتيجي.

تبلغ عدد وحدات عملة لوك المتداولة الآن 9.3 مليون قطعة فقط، والعدد الجملي الموجود منها هو 18.6 مليون وحدة (أي أقل بثلاثة ملايين من عملة بيتكوين).

وتبلغ قيمة الوحدة من عملة لوك الرقمية، حوالي 1.10 دولار، وهي معترف بها في المبادلات المالية في منصات هيتبتك، ويوبيتس، وميركاتوكس وغايتكوين.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.