خلال السنوات الأخيرة، كانت الرياضات الإلكترونية أكثر الرياضات سرعةً من حيث النمو في العالم، ومن حيث عدد اللاعبين والمشاهدين. ووفقًا لتوقعات تقرير ورد في مكاري ريسرتش Macquarie Research، يمكن أن تصبح البلوكتشين والعملات الرقمية المحفز الذي من شأنه أن يدفع بهذه الصناعة الحديثة بأكملها نحو التيار السائد اليوم.
ووفق ما ذكر موقع فوربس، فإن وجوب اعتبار ألعاب الفيديو التنافسية “رياضةً”، على غرار كرة القدم وكرة السلة، أمرًا قابلًا للنقاش. في المقابل، لا يمكن إنكار موجة الاهتمام التي حظي بها هذا النشاط، التي كانت مدفوعة في المقام الأول من طرف الشبان الذين نشأوا أمام أجهزة البلايستايشن والإكس بوكس.
ارتفاع بطولات الرياضات الإلكترونية
وتوقعت مكاري Macquarie، وهي شركة أبحاثٍ في وول ستريت، أن ترتفع قيمة سوق الألعاب الإلكترونية من 892 مليون دولارٍ سنة 2016 لتصبح 5 مليارات دولارٍ بحلول سنة 2020. أما بالنسبة لإجمالي عدد المشاهدين، تتوقع شركة مكاري Macquarie أن يشهد هذا العدد ارتفاعًا ليتحول من 365 مليون مشاهدٍ إلى 500 مليون مشاهدٍ خلال نفس الفترة.
كما ارتفعت شعبية بطولات الرياضات الإلكترونية، حيث يحتشد المشاهدون في الحلبات لمشاهدة كاونتر سترايك: جلوبال أوفينسيف وليج أوف ليجيندز باتل رويال Global Offensive and League of Legends battle royales، بشكل كبير.
ووفقا لتقرير مكاري Macquarie، فإنه في حين أن الصناعة لا تزال ناشئةً وبصدد مصارعة آلام النمو الطبيعية، يرجح أن يوفر الاعتماد التدريجي للبلوكتشين والعملات الرقمية دفعة محوريةً لها. وقد تشمل هذه الدفعة الجوهرية تمكين مراهناتٍ وتبادل سلعٍ رقميةٍ أكثر أمنًا، فضلًا عن القدرة على تقديم حوافز تتعلق بالعملة الرقمية للاعبين والمعجبين على حد السواء، من أجل المشاركة.
وأورد جيانج زانج، محلل في شركة مكاري Macquarie، وأحد الكتاب الرئيسيين للتقرير، “على الرغم من أننا مازلنا في مرحلة مبكرة، إلا أننا نعتقد أن دمج البلوكتشين يمكنه تدعيم مجتمعات الرياضات الإلكترونية على نطاقٍ واسعٍ. ويمكن لهذا الدمج أن يزيد من تعزيز الطابع المهني لهذه الصناعة مع استمرار تطورها”.
أسواق السلع الرقمية
ويرى زانج أن البلوكتشين بصدد لعب دور رئيسيٍ عبر عدة قطاعات في هذه الصناعة المثيرة. ويمثل تسهيل أسواق السلع الرقمية الدور الأكثر وضوحا في هذا الإطار، حيث من شأنه أن يعزز من تجربة اللاعب بشكلٍ عام.
وتملك الأنظمة الإيكولوجية الخاصة بألعاب الفيديو امتيازًا طبيعيًا باعتبارها مستهلِكةً مبكرةً للتكنولوجيا. ويرجع ذلك إلى أن العديد من هذه الأنظمة، على غرار وورلد أوف واركرافت World of Warcraft، قد أنشأت عملاتٍ رقميةٍ وأسواقًا مزدهرةً لتبادل السلع الرقمية قبل وقتٍ طويلٍ من تصور مفهوم العملة الرقمية.
كما تشمل القدرة على إجراء مدفوعاتٍ آمنةٍ وأكثر خلوًا من الخلافات على منصة البلوكتشين، عددًا من المسائل القيمة. وقد كتب زانج قائلا “من وجهة نظرنا، يمكن أن يوفر الحصول على عملةٍ رقميةٍ مبنية على البلوكتشين وسيلة دفعٍ عالمية لكل من المطورين واللاعبين، بالإضافة إلى إمكانية معالجة مشكلة الرسوم الباهظة المرتبطة بمنصات الدفع التي تشمل طرفًا ثالثًا”.
كما أضاف زانج أنه بإمكان البلوكتشين مساعدة صناعة الرياضات الإلكترونية على تدارك العديد من المشاكل الأخرى. وتشمل هذه المشاكل كثافة شبكة الدفع، وحجز الأصول الرقمية، وأمن المنصة في مجمله.
وتنبأ زانج بأن الناشرين الرئيسيين لألعاب الفيديو الذين لديهم محافظ كبيرة من الملكية الفكرية، سيقومون في نهاية الأمر بتطوير عملات مشفرة خاصةٍ بهم لعدة أسبابٍ. ومن بين هذه الأسباب، المساعدة على بناء الثقة والولاء في الأسواق الرقمية الخاصة بهؤلاء الناشرين، إلى جانب مكافأة المعجبين على المشاركة عبر منصاتهم.
ويمكن لهذه الخطوة أن تكون جوهريةً بشكلٍ خاصٍ إذا ما تم إنشاء أسواقٍ موزعةٍ تعتمد على البلوكتشين تسمح بتداول الأصول الافتراضية عبر مختلف الأنظمة الإيكولوجية الخاصة بالألعاب.
رهانات الرياضات الإلكترونية: الخلطة السرية
يعتبر الرهان مساحةً مناسبةً أخرى بالنسبة للبلوكتشين، حيث أنه يمثل الخلطة السرية الحقيقية لتحفيز المشاركة بين صفوف معجبي الرياضات الإلكترونية المشهورين بحماستهم. ومن المتوقع أن تتراوح قيمة عائدات السوق العالمي لمراهنات الرياضات الإلكترونية بين 750 مليون دولارٍ و مليار دولارٍ وأن تصل في المجمل إلى 15 مليار دولارٍ و20 مليار دولارٍ بحلول سنة 2020.
ومع ذلك، غالبًا ما تجرى هذه الأنشطة، التي تنتشر حاليا على نطاقٍ واسعٍ وتفتقر إلى الشفافية، بطريقةٍ غير منظمةٍ وتواجه مخاطر قانونية كبيرة عبر العديد من السلطات القضائية. ومثلما هو الحال مع أشكال المراهنة الأخرى، يمكن للحلول التي تقدمها البلوكتشين أن تساعد على تبديد المخاوف بشأن الشفافية وتوخي النزاهة.
ومثلما ذكرت سابقا، غردت منصات مثل منصة يونيكورن خارج السرب لتقدم مراهناتٍ منظمةٍ على مباريات الرياضات الإلكترونية في أوروبا.
وتعد المكافأة أيضا جزءًا آخر محملًا بالنزاعات والشبهات خلال السنوات الأولى من انطلاق الصناعة. وبالإضافة إلى اللاعبين الفعليين، تضم “فرق” الرياضات الإلكترونية مدراء ومدربين وغيرهم ممن يطالبون بجزءٍ من المكاسب المحققة. كما يوجد العديد من الأمثلة البارزة التي ادعى من خلالها أحد الأطراف بأن الجزء المخصص له من العائدات لم يكن عادلًا.
وفي هذا الإطار، يمكن أن تساعد القواعد الآلية لتوزيع الأرباح من خلال استخدام العقود الذكية، في ضمان مكافأة جامعي الأموال بطريقة عادلةٍ وفي الوقت المناسب. وبالتالي، يمكن حل العديد من هذه النزاعات بصورة وقائية قبل حدوثها.
واختتم زانج حديثه قائلا “نعتقد أن ترسيخ تكنولوجيا البلوكتشين يمكن أن يوفر قدرًا أكبر من الشفافية بما أن العقود الذكية موجودةٌ في سجلٍ مفتوحٍ، حيث أن الهويات والشروط واضحة جدًا بالنسبة لجميع الأطراف المعنية”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.