حسناً.. لقد كان أسبوعاً مجنوناً. وآمل أنكم لا تزالون بخير حال! في نشرة اليوم، أردت أن أستهل بالحديث عن كيفية الاستمرار في جني المال أثناء انهيار السوق. وهو موضوع يدور في بالكم جميعاً على الأغلب!

إذ يبدو أن الدببة هي المسيطرة على الموقف في الوقت الحالي، حتى نرى تغييراً حاسماً في اتجاهات السوق. وصدقوني، أنا أعرف شعور الاستياء الذي يُصيبك حين تتراجع عملةٌ اشتريتها بنسبة 90%.

لكنها مع ذلك من الحقائق الشائعة للغاية في سوق العملات المشفرة. وربما نشهد بعض المؤشرات الخضراء في السوق خلال بعض الأيام، لكننا لا نزال بعيدين عن المتوسطات المتحركة الرئيسية.

ولهذا، إليكم كيف أنوي الاستمرار في جني المال من العملات المشفرة رغم أوضاع السوق الحالية.

زراعة العائد Yield farming

هل تصدق أنه لا يزال يمكنك بسهولة الحصول على نسب عائدات تتجاوز الـ100% على العملات المستقرة الآن؟ وربما تكون أمامك عشرات الخيارات بنسب تصل إلى 40% أو 50% أو حتى 60%؟ ماذا عن نسب العائد ثلاثية الخانات على العملات الجديد؟

نعم، هذه الأمور لا تزال قائمة. ورغم أنني لا أشارك في العديد من مزارع العائد المرتفع على العملات المستقرة، لكنها لا تزال موجودةً بالتأكيد. إذ إن غالبية حيازاتي من العملات المستقرة موجودةٌ في مزارع مثل كونفيكس فينانس Convex Finance على الإيثريوم Ethereum. ولكنك إذا ألقيت نظرةً سريعة على فانتوم Fantom، ومنصات التمويل اللامركزي قديمة العهد مثل ييرن فينانس Yearn Finance؛ ستعثر على نسب عائد ضخمة على العملات المستقرة!

بينما سأواصل شخصياً زراعة العائد عبر تجمعات تعادل الإيثريوم لعملات مثل إيلوفيوم (ILV)، وهاي ستريت (HIGH)، ووايلدر وورلد (WILD). وقد تكون تلك التجمعات أكثر خطورة بسبب خسائرها، لكن احتمالية تحقيق العائد مرتفعةٌ للغاية أيضاً إن كنت مستعداً للبقاء في المزرعة لفترةٍ أطول من الوقت.

ما الذي سيصيب زراعة العائد أثناء فترات الهبوط المطولة؟ حسناً، لا أحد يعرف الإجابة الكاملة بصراحة. إذ بدأت زراعة العائد في عام 2020. وأفضل مرجعٍ لدينا هو فترة الهبوط التي شهدناها في عام 2021. فمن ناحية، قد يخرج الناس من المزارع ويسحبون أموالهم ليتركوا السوق، ما يقلل المنافسة على العائد.

ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّ تراجع أسعار الأصول سيؤدي على الأرجح إلى انخفاضٍ كبير في نسب العائد السنوي (APY)، والتي يتم احتسابها عادةً على أساس الدولار. ***لكن محاصصة نسب العائد السنوي ستظل على حالها، لأنها مربوطة بإصدارٍ محدد من العملات على الشبكة. لكن واحدةً من أكبر مخاطر زراعة العائد في حال معايشتنا لفترة هبوطٍ مطولة هي أنّ العملات التي تقوم بزراعتها قد تنهار تماماً، ما سيجعل نسب العائد السنوي المرتفعة بلا أي قيمة لاحقاً، كما قد يعرضك ذلك لخسارةٍ كبيرة.

الإقراض

هذا هو الخيار الأكثر “أماناً” لإيداع أموالك في عالم العملات المشفرة. وهناك منصات شهيرة مثل سلسيوس Celsius، وبلوكفاي Blockfi، ونيكسو Nexo التي تقدم نسب عائد جيدة.

ولن تكون العائدات قريبةً من النسب المرتفعة في التمويل اللامركزي بالطبع، لكن المخاطر أيضاً ستكون أقل. وهذا لا يعني أن المقرضين المركزيين ليسوا معرضين لأي خطر. إذ إن هناك بعض المخاطر، لكنها تظل أقل من العديد من منصات التمويل اللامركزي التي يستخدمها الناس.

ويمكننا هنا أن نكرر ما قلناه عن زراعة العائد، حيث إن العديد من منصات الإقراض الكبيرة لم تعايش فترات هبوط طويلة فعلياً، رغم أن غالبيتها انطلقت في فتراتٍ مشابهة. ولهذا قد لا تستمر جميع منصات الإقراض على المدى البعيد.

صيد الكنوز المدفونة

يُعتبر هذا مساراً مألوفاً لدى أثرياء العملات المشفرة، وقد ساعدني على تحقيق مجموعةٍ من أكبر مكاسبي حتى الآن. إذ انخفضت العديد من العملات بنسبٍ تتراوح بين 60% و90% حتى وقت كتابة هذه السطور. وهو أمرٌ جلل بكل صراحة! لكنها وضعيةٌ مغريةٌ للغاية أيضاً.

هل يمكن أن تنهار تلك العملات بنسبٍ تتراوح بين 60% و90% للمرة الثانية؟ بالطبع. ولكن انهيار العملات بهذا القدر يجعل منه وقتاً مثالياً لبدء التحرك. وهذا لا يعني أن عليك وضع كل مدخراتك في السوق مرةً واحدة، بل يمكنك البدء ببعض العملات منخفضة القيمة التي كنت تتابعها منذ فترة! راكم العملات وانتظر. هذه هي اللعبة. أم هل تفضل الشراء من العملات الكبيرة؟

لكن يجب أن ألفت انتباهك هنا إلى أنّ دخولنا فترة هبوطٍ مطولة قد يعني انهيار قيمة بعض العملات البديلة بنسبة 99.99%، مما قد يصل بسيولة السوق إلى قرابة الصفر. ضع هذا الأمر في اعتبارك دائماً، ولا تستثمر أبداً مبلغاً لا يمكنك تحمل خسارته، “لأن قدرة السوق على الاستمرار في التقلب قد تكون أكبر من قدرتك على التحلّي الصبر”.

لكن واقع الأمور يقول إن التراجع الكبير في أسعار العملات هو الوقت المثالي لدخول المستثمرين في السوق!

التداول

هذه مهارةٌ يصعب الإلمام بها، ومن الأفضل لغالبية الناس بكل أمانة أن يركزوا فقط على الاستثمار، ليحققوا أرباحاً أكبر على المدى البعيد. ونادراً ما أقضي وقتي في التداول هذه الأيام، ولا أنوي تغيير استراتيجيتي في القريب العاجل.

ولكن إن كنت قادراً على التداول أو ترغب في تخصيص الوقت لتعلم التداول؛ فلا شك أنك ستعثر على صفقةٍ جيدة في السوق طوال الوقت. والمتداول الجيد يشتري، ويبيع، ويجني المال بدون عواطف وبناءً على اتجاهات السوق. لكن تذكر أنّ 90% من المتداولين يخسرون 90% من حسابات تداولهم في الـ90 يوماً الأولى.

التنويع

قد تبدو هذه نصيحةً واضحة.. لكنها ليست كذلك في الواقع، لأن عالم العملات المشفرة رائع. وأنا من عشاق العملات المشفرة كما هو واضح، لكنني لا أستثمر في العملات المشفرة فقط. بل أستثمر في الأسهم أيضاً، والتي تعتبر أكثر استقراراً نسبياً من العملات المشفرة الآن. كما أمتلك بعض المعادن، التي لا يبدو أن لها أي قيمةٍ على الإطلاق (أمزح بالطبع!). وأنوي كذلك في يومٍ من الأيام شراء بعض العقارات وعرضها للإيجار.

السيولة النقدية

ماذا؟ ما هذا يا لارك؟ نعم، أوصيكم بالسيولة النقدية. وقد أحببت أن أُفرِد مساحةً هنا للتأكيد على هذا الأمر. أعلم أنني ذكرت العملات المستقرة بالفعل أعلاه، لكن من المهم للغاية أن تكون لديك سيولةٌ نقدية جيدة تحسباً لظروف السوق، خاصةً في حال الهبوط. وتذكر أن لعبة العملات المشفرة تعتمد بنسبةٍ كبيرة على قدرتك على النجاة لفترةٍ كافية.

ولهذا قد تبدو فكرة الرهان بكل أموالك جيدة، لكنها ليست كذلك في الواقع. والوضع المثالي هو أن تمتلك ما يكفي من السيولة النقدية، حتى تعتمد عليها في الأوقات العصيبة. ماذا سيحدث لو فقدت وظيفتك أو مصدر دخلك الأساسي غداً؟ هل سيكون لديك ما يكفي من السيولة النقدية المتاحة دون الحاجة لبيع استثماراتك؟ إذا كانت إجابتك هي لا أو ربما، فعليك أن تقوم بتحديد المبلغ الذي قد تحتاجه في هذه الحالة، ثم العمل على توفيره والإبقاء على هذه السيولة النقدية تحسباً لأي طارئ.

والنبأ الجيد هو أن بإمكانك كسب عائدات كبيرة على هذه السيولة النقدية بفضل التمويل المركزي، بدلاً من الاحتفاظ بها في البنوك بنسب عائد منخفضة.

وحين تفشل كل المحاولات..

حصاد الخسارة الضريبية Tax Loss Harvest

نعم، ها أنا أقولها! أحياناً يكون عليك التخلص ببساطة من إحدى حقائب عملاتك. فجميعنا يمتلك بعض العملات التي لم تعد جيدة الأداء. وفي بعض الدول، يمكنك بيع تلك العملات واستغلال الخسائر لتقليل عبئك الضريبي. وبهذا لن تجني المال فعلياً، لكنك ستقلل ضرائبك.

وستناسبك هذه الاستراتيجية إذا كنت قد حققتك مكاسب جيدة من السوق بالفعل، ولديك بعض العملات التي ترغب في التخلص منها. قم ببيعها، واستغل الخسارة لتقليل العبء الضريبي. ليس أفضل الخيارات، ولكنه قد يوفر عليك الكثير من المال في بعض الحالات. وقد فعلت ذلك للتو بإحدى حقائب العملات خاصتي.

وربما تشعر أنّ نهجي في أوقات هبوط السوق لا يختلف كثيراً عن نهجي عند صعودها، وأنت محقٌ في ذلك. لكن الفارق الكبير هو أنني أبيع العملات عند صعود السوق وليس في أوقات الهبوط -باستثناء حصاد الخسارة الضريبية. حيث أتمسك بغالبية عملاتي حالياً، بل وزدت إليها بعض مشتريات البيتكوين (BTC) كذلك. وحين تبدأ السوق في الصعود، سأبيع بعض عملاتي لتحقيق الأرباح، ثم أُبقي على أرباحي في صورة عملات مستقرة من جديد.

وحتى ذلك الحين سأستمر في زراعة العائد، والإقراض، وصيد الكنوز، وتنويع محفظتي قدر الإمكان. وأنا على قناعةٍ بأنّ قضاء وقتٍ أكبر في السوق هو أهم من محاولة انتظار توافق السوق مع أهواء المستثمرين. وقد تختلف نظرتك إذا كنت من المتداولين، لكنني أتحدث هنا إلى المستثمرين.

وبعد كل ما قلناه، وصلت مؤشرات البيتكوين والإيثريوم إلى قيعانها الصاعدة فعلياً في وقت كتابة التقرير. وقد يبدو الأمر جنونياً بالنظر إلى أوضاع السوق، لكنه حقيقي. ولو تماسكت المؤشرات في تلك المنطقة ولم نشهد هبوطاً أكبر، فربما ندخل في مرحلة تراكم تسبق الصعود الكبير التالي.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.