يمكن أن تصنع البلوكتشين قصة نجاح كبيرة في مجال الدعاية والتسويق، إذا عرف القائمون على هذا القطاع كيف يستفيدون من ميزة اللامركزية وفكرة دفتر السجلات المشترك، وهو أمرٌ يمكن أن يتحقق في المستقبل.
يبدو الحديث عن البلوكتشين خلال سنة 2018، مماثلًا لما كان يتداول حول أجهزة راوتر الإنترنت والسويتش خلال سنة 1998. وقد لعبت هذه التكنولوجيات دورًا حاسمًا في تطور شبكة الإنترنت، على الرغم من أن الكثير من المستخدمين لا ينتبهون لدورها الآن عند دخول محرك البحث غوغل.
وحسب موقع “آدويك“، فإنه من أجل ضمان تحقيق البلوكتشين لنفس هذا النجاح واسع النطاق في قطاع الدعاية والتسويق، تحتاج هذه التكنولوجيا إلى أن تدمج في آليات عمل الدعاية. وفي هذا الإطار، إليكم ثلاث طرق تمكن المسوقين وأصحاب العلامات التجارية من الاستفادة من البلوكتشين، لزيادة عوائد الاستثمار والالتزام بالقوانين والتشريعات الجديدة، وتحقيق نسبة وصولٍ أكبر لشريحة المستهلكين المستهدفة.
التحايل في الإعلانات
يعاني أصحاب العلامات التجارية من مشكلة أن 50 أو 60% من عمليات مشاهدة النافذة الدعائية تكون مزيفةً، لأنها تتم عن طريق حساباتٍ مدارةٍ آليًا. وهم يحتاجون لطريقة للتحقق من وجود إنسان في الطرف الآخر بصدد استخدام ذلك الحساب ومشاهدة تلك الدعاية، ما يسمح بتحسين نسب الوصول. ولكن توسيع نطاق استخدام هذه الفكرة وتطبيقها في هذا المجال لم يتحقق لحد الآن.
يمكن لأصحاب العلامات التجارية دمج حلول البلوكتشين مع عملية قبول للمستخدمين الجدد، من أجل التحقق من هوياتهم عند ضغطهم على النوافذ الدعائية، وهو ما يزيد من عوائد الاستثمار ويحد من عمليات التحيل التي يقوم بها الأشخاص بالاعتماد على حساباتٍ مدارةٍ آليًا.
وللتأكد من أن البيانات التي يتم إدخالها إلى البلوكتشين ليست مزورةً، لابد من إجراء عملية تحققٍ دقيقةٍ وصارمةٍ، للتثبت من صحة المعلومات قبل أن تسجل بشكل نهائيٍ في دفاتر البلوكتشين.
أما في مجال المعاملات بين الشركات، يمكن أن تتضمن هذه العملية الاستظهار برخصة نشاط الشركة، أو دليل ملكية عدد من عناوين “الآي بي”. ومن الناحية النظرية، سيتطلب التحقق من البيانات على البلوكشين عملية تدقيقٍ مسبقةٍ قبل الموافقة، مثلما يحدث عند ذهاب شاب للحصول على رخصة القيادة، حيث تكون هناك العديد من المعاملات الإدارية الضرورية للتحقق من صحة البيانات الشخصية قبل إصدار الرخصة.
الخصوصية
باتت انتهاكات الخصوصية مصدر قلقٍ كبيرٍ في المعاملات بين الشركات، خاصة في مساعيها للوصول لأفرادٍ عاملين في مؤسساتٍ أخرى. ومن خلال بعض التشريعات، مثل “قانون حماية البيانات العامة”، والعديد من القوانين الأخرى التي تحمي خصوصية الأفراد، سوف يكون من الصعب جدا على أصحاب العلامات التجارية جمع معلوماتٍ حول الشرائح المستهدفة، بشكلٍ قانونيٍ وطوعيٍٍ.
المسوقون والمعلنون يحتاجون لتقديم قيمة مضافة حقيقية حتى يقنعوا العميل بتقديم بياناته لهم بشكل طوعي.
يمكن للمسوقين مجاراة التشريعات التي تشهد تغييراتٍ مستمرةً وتصبح أكثر تعقيدًا، عبر استخدام بيانات البلوكتشين لجمع بياناتٍ حول مواقع الأشخاص. وفي هذه الحالة، يمكن للبلوكتشين أن تعمل مثل نظام لإدارة الحقوق الرقمية للأفراد، من خلال إبرام عقدٍ ذكيٍ وإيداعه داخل الشبكة نفسها، يتضمن بعض الحقوق والامتيازات، مثل الحالات التي يمكن فيها استخدام البيانات الشخصية، ومكان تخزينها.
ويمكن للمستخدمين الاختيار من بين عدة خيارات، ويتم جمع بياناتهم وتخزينها حسب رغبتهم. وهذا يعني أن المعلنين والمسوقين يحتاجون لتقديم قيمة مضافةٍ حقيقيةٍ حتى يقنعوا العميل بتقديم بياناته الشخصية بشكلٍ طوعيٍ.
وفي الواقع، يحتاج أصحاب الشركات للتفكير في هذا الأمر منذ الآن، إذ أن هذا الأسلوب المقترح يختلف جذريا عن الدعايات المبرمجة آليًا، التي كانت سائدةً إلى وقت قريب. وإذا لاحظ العملاء المفترضون أن الدعايات التي تعرض لا تخصهم ولا تفيدهم، فلن يسمحوا بالإفصاح عن بياناتهم، لأنهم لن يجدوا دافعًا مقنعًا للتنازل عنها ما لم يحصلوا على دعاياتٍ تناسب احتياجاتهم والفئة التي ينتمون لها.
هوية العميل
تمكن البلوكتشين المشترين والباعة من التواصل فيما بينهم بشكلٍ مباشرٍ وأكثر شفافيةً. ويكمن التحدي الذي تواجهه الشركات في التعامل فيما بينها في ربط الصلة بين الفرد المشتري والشركة التي يعمل فيها، من أجل إرساء تعاونٍ ثنائيٍ بين الشركتين على مستوى كبار الموظفين، الذين لديهم وزنٌ هامٌ ويشاركون في اتخاذ القرار.
ويمكن للمعلنين والمسوقين أن يبدؤوا بتحديد الأفراد الذين يستخدمون مفتاحًا عموميًا في البلوكتشين. وبعد ذلك، يستخدم هذا المفتاح مع المعرف الوحيد للشركة من أجل مراقبة احتياجات الشخص وسلوكه الشرائي. كما يمكن ذلك الشركات من متابعة شخصٍ في سياق الشركة التي يعمل فيها، وتقفي أثر القرارات والعمليات التي يقوم بها لفائدتها.
وعلى الرغم من أن البلوكتشين لا تزال في مراحلها الأولى، خاصة في مجالات الدعاية والإعلان، إلا أنها سوف تثبت في النهاية فوائدها الكثيرة عندما تفهم الشركات كيفية الاستفادة من نقاط قوتها.
وعلى غرار التكنولوجيات التي جاءت من قبلها، سيتطلب الأمر هذه المرة أيضا قصة نجاحٍ واحدة لإقحام البلوكتشين في استخدامات سوق الدعاية. ويمكن للمعلنين والمسوقين البدء في استخدام البلوكتشين لمنع أصحاب المواقع من التحيل في إيصال الدعاية إلى الشرائح المستهدفة، والالتزام بالتشريعات والقوانين المتغيرة باستمرار، وتحديد هويات المستخدمين بشكلٍ دقيقٍ، وهي كلها فوائد ستزيد من عوائد الاستثمار.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.