تميل شبكات البلوكتشين الكبرى مثل البيتكوين Bitcoin، والإيثريوم Ethereum، وبوليغون Polygon، وبولكادوت Polkadot، وأفالانش Avalanche، وألغوراند Algorand، وسولانا Solana إلى تجاهل أي حديثٍ عن البلوكتشين نفسها.

ولكن في خضم النمو السريع لهذه التقنية والطبيعة التنافسية المتزايدة للسوق، أصبح المطورون عالقين في سباقٍ مع الزمن لضمان تفوّق شبكات البلوكتشين الخاصة بهم.

وفي هذه البيئة عالية التنافسية والتغيّر، من الضروري على المطورين أن يضعوا في اعتبارهم العمليات الضرورية لفهم طريقة تلبية مختلف شبكات البلوكتشين للاحتياجات المحددة، حسب ما أوضحه موقع Crypto Slate البريطاني.

فهم آليات الإجماع

تُستخدم آليات الإجماع في أنظمة البلوكتشين لضمان المزامنة بين جميع العقد وبعضها. كما تُستخدم آليات الإجماع في التحقق من المعاملات والمصادقة عليها.

وهناك أنواعٌ مختلفة من آليات الإجماع، التي يتوافق كل منها مع احتياجاتٍ مختلفة. ومن أكثر تلك الآليات استخداماً: إثبات العمل (PoW)، وإثبات الحصة (PoS).

  1. إثبات العمل: تستخدم شبكات البيتكوين والإيثريوم إثبات العمل. وتحتاج آلية الإجماع القائمة على إثبات العمل لكميات كبيرة من قوة الحوسبة من أجل التحقق من العقد والمصادقة عليها. وهي آليةٌ مرتفعة التكلفة لأنّها تستهلك الكثير من الطاقة.
  1.  إثبات الحصة: سولانا وألغوراند من الشركات التي تستخدم آلية إثبات الحصة. وحتى الآن كانت آلية إثبات الحصة هي أكثر آليات الإجماع نجاحاً في تقديم شبكات أكثر سرعة وأقل تكلفة، حيث تمنح الآلية مسؤولية التخصيص للمستخدمين الذين يقومون بمحاصصة أكبر عدد من العملات، ما يسمح لهم بإنشاء المزيد من البلوكات. وإثبات الحصة هي آليةٌ بديلة لإثبات العمل، لكنها تستهلك طاقةً أقل. ومع ذلك فهي تُعطي الأفضلية لأصحاب رؤوس الأموال الأكبر، ما يجعلها أقل لا مركزية من نظيرتها.

وآليات الإجماع مهمةٌ لأنّها تزيد الأمان والثقة في قدرة البلوكتشين على منع الاحتيال. إذ تقل احتمالية الاختراق كلما زادت صعوبة التنبؤ بالمستخدم الذي سيتحقّق من صحة البلوك التالي. ومع النمو الأخير في التمويل اللامركزي (DeFi)، زادت المخاطر الأمنية المرتبطة بالسيطرة المركزية أو آليات الإجماع الأقل أماناً.

حل “معضلة البلوكتشين الثلاثية”

تُقدّم تقنية البلوكتشين أكثر طرق إجراء المعاملات كفاءةً في وقتنا المعاصر. ولكن تظل هناك ثلاثة عوامل تُعتبر ضروريةً لنجاح أي مشروع بلوكتشين في إجراء معاملات الأصول الرقمية بأمان. وقد ثبت أنّه من الصعب على منصات البلوكتشين تحقيق جميع العوامل الثلاثة بشكلٍ فعّال، دون التضحية ببعض المزايا مقابل الأخرى.

  1.  اللامركزية: يكمُن الفارق الأساسي بين شبكات البلوكتشين وبين هياكل التمويل التقليدية في حقيقة أن عمليات الأخيرة تعتمد على المؤسسات، وهي كيانات مركزية. لكن الجانب اللامركزي للبلوكتشين يسمح بقدرٍ أكبر من الشفافية، والأمان، والكفاءة. حيث تتمتّع مجموعة عُقد المصادقة الأكبر والأكثر “لا مركزية” بأمانٍ أكبر. لكن إجراء معاملات البلوكتشين اللامركزية تنطوي على تحديات تتعلق بالسرعة والإنتاجية. إذ تُعتبر شبكة الإيثريوم مثلاً شديدة اللامركزية، لكنها بطيئةٌ للغاية لدرجة أنّه من الصعب عليها إجراء عدة معاملات في وقتٍ واحد. كما أنّ هذه الإنتاجية المحدودة تؤدي لارتفاع رسوم المعاملات، بينما يتسابق المستخدمون من أجل معالجة معاملاتهم.
  1.  القابلية للتوسع: يزيد الطلب بالتزامن مع نمو شبكات البلوكتشين. وبالتالي يجب أن تعمل منصات البلوكتشين بسلاسة، حتى أثناء معالجة أعدادٍ ضخمة من المعاملات. ويُعتبر تقليل عدد العقد (أي زيادة المركزية) من الوسائل المستخدمة لزيادة قابلية التوسع، لكن هذا الخيار يُقلل الأمان ويزيد مخاطر الاحتيال.
  1.  الأمان: باختيارها التركيز على لا مركزية وقابلية برنامجها للتوسع، تُصبح منصات البلوكتشين معرضةً لخطر الاختراق. حيث إنّ غنيمة الأصول الرقمية مرتفعة، خاصة على شبكات البلوكتشين التي تحوي سيولةً كبيرة. 

ومع هجرة السيولة من الإيثريوم إلى شبكات البلوكتشين البديلة بسبب رسوم المعاملات المرتفعة؛ يجب تقييم تلك الشبكات أولاً قبل استئمانها على أصولٍ عالية القيمة والحجم. إذ إن كل بديل يحل إحدى مشكلات المعضلة الثلاثية ويُضحي بأخرى على طريقته. حيث تُعتبر شبكات بلوكتشين إثبات الحصة من الطبقة الأولى -مثل سولانا- أقل تكلفة وأكثر سرعة، لكنها أيضاً أقل لا مركزيةً من الإيثريوم مثلاً. بينما  بدأت العديد من حلول الطبقة الثانية، مثل بوليغون وستاركوير Starkware، مركزيةً وبدأت تتجه الآن إلى اللامركزية.

الحوكمة

مع ظهور المزيد من بروتوكولات البلوكتشين والتمويل اللامركزي، أصبح من المهم أن نفهم أنظمة الحوكمة. وذلك حتى نضمن الموافقة على القواعد واتباعها، ما سيشجع على زيادة الشفافية. ففي إطار الشركات التقليدية، يختص أصحاب الأدوار القيادية بمهمة الحوكمة الجماعية. لكن ذلك الإطار يختلف عن شبكات البلوكتشين العامة التي تستخدم الحوكمة المباشرة، أو الحوكمة التمثيلية، أو مزيجاً من الاثنين.

إذ تقوم مؤسسةٌ خارجية مثلاً بإدارة شبكة البيتكوين، بينما تخضع شبكة الريبل Ripple مثلاً لحوكمة شركة. في حين تُعتبر ألغوراند مثالاً على شبكة بلوكتشين ذات نهجٍ أكثر ديمقراطية في الحوكمة، حيث تسمح لجميع الأعضاء بمناقشة القرارات وتقديم المقترحات. أما الإيثريوم فتعتمد على نظام تصويت، حيث يجب على المستخدم دفع مبلغ يتراوح بين 0.06 و0.08 إيثريوم (ETH) للإدلاء بصوته.

كما تعرضت بعض أساليب الحوكمة للانتقادات. إذ أثارت “آلية الفيتو”، الخاصة بفريق البيتكوين الأساسي، المخاوف من أن المعدنين يحصلون على سلطةٍ لاتخاذ القرارات أكثر من المستخدمين العاديين. بينما تستخدم مختلف مشروعات البلوكتشين آليات تصويت مختلفة، في حين تمتلك بعضها فرقاً مركزية لها سيطرةٌ أكبر من غيرها. أما شبكات البلوكتشين التي تعتمد على حوكمة المجتمع، فتحتاج إلى مجتمعٍ نشط حتى تعمل بالشكل الصحيح، وإلا سيستطيع عددٌ صغير من أصحاب حيازات العملة النشطين أن يُسيطر على البروتوكول بأكمله فعلياً.

ولكن يُمكن القول بشكلٍ عام إنّ أسلوب الحوكمة الهجين، الذي يجمع بين الحوكمة المباشرة والتمثيلية هو الأسلوب الأكثر فاعلية لضمان الحفاظ على نظام البلوكتشين.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.