غالبا ما تقوم وسائل الإعلام بتسليط الضوء على المجرمين الذين يمارسون أنشطتهم التجارية ضمن الدارك ويب  Dark Web  ويجمعون ثروة طائلة عن طريق عملة البيتكوين، التي يمكن استخدامها في جميع أنواع المعاملات غير المشروعة.

وبرزت في الآونة الأخيرة ظاهرة مثيرة للاهتمام تتمثل في توصّل المحتالين الذين قاموا بجمع ثروة حقيقية من البيتكوين، وكانوا يجدون صعوبة كبيرة في تحويل العملات الرقمية إلى عملات أجنبية من قبل، إلى طرق ذكية تساعدهم على صرفها، وفق ما ذكر موقع بيتكوينيست.

 

حياة صعبة للغاية

تطرقت مجلة  “فايس” في تقرير أصدرته مؤخرا إلى المشاكل التي تواجه المحتالين، الذين يقومون بأعمال تجارية غير مشروعة ضمن الدارك ويب  Dark Web. وتتمثل هذه الأعمال في بيع معلومات مسروقة أو برمجيات خبيثة، تُمكنهم من الحصول على أموال طائلة. لكنهم يواجهون، في الوقت الراهن، عقبات تحول دون تحويل هذه الثروة الرقمية إلى عملة نقدية حقيقة.

ويعود السبب الرئيسي لهذه المشكلة إلى أن عملة البيتكوين الرقمية باتت ضحية لنجاحها. فقد ساهم ارتفاع قيمتها مع نهاية سنة 2017، في تزايد الاهتمام بمجال العملات الرقمية. وقد ساهم هذا الأمر بدوره في جذب انتباه سلطات إنفاذ القانون والهيئات التنظيمية.

كما أدى الإقبال المتزايد على العملة إلى وضع المزيد من القواعد التنظيمية، حيث باتت المعاملات في هذا المجال تتطلب تقديم المستخدمين لمعلومات يمكن التحقق منها.

 

مجرمون يتمتعون بدهاء كبير

ودفعت الرقابة المتزايدة المجرمين لمحاولة صرف عملات البيتكوين الخاصة بهم من خلال اعتماد أساليب مختلفة.

1- أفاد بعض أصحاب البنوك السويسرية أن عددا من المحتالين قاموا بالاتصال بهم ليقوموا بمساعدتهم وتسهيل عمليات تحويل كبيرة، مقابل إعطائهم حوالي 10 بالمائة من المال الذي سيتم تحويله. وفي حين أن هذه العروض لا تزال قائمة، إلا أنها قوبلت بالرفض لغاية اليوم.

2- يوجد بعض المجرمين الذين يتمتعون بدهاء كبير، حيث كشف أحدهم لمجلة ” فايس Vice” عن بعض الطرق التي يعتمدها هؤلاء المجرمين لصرف عملة البيتكوين. وتتمثل إحدى هذه الطرق في استخدام شركة ويسترن يونيون. فقد أشار تاجر مخدرات عبر الإنترنت إلى أنه يقوم باستخدام خدمات من شأنها تحويل العملات الرقمية إلى عملة نقدية بصفة تلقائية إلى حسابه التابع لويسترن يونيون، ليقوم بإرسال شخص آخر لاستلام الأموال عوضا عنه.

من المحتمل أن أكثر الطرق الآمنة لصرف العملات الرقمية تكمن في بيع عملات البيتكوين لشخص موثوق فيه في العالم الحقيقي.

3- وأكد تاجر برمجيات خبيثة لصالح مجلة ” فايس Vice” أنه يقوم ببيع العملات الرقمية بانتظام إلى شخص يعرفه جيدا، وذلك عدة مرات في الأسبوع، ثم يقوم ذلك الشخص بوضع حقيبة مليئة بالنقود على شرفته بعد مرور بضع ساعات على تحويل العملات.

4- يستخدم المتحيلون طريقة أخرى تتمثل في العمل مع شركة تتقاضى رسوما عن طريق بطاقات السحب مسبقة الدفع التي تستخدم بدورها العملات الرقمية. ولاحظ المجرمون أن الجهة التي قامت بإصدار البطاقة لا تعرف ماهية العملة التي استخدمت لشحن البطاقة، نظرا لتعاملهم مع شركات أخرى. حتى وإن كانت عملية الحصول على بطاقة تتطلب تقديم بعض الوثائق، يمكن للمحتالين شراء وثائق مزيفة عن طريق الشبكة المظلمة.

5- من جهتها، لاحظت سلطات إنفاذ القانون أن المحتالين يعتمدون خيارات أخرى تتمثل في الاستعانة بأحد البنوك التي تتمركز في أوروبا الشرقية، نظرا لأن هذه المنطقة لا تفرض قواعد صارمة على مجال العملات الرقمية.

في الوقت الحالي، تُعرف أوروبا على أنها الحلقة الأضعف فيما يتعلق بجرائم غسل الأموال والعملات الرقمية. ولا تندرج هذه المعضلة ضمن قائمة أولويات الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يستغل فيه مجرمو الإنترنت هذه الثغرة ويستفيدون منها. ويسعى المجرمون إلى توسيع نطاق أعمالهم لاستهداف عملات رقمية أخرى تتسم بخصوصية أكثر من عملة البيتكوين.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.